آل الغول

من الأسر الإسلامية والمسيحية في بيروت وصيدا، وبعض المناطق اللبنانية والعربية. تعود الأسرة بجذورها إلى القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، والتي أسهمت في فتوحات بلاد الشام لا سيما فلسطين وسوريا ولبنان.

ومما يلاحظ بأن أسرة الغول في بيروت وصيدا هم في الأصل من آل البابا، كما أشار لي الأديب والفنان الشعبي محمد الغول المعروف باسم محمد شامل قبل وفاته، وهو في الأصل محمد البابا، وأضاف بأن أحد أجداده في صيدا كان ضخماً أكولاً نهماً، فلقبه أهل صيدا بلقب «الغول» وهكذا تحول اسم الأسرة من البابا إلى أسرة الغول.

ويشير الشيخ طنوس الشدياق في كتابه «أخبار الأعيان في جبل لبنان» جـ1، ص 175، من أن الشيخ شاهين بن جنبلاط تلحوق كان صديقاً في بيروت مع بني الغول وبني نجا وبني سنتينا المسلمين.

وتشير سجلات المحكمة  الشرعية في بيروت في العهد العثماني لا سيما السجل (1283-1284هـ) قضية (141) إلى أحد أعلام آل الغول في القرن التاسع عشر في بيروت، هو السيد علي بن يحيى الغول مختار محلة المصيطبة، في حين أن أبرز أعلام الأسرة في القرن العشرين هو الأديب والشاعر والمؤلف المسرحي فنان الشعب الأستاذ محمد شامل الغول (1909-1999).

محمد شامل الغول فنان الشعب

ونظراً لعطاءاته وإسهاماته، فإننا نورد السيرة الذاتية المختصرة عن فنان الشعب محمد شامل الغول:

محمد شامل أديب وفنان ومؤلف إذاعي ومسرحي وتلفزيوني وسينمائي وله أعمال شعرية ونقدية وأدبية، من مواليد بيروت المحروسة عام 1909. عاش العهود العثمانية والفرنسية وبما أنه تفاعل مع مختلف طبقات الشعب، وتفاعل مع بيئاتهم وثقافاتهم وآلامهم وآمالهم، فقد كانت مؤلفاته وكتاباته صدى للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتربوي.

عمل في بداية حياته مدرساً ومديراً لمدرسة عين المريسة التابعة لجمعية المقاصد ولسنوات عدة، وكان تربوياً من الدرجة الأولى. وفيما بعد توجه نحو الإذاعة والتلفزيون والسينما والتأليف والتمثيل.

الثنائي الكوميدي الانتقادي «شامل ومرعي»

من أهم أعماله الإذاعية برنامج «شامل ومرعي» وبرنامج «يا مدير» مع الفنان الكوميدي المبدع عبد الرحمن مرعي، ومن أهم اكتشافاته المسرحية والتلفزيونية الفنان المبدع حسن علاء الدين (شوشو) (1939-1975)، ومن أهم إبداعاته التلفزيونية برامج متنوعة منها على سبيل المثال لا الحصر: برنامج «الدنيا هيك»، ومن أعماله الأخرى «شوشو والمليون» و»جحا» و»شارع العز» وسواها من برنامج نقدية اجتماعية.

وبوفاته عام 1999 طويت صفحة مهمة من صفحات الفن والأدب والتمثيل والإبداع في بيروت ولبنان والعالم العربي. تم تكريمه في حياته وبعد وفاته، ونال عدة أوسمة وشهادات تقدير ودروع تكريم.

كما عرفت فلسطين أسرة الغول البيروتية برز منها في التاريخ المعاصر (عام 2009) عمر حلمي الغول مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني، والمفتي الشيخ محمد الغول وكريمته المهندسة حنين محمد الغول، والعقيد الدكتور محمد الغول مفتي الدفاع المدني، وكان الغول عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..

كما عرف من أسرة الغول البيروتية حديثاً السادة: أحمد، الياس، اميل، بهيج، جمال، جورج، جوزيف، حسان، حسن، حسين، خليل، رشيد والمحامي زكريا الغول، سامي، سمير، شفيق، عبد الحميد، عبد اللطيف، علي، غسان، فارس، فريد، محمد، محمود، مصطفى، ميشال، يحيى، يوسف الغول. كما برز من أسرة الغول أصحاب المصانع الأولى للزجاج في بيروت.

تاريخ أسرى مشرّف في فلسطين

ومن شهداء فلسطين – غزة – المختار عبد الجواد الغول، ووليد الغول، وعدنان الغول. ولأسرة الغول في فلسطين تاريخ مشرف في النضال ومقاومة الاحتلال الفلسطيني. وفي مدينة غزة ديوان خاص لآل الغول، لاستقبال الناس في جميع المناسبات. ويجد القارئ الكثير من أعلام أسرة الغول في فلسطين على موقع للأسرة بعنوان «عائلة الغول في فلسطين والخارج». ومن المعروف أن أسرة الغول الفلسطينية انتشرت في جميع أنحاء فلسطين لا سيما غزة والقدس وهربية وسلوان وحيفا وسواها من قرى شمال فلسطين حيث اتصلت وهاجرت في العهد العثماني إلى صيدا وجنوب لبنان.

أما غول العربية لغة فإنها مستمدة من الغول ذلك المخلوق الوهمي عند الشعوب الذي يماثل المارد، كما يصور بمنظر الرجل الضخم المخيف والخارق. أما كلمة غول (غيل) العثمانية القديمة والتركية المعاصرة، فإنها تعني وردة. وهنا لا بد من التأكيد بأن بعض الأسر البيروتية والصيداوية وسواهما من أسر، قد أطلق عليها الغول ذات الأصول العربية، ولقب غول ذات الأصول التركية.

الغول: في الأصل من آل البابا.. صيداويون لقبّوا بـ «الغول»  نسبة للجد.

فنان الشعب مُحَمّد شامل