آل غنوم

عميدهم العلامة الشيخ عبد الغني والأنجال احتكروا التحليق بالأجواء

من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية، ولها انتشار واسع في المناطق اللبنانية. تعود بجذورها إلى القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية لا سيما قبيلة الغنايم، ويقال لها أيضاً الغنامة على ما جاء في كتاب «عشائر الشام». وقد أسهمت هذه القبائل في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي، لهذا فالأسرة منتشرة في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق ومصر والمغرب العربي.

بعد مشاركة الأسرة القائد خالد بن الوليد في فتوحات الشام توطنت في منطقة خبب بين الجولان وحوران، وبرز منها منذ العصور الإسلامية الأولى الجد الأول للأسرة الشيخ غسان بن غنوم الغساني اليمني، ثم توزعت أسرة غنوم بين حلب ومعرة النعمان وإدلب ومناطق سورية أخرى.

نتيجة لأحداث أمنية واقتصادية واجتماعية في القرن التاسع عشر هاجر ثلاثة من آل غنوم من سورية إلى لبنان هم من نسل غسان بن غنوم الغاني، وذلك على النحو التالي:

1- حسن غنوم، وقد اتجه إلى منطقة عين المريسة، حيث أسهم مع أولاده وأحفاده في الدفاع عن ثغر بيروت المحروسة، وقد أطلق على زقاق في المنطقة اسم «زقاق غنوم»، وهذا الفرع البيروتي من أهل السُنّة.

2- رياض غنوم، وقد توطن في طرابلس، وانتشر أولاده وأحفاده في مناطق الشمال ومنها عكار، وهذا الفرع الطرابلسي والعكاري من أهل السُنَّة أيضاً.

3- غنوم غنوم، وقد اضطر للتوطن في جبل لبنان، وقد اعتنق الديانة المسيحية لا سيما على المذهب الكاثوليكي، وقد انتشر في مناطق عدة في جبل لبنان.

4- الفرع الرابع لآل غنوم فقد توطن في برج البراجنة وضواحيها، وقد اعتنق هذا الفرع المذهب الشيعي.

5- أما الفرع الخامس فقد توطن في مدينة جبيل، وهو على صلة نسب مع أسرة درويش الحسامي.

ومن الأهمية بمكان القول، أن أسرة غنوم بدأت تزداد مع مرور الزمن، وتنتشر في مختلف المناطق البيروتية، منها: رأس بيروت، الأشرفية، رأس النبع، برج أبي حيدر، الطريق الجديدة، قريطم، والمزرعة وسواها.

ولا بد من الإشارة أيضاً، أن أحد أجداد آل غنوم في بيروت، كان تقياً ورعاً متواضعاً فأطلق عليه البيارتة لقب «الدرويش» الأمر الذي أدى تباعاً إلى ولادة أسرة درويش البيروتية التي انفصلت عن أسرة غنوم. واشتهرت هذه الأسرة بالعمل في العهد العثماني بصناعة وتجارة عربات النقل العثمانية وقيادتها، ومن ثم تحول أحفاد الأسرة إلى العمل بترميم وحدادة السيارات الحديثة، وأكثر انتشار الأسرة في منطقتي الطريق الجديدة وبرج أبي حيدر.

برز من آل غنوم في التاريخ الحديث والمعاصر العلامة الشيخ عبد الغني غنوم (1904-1976) الذي اشتهر في بيروت بعلمه وتقواه وتدينه واستقامته، وقد أطلقت بلدية بيروت على شارع مهم في بيروت اسم شارع غنوم تكريماً له. كما اشتهر أيضاً بأنه أنجب من الأنجال الشبان والفتيات ستة عشر ولداً من خيرة شباب بيروت من زوجته السيدة نور الهدى غنوم (1909-1995) منهم على سبيل المثال السادة: الكابتن الطيار محمد غنوم، الكابتن الطيار عبد الرزاق غنوم، الكابتن الطيار عبد الله غنوم، مهندس الطيران عبد الفتاح غنوم. كما عمل بعض أنجال الشيخ عبد الغني غنوم في التجارة والأعمال الحرة منهم السادة: مراد غنوم، عبد الرحمن غنوم، خير الدين غنوم وسواهم (أنظر الصور المرفقة). كما عرف من الأحفاد الدكتورة علا غنوم والمهندس هشام غنوم. كما عرف من الأسرة الضابط الإداري في الجيش اللبناني المرحوم عبد القادر غنوم، وقد تصاهر القاضي والنائب الشهيد وليد عيدو مع هذه الأسرة الكريمة، إذ اقترن بشقيقة المرحوم عبد القادر غنوم. كما أن للعلامة الشيخ عبد الغني غنوم ما يقارب (250) فرداً من الأحفاد وأولاد الأحفاد. توفي الشيخ عبد الغني غنوم في 27 كانون الأول عام 1976.

وعرف من أسرة غنوم الإسلامية والمسيحية السادة: أحمد، بولس، توفيق، جرجس، جهاد، جورج، جوزيف، خالد، خير الدين، روبير، زياد، سعد الدين، سمير، عادل، عباس، عبد الرزاق، عبد السلام، عبد الغني، عبد الفتاح، عبد الله، عفيف، عمر، عيسى، فيكتور، مارون، محمد خالد، محمد عبد الغني، محمد مصطفى، محيي الدين غنوم (مدير عام نقليات الجزائري، عضو لجنة الأوقاف الإسلامية)، مصطفى، ميشال غنوم، ويوسف سليم غنوم (كاثوليكي) وسواهم.

ومن الملاحظ أيضاً أن أسرة غنوم، فضلاً عن انتشارها في بيروت، انتشرت أيضاً في طرابلس وعكار والبقاع وجبل لبنان وجبل عامل في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت والقلمون وجبيل. وقد عرف من الأسرة في عكار السيد أسامة غنوم أمين سر جمعية الحداثة في عكار لعام 2007.

وغنوم لغة تأتي بمعنى الرجل كثير الغُنْم والغنيمة، وهو بعكس الغُرْم أي الخسارة. كما تأتي غنوم بمعنى الرجل الذي يحقق الانتصارات على أعدائه، فيطلق عليه الغانم أو الرجل الغُنْم وجمعها غنائم، وقالت العرب غنوم.

العلامة الشيخ عبد الغني غنوم