آل فليفل

 من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية. تعود بجذورها إلى القبائل العربية المنتشرة في بلاد نجد والحجاز، لا سيما قبيلة البحاحثة، التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق، ومن ثم المغرب العربي والأندلس. لهذا ما يزال انتشار الأسرة واضحاً في تلك المناطق لا سيما في بيروت المحروسة وغزير وفلسطين والأردن والعراق ومصر والمغرب وسواها من مناطق عربية.

وتشير بعض المصادر العربية الأخرى، بأن أسرة فليفل من عشائر دمك من آل سليمان من الحدجة من الحارث بن الحسن، وقد سكنوا نجران، منذ آلاف السنين، وما يزال فرع منهم إلى الآن في نجران. وهذا الفرع له صلة بقبيلة همدان وهم من أفخاذ قبيلة قحطان. وفي العهود الإسلامية الأولى شاركوا في فتوحات مصر وبلاد الشام، وكانوا على صلة طيبة مع أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب (عليه السلام). كما أسهم آل فليفل في فتوحات الأندلس مع القائد طارق بن زياد، وللأسرة وجود أندلسي ومغاربي بارز، وما يزال المغرب العربي يشهد إلى اليوم منطقة تعرف باسم «سيدي فليفل». كما أن القاهرة تشهد حارة وحي باسم آل فليفل.

برز من الأسرة في الأندلس قائد قصر الحمراء علاء الدين الحمراوي الذي أطلق عليه هذا اللقب، إِما لأنه كان قائداً على قصر الحمراء، وإِما لأن وجهه كان كثير الإحمرار. كما برز نجله القائد فليفل أحد القادة العسكريين في الأندلس، ونظراً لإسهاماته العسكرية وتدينه وأخلاقه، فقد بات قبره يزار في المغرب، لهذا اعتبره البعض أنه ولي من أولياء الله عزّ وجل.

والأمر اللافت للنظر، إن أسرة الحمراوي والحمراني ما تزال إلى اليوم من الأسر البارزة في المملكة العربية السعودية، عرف منها رجل الأعمال الشيخ عبد الله الحمراني.

ونظراً لسقوط الأندلس عام 1492م، واضطراب الأوضاع في المغرب العربي، فقد هاجر فرع من أسرة فليفل إلى بلاد الشام، ومن بينها بيروت المحروسة، وبعضها تمسك بدينه الإسلامي على مذهب السنة والجماعة، والبعض اعتنق المذهب الدرزي، والبعض الآخر اعتنق المسيحية، وهذا الفرع عرف باسم فليفل الشدياق، نظراً لجد هذا الفرع الذي التحق بالسلك الكهنوتي المسيحي برتبة شدياق. وعرف من هذا الفرع جبرائيل فليفل وعبد الله فليفل.

واستناداً إلى سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، لا سيما السجل (1259هـ-1843م)، فقد عرف من الأسرة في باطن بيروت أحد أجدادها السيد أحمد فليفل، كما برز منها السيد محمد فليفل شيخ النحاسين في القرن التاسع عشر. كما برز من الأسرة في القرن العشرين في منطقة الأشرفية ومن ثم في منطقة الطريق الجديدة الأخوان فليفل محمد فليفل (ت 1986) وأحمد فليفل (ت 1995) كان لهما الفضل في تأسيس الفرقة الموسيقية في الدرك اللبناني منذ عهد الاستقلال، وكان لهما الفضل في نظم وتلحين العديد من الأغاني والأناشيد الوطنية والقومية التي ما تزال تذاع حتى اليوم في مختلف الإذاعات اللبنانية والعربية.

كما برز الملحن الأستاذ سليم محمد فليفل حامل وسام الأرز من رتبة كومندور (المتوفى في 12/11/2010) الذي تعاون مع والده وعمه في تلحين الكثير من الألحان التي انتشرت في لبنان والوطن العربي، مما دعا الثلاثة أن يطلقوا على أنفسهم لقب الأساتذة فليفل عوضاً عن الاخوين فليفل. وكان الأستاذ سليم فليفل رائداً في مجال التلحين والنشيد الوطني، وله الفضل على أجيال عديدة لا سيما من خلال ممارسته مهنة تعليم الموسيقى في معهد الكونسرفتوار الوطني، وفي ثانوية الطريق الجديدة الرسمية للبنين (ثانوية جميل رواس حالياً). ومن خلال ألحانه المنتشرة لا سيما نشيد المقاومة.

كما برز من أسرة فليفل ابنه المهندس محمد سليم فليفل وابنته ندى فليفل زوجة المهندس عبد القادر الشعار، أشقاء: الأستاذ سليم فليفل، عدنان، والعميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني حسان محمد فليفل مواليد بيروت 1946، والمهندس جمال فليفل، والدكتور أسامة. وبرز الوجيه البيروتي البارز رجل الأعمال المرحوم خضر فليفل أحد عمدة دار الأيتام الإسلامية لسنين طويلة وأحد رجال العطاء والبر والإحسان والأعمال الخيرية والإنسانية في بيروت ولبنان. وبرز نجلاه عباس فليفل، وهشام فليفل من رجال الأعمال في بيروت. وبرزت كريمته المربية السيدة ليلى خضر فليفل قرينة المهندس شفيق الترك، وهي مديرة ليسيه عبد القادر، ورئيسة جمعية سيدات المستقبل، وناشطة اجتماعية من الدرجة الأولى. كما برز شقيقه الحاج عبد القادر عبد السلام فليفل، وبرز في منطقة الطريق الجديد أحمد (أبو علي) فليفل أحد رجال التحري والمباحث السابقين، وهو أحد رجالات منطقة الطريق الجديدة البارزين الذين تميزوا بالنخوة والجرأة والإقدام. كما عرف شقيقه السيد محيي الدين فليفل. وعرف من الأسرة الطبيب الدكتور زهير فليفل، والطبيب الدكتور سمير أحمد فليفل. كما برز السيد زياد فليفل مواليد بيروت عام 1946 أحد المسؤولين اللبنانيين في جامعة الدول العربية حتى عام 2010، وعضواً فاعلاً في المؤسسات الدولية في القاهرة، وأحد وجوه الفكر الوطني والناصري والقومي العربي.

ولا بد من الإشارة إلى أن أسرة فليفل من الأسر التي ما تزال بارزة حتى اليوم ليس في بيروت فحسب، وإنما في العالم العربي، ومن بينها القاهرة، حيث برز من الأسرة الكثير منها على سبيل المثال: اللواء محمد علي فليفل مدير الكلية الحربية في مصر، والذي أصبح محافظاً لدمياط، ومساعداً لوزير الداخلية في مصر. وبرز في الأردن المرحوم صالح يوسف صالح فليفل، كما برز السيد أحمد فليفل (أبو هشام) مدير خدمات مخيم عين الحلوة قرب صيدا.

كما عرف من الأسرة في بيروت السيد فؤاد فليفل رئيس دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد اللبنانية ومدير عام وزارة الاقتصاد، وقد عيّن محافظاً لجبل لبنان في نيسان عام 2014. كما عرف من الأسرة الإسلامية في بيروت السادة: إبراهيم، أحمد خضر، أحمد زكريا، أحمد سعد الدين، أحمد سليم، أحمد علي، أحمد عمر، أحمد محيي الدين، أحمد مصطفى، أكرم، أنور، جمال، حسان، حسن، خضر، درويش، رضى مختار فليفل مدرسّة في المقاصد، رياض، زكريا، زهير، سعيد، سليم، عبد الرحمن، عبد العزيز، عبد الغني، عبد اللطيف، عبد الله، عدنان، عصام، علي، عماد، عمر، فوزي، المرحوم محمد فليفل أمين سر كلية الحقوق في جامعة بيروت العربية، ومحمد أحمد، محمد حسن، محمد سعد الدين، محمد سعيد، محمد سليم، محمد علي، محيي الدين، مختار، مروان محمود فليفل أحد موظفي جامعة بيروت العربية، مصطفى، منير، نور، وفيق، ياسر، ويوسف فليفل وسواهم.

كما عرف من الأسرة المسيحية السادة: بشاره فليفل، جوزيف، لويس، نقولا، يوسف فليفل وسواهم، والدكتور انطوان فليفل الذي يحمل دكتوراه في الفلسفة ودكتوراه في اللاهوت، وهو باحث وأستاذ جامعي، وممن يكتبون في صحيفة النهار بين فترة وأخرى.

وفليفل لغة تصغير فلفل، وهو في بيروت وبلاد الشام ومصر نوع من أنواع نبات الفلفل الحر حراق جداً، يميل لونه إلى الحمرة. واشتهرت الأسرة منذ الجد الأول إلى الآباء والأبناء وأحفاد اليوم بأن وجوههم تميل إلى بياض مع إحمرار داكن مثل إحمرار الفلفل. وقد شاع في مصر وبلاد الشام أمثلة شعبية حول أصحاب الحسد والغيرة بأنهم يتفلفلون من شدة الحسد والغيرة، كما طعم الفلفل الحراق.

ونظراً لعطاءات الكثير من أعلام آل فليفل، فإننا سنشير إلى سيرهم الذاتية الموجزة، وفاءً وتقديراً لعطاءاتهم وإسهاماتهم. من بين هؤلاء الأساتذة فليفل:

◄محمد وأحمد فليفل
ولد محمد فليفل (1899-1986) وأحمد سليم فليفل (1903-1995) أوائل القرن العشرين في محلة الأشرفية في بيروت المحروسة، ختما القرآن الكريم في كتّاب الشيخ مصباح دعبول الكائن في حي آل بيضون قرب جامع الأشرفية. ثم انتقلا إلى مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية فالمدارس السلطانية وحوض الولاية.

منحهما الله موهبة فنيّة وأدبية، تعهداها بالعلم والتدريب والخبرة. كان والدهما يتمتع بحس موسيقي فطري وشعور بالكرامة العربيّة، اشترى كتاب سيرة عنترة وطلب من إبنيه قراءتها له إعجاباً منه ببطولات العرب وأمجادهم. وعندما انتقل إلى السكن في محلة البسطة الفوقا، كان يجتمع برجالات البسطة، ومن بينهم الشاعر الشهيد عمر حمد، وشقيقه الحاج الشاعر سعيد حمد.

وكان ديب صبرا، جد محمد وأحمد لأمهما، يتمتع بصوت جميل ويتولى الأذان وفرقة الإنشاد الديني في الجامع العمري الكبير في باطن بيروت المحروسة، يصطحب معه حفيده محمد فليفل لحضور حفلة الإنشاد، وسماع القصائد ومنها أبيات من نظم الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت المحروسة (1909-1932)، وهذا الاستعداد الفني دفع الشقيقين فليفل إلى دراسة الموسيقى، فتابع محمد فليفل دراستها في دار المعلمين التركية، فيما كان شقيقه أحمد فليفل يدرس البيانو والنوتة الموسيقية.

وكانا يحضران مع والديهما حفلات أدبية وشعرية موسيقيّة، كانت تؤديها فرقة موسيقى متصرفية جبل لبنان، التي تأتي من الجبل إلى بيروت، وتعزف في منشية المتحف، وفي حديقة رستم باشا بإشراف ضابط إيطالي، وفي الساحة التي عرفت فيما بعد باسم ساحة الشهداء.

استدعي محمد فليفل خلال عام 1915 إلى المدرسة الحربية في إسطنبول، فوجدها فرصة سانحة لمتابعة دراسة الموسيقى في معهد الفنون التركية، فيما كانت فكرة تكوين فرقة موسيقية قد اختمرت في ذهن أحمد فليفل في بيروت، الذي كان قد تعرَّف على عدد من الشباب الملمين بالموسيقى، وما أن عاد محمد فليفل من إسطنبول حتى باشر بشراء الآلات الموسيقية، وأسس مع شقيقه فرقة من ستة وعشرين شاباً، كانا يجمعانهم في حديقة بيتهما في البسطة، يعزفون الأناشيد والألحان الشائعة، ثم أخذت الفرقة تنشد للمدارس والجمعيات وفي الأعياد الشعبية، وعُرفت باسم (موسيقى الأفراح الوطنيّة).

في عام 1942م، وفي عهد الرئيسين ألفرد نقّاش وسامي الصلح، اتصل العميد سليمان نوفل بالأخوين فليفل من أجل تأسيس فرقة موسيقى عسكرية، فصدر المرسوم رقم (6439) بتاريخ 1 تشرين الأول عام 1942م بتأسيس موسيقى الدرك.

اشتهر الأخوان فليفل بأنهما لحنا أكثر من ألف قصيدة في موضوعات وطنيّة وقوميّة واجتماعيّة وتربويّة، لشعراء وأدباء من مختلف أرجاء الوطن العربي. منهم على سبيل المثال لا الحصر: الأخطل الصغير (بشارة الخوري) وعمر فروخ وفخري البارودي وجورج غريب وإبراهيم طوقان ومحمد يُوسُف حمّود وشبلي الملاط وعمر أبو ريشة وسعيد عقل وعبد الرحيم قليلات وغيرهم. ولم يفرقا بين دين وآخر، بل كانا رسل سلام ومحبة وخير للمجتمع، لحنا قصائد بمدح النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم) والسيد المسيح والسيدة العذراء مريم.

تعرَّض الأخوان فليفل إلى معارك عنيفة مع سلطات الانتداب الفرنسي. فقد وضعا لحناً يتغنّى بالوطن الأكبر، فطردا من وظيفتهما، ثم أعيدا إليها بعد تدخل الشيخ محمد الجسر رئيس المجلس النيابي اللبناني آنذاك، وجبران التويني والرئيس شارل دباس، وفي سنة 1939 لحنا نشيد العلى للعرب من نظم الشاعر المصري عبد الحميد زيدان، فهددتهما حكومة الانتداب الفرنسي بالكف عن تلحين مثل هذه الأناشيد تحت طائلة النفي إلى معتقل المية ومية.

كان أول نشيد لحناه في العشرينات من نظم الشاعر البيروتي مختار التنير:

«سوريا يا ذات المجـد والعزة في ماضي العهد
إن كنت لنا أهنى مهد فثراك لنا أهنى لحــد»

ولحنا نشيد الشهداء الذي نظَّمه الشاعر الشهيد عمر حمد:

«نحن أبناء الألــى شادوا مجداً وعلا
نسل قحطان فأصلا ليس نرضي الأسر»

 وكان الشاعر عبد الرحيم قليلات أول من شجع الأخوين فليفل ونظَّم لهما عدة قصائد وأناشيد منها نشيد المدارس:

«تعهدي دروسنا وبيضي طروسنا
وهذبي نفوسنا وروضي البـدن»

وضع الأخوان فليفل للجيش اللبناني عدة مارشات ومعزوفات للطبول والأبواق والتشريفات والثكنات، حلّت محل الألحان الفرنسيّة، ولا تزال موسيقى الدرك والجيش اللبناني تعزف ألحانهما حتى الآن. هذا، وقد ارتبط اسم الأخوان فليفل بالألحان الوطنية والقومية في الوطن العربي.

كرمت الفرقة العربية للأناشيد الوطنية الأخوين فليفل خلال احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، كما كرمهما نادي الجسرة الثقافي وأمين عام الاحتفالية وقدم الجميع جوائز تقديرية لممثل الأخوين فليفل المهندس جمال فليفل على مسرح قطر الوطني. كما دعتهما وزارة الثقافة الجزائرية في عدة مناسبات وطنية.

كثيرا ما نسمع عن الأخوين فليفل وخاصة عندما نسمع النشيد الوطني السوري: حماة الديار عليكم سلام.. أبت أن تذل النفوس الكرام، أو عندما نسمع نشيد بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغدان..

وأشعار أخرى كنشيد «نحن الشباب»، ونشيد «في سبيل المجد»، ونشيد «موطني» وغيرها..

وكذلك نسمع في كل صباح للسيدة فيروز التي اكتشفها الأخوان فليفل منذ نعومة أظفارها، وقدّماها للإذاعة اللبنانية، ومن ثم للمجتمع اللبناني لأجمل أغانيها.. ولا نعرف حقا أن وراء كل نشيد كانت هناك قصة أحد أبطالها الأخوان فليفل...

وفي منزل الشاعر عبد الرحيم قليلات كُتبت أجمل الأناشيد الوطنية والقومية، إذ تم التعارف بين الأخوين فليفل والطالب في الجامعة الأميركية الشاعر إبراهيم طوقان الذي كتب كلمات نشيدين خالدين هما «موطني» الذي أبدع الأخوان فليفل في تلحينه أيما إبداع، وما لبث أن صار على كل شفة ولسان.

أما الثاني فكان نشيد «وطني أنت لي والخصم راغم» وهو موجه للوطن الفلسطيني.

ولحّنا نشيد «يا تراب الوطن» للأخطل الصغير، ونالا الدرجة الأولى للحن نشيد «الشجرة» الذي نظّمه الشاعر (الأمين) محمد يوسف حمود وأصبح شائعاً.

وتعرّفا إلى فخري البارودي فلحنا له عدة أناشيد شاعت في العالم العربي كله، منها: «بـلاد العـرب أوطـانـي».

ونشيد: «أنـت سـوريـا بـلادي أنـت عنـوان الفـخـامة»

كما لحنا لجامعة الدول العربية نشيداً من نظم الشاعر المصري محمد المجذوب اعتمد رسمياً:


أشـرق الفـجر فسـيروا فـي الضـياء ودعـا الـحـق فهـبوا للـنـداء

وكانت قصة محمد فليفل مع نهاد حداد «فيروز» كالتالي: في حفلة المدرسة عام 1946، سمعها أستاذ في المعهد الموسيقي اللبناني، الذي صرح بأنه حقق اكتشافاً. هذا الرجل، محمد فليفل، كان يبحث عن مواهب جديدة في ذلك الوقت في مدارس الأولاد لغناء الأناشيد الوطنية في الإذاعة اللبنانية المؤسسة حديثاً. لكن والد نهاد، الذي ينتمي إلى بيئة محافظة، كان مستاءً من فكرة أن ابنته ستغني للعامة. لذلك رفض منح موافقته لفليفل في البداية، لكن هذا الأخير نجح في النهاية في إقناع السيد حداد بأن طمأنه أن نهاد سوف تشارك فقط في غناء الأغاني الوطنية وأنه، أي فليفل، سوف يتحمل نفقات تعليمها في المعهد الموسيقي. بعد الموافقة، طلب والد نهاد أن يرافقها أخوها جوزيف.

كان يرأس المعهد الموسيقي في ذلك الوقت وديع صبرا، ملحن النشيد الوطني اللبناني، والذي بدوره رفض تقاضي أي مبلغ من نهاد ومن بقية الطلاب المشار إليهم من قبل فليفل. محمد فليفل الذي اعتنى بصوتها عناية أبوية، لإيمانه بذلك الصوت الذهبي المخبأ في حنايا حنجرة المغنية الصغيرة، فقد أوعز إليها بعدم تناول الطعام المبهّر، الحمضيات، أو أي شيء آخر يمكن أن يؤذي حبالها الصوتية. كما حذرها من غناء الطبقات العالية أو المقاطع التي تتطلب جهداً شديداً. بعد ذلك أكمل إشرافه بأن ساعدها لأن تدخل المعهد الموسيقي الوطني. ربما كان أبرز ما ساهم به فليفل هو تعليم نهاد علم التجويد في القرآن الكريم، الذي يعتبر الأسلوب الأكثر رفعةً في تلاوة الآيات في الموروث العربي.

ومن الأهمية بمكان القول، إن ما ارتبط باسم الأساتذة فليفل هو تلحينهم نشيد المقاومة للشاعر محمد يوسف حمود الذي يقول:

للتـراب وللسـما
دمـي وروحـي، فَهُـما
ِـنهُـمـا إليـهِـمَـا
فـي الصـعاب يا شبـاب
من غـيرنا يلـتاع مـن؟     
إذا بكـت عين الوطـن!
مقـاومـه! مـقاومـه!
بالـنار لا مـسالمـة!

هذا، وعندما نقف باستعداد ووقار وبعزيمة قوية وشموخ عندما نسمع النشيد الوطني السوري حيث يرفرف العلم خفاقا بعزة وكبرياء تتلقفه العيون والقلوب بكل محبةً وعطاءً ووفاءً...

ولكن ما هي قصة النشيد الذي يبدأ بـ «حماة الديار»؟...

كان هنالك إجماع على اختيار كلمات الشاعر خليل مردم بك ككلمات للنشيد الوطني والشاعر خليل مردم بك هو ابن دمشق ولد عام 1895 بدأت موهبته الشعرية بالنضوج في سن مبكرة. بعد جلاء الحكم العثماني عيّن مديراً لديوان الرسائل العامة، وفي عام 1919 عيّن مدرّساً في مدرسة الكتاب والمنشئين التي أنشأتها الحكومة لتدريب موظفيها، لما أعلن استقلال سورية، وبويع الملك فيصل الأول ملكاً عليها، وتألفت أول وزارة سورية، نقل من ديوان الرسائل العامة، وسمي معاوناً لمدير ديوان الوزراء، وبعد أن دخل الجيش الفرنسي دمشق عام 1920، صرف من العمل في الحكومة. وفي عام 1921 أسس مع عدد من الشعراء والأدباء جمعية «الرابطة الأدبية»، ثم أنشأت الرابطة مجلة ناطقة باسمها دعتها «مجلة الرابطة الأدبية» صدر العدد الأول منها في الأول من أيلول 1921.

ثم ما لبثت أن توقفت بسب تضييق سلطات الانتداب الفرنسي عليها ألهبت قصائده الوطنية النفوس أثر قيام الثورة السورية الكبرى مما عرضه للملاحقة الأمر الذي دفعه للهرب إلى مصر ثم لندن حيث تابع هناك تحصيله العلمي، وفي عام 1929 عاد إلى دمشق ليبدأ نشاطه الأدبي والعلمي حيث عيّن مساعداً لرئيس الأدب العربي في «الكلية العلمية الوطنية»، وظل فيها تسع سنوات (1929 - 1938) وفي عام 1942 عيّن وزيراً للمعارف.

كل هذه الأسباب جعلت كلماته «حماة الديار» محط إعجاب الجميع وتم اعتمادها ككلمات للنشيد الوطني السوري، ولكن بقي اعتماد اللحن لهذه الكلمات لكي يخرج النشيد الوطني بأبهى حلة.

اما عن قصة تلحين القصيدة، فقد أعلنت الحكومة السورية عن مسابقة لتلحين قصيدة «حماة الديار» كان ذلك في عام 1938، وكان هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية. وتقدم لتلحين القصيدة نحو ستين موسيقياً منهم ملحنون معروفون مثل أحمد الأوبري. وكان من جملة المتقدمين الموسيقيين الأخوين أحمد ومحمد فليفل من بيروت، وشكلت لجنة لاختيار اللحن الأفضل ولما تقدم الأخوان فليفل. رفضت اللجنة حتى مجرد استقبالهما والاستماع إلى لحنهما، فذهب الأخوان إلى فارس الخوري الذي كان رئيساً لمجلس النواب آنذاك، وشكوا عدم استقبال اللجنة لهما، فطلب سماع النشيد فوجد لحنه جميلاً ولم يشأ التدخل في عمل اللجنة، فطلب من الأخوين فليفل تعليم النشيد لطلاب المدارس، حتى يحين وقت اختيار النشيد نفذ الأخوان طلب فارس الخوري، وانتشر النشيد انتشاراً واسعاً، ليس كنشيد رسمي، وإنما كنشيد وطني عادي إلى جانب أناشيد الأخوين فليفل الأخرى مثل أناشيد «بلاد العرب أوطاني» و»في سبيل المجد» و»موطني» و»نحن الشباب»...

ولم يتم البت في أمر النشيد السوري، حتى انعقاد اجتماع سان فرانسيسكو الذي بحث استقلال سورية، ومثل سورية فيه فارس الخوري، وكان معه قسطنطين زريق الوزير المفوض لسورية في الولايات المتحدة، ورفيق العشي الذي كان قنصلاً لسورية هناك.

وفي ذلك الاجتماع تم إقرار حق سورية في الاستقلال، ومن هناك أعلن فارس الخوري أن النشيد الوطني الرسمي لسورية سيكون «حماة الديار» لحن الأخوين فليفل.

وأثناء العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالجلاء للجيش السوري عام 1946، كانت مكبرات الصوت تذيع النشيد الوطني بلحن الأخوين فليفل.

عمليا استمر العمل في نشيد حماة الديار إلى زمن الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، حيث تم الاستعاضة عنه بنشيد آخر، وبعد الانفصال تم العودة إليه كنشيد وطني للجمهورية العربية السورية.

قبل أن يطلق الأخوان فليفل أناشيدهما الوطنية والقومية في دنيا العرب كانت الناشئة في المدارس والمعاهد تنشد الأناشيد العثمانية التي تجأر بالدعاء للدولة السنيّة العثمانية بالعزّ والسؤدد، وتشيد بعدل السلطان وتدعو له بالنصر وطول العمر، ومنها على سبيل المثال:

يا ربّنا كُنْ واقيا
عبدَ الحميد الغازيا
ملكٌ سما وتعزّزا
وعلى الملوك تميّزا
في ظلّه كلُ الأممْ
رَتعتْ وأمستْ في نِعَم
والذئبُ بات مع الغَنَم
والطيرُ أصبح شاديا

ثم عرفت المجتمعات العربية، في أواخر الحكم العثماني وبداية عهد الانتداب، بعض الأغاني الوصفية التي تتغنى بالوطن بشكل خجول، واستمرت هذه الحال إلى أن جاءت أناشيد «فليفل أخوان» ذات التوجهات الوطنية والأبعاد القومية فكانت صرخة مدوّية تدعو للتحرر من ربقة المحتل وتحثّ على التمرد والنهوض. تواكبت هذه الأناشيد مع التحركات السياسية التي قام بها رجالات البلاد والزعماء الوطنيون في المحافل الدولية، وكان لها الفضل في أن تدخل الحماسة إلى قلوب المواطنين وتحررهم من عقدة الخوف من بطش المستعمر وان توحد مشاعرهم الوطنية والقومية حتى بات نشيد «موطني» وكأنه النشيد الوطني للأمة بأسرها، ينشده الشباب في لبنان فتتردد أصداؤه في سوريا والعراق ومصر وفلسطين.

وفي الأربعينات من القرن العشرين كان شباب المعاهد والجامعات وأعضاء الأحزاب الوطنية، يخرجون في شوارع العواصم العربية في تظاهرات عارمة والحماسة تلهب نفوسهم، كلما ألمّت ببلد عربي ملمة أو عصف به طغيان، منشدين بصوت واحد:

نحن الشباب لنا الغدُ ومجده المخلدُ
نحن الشباب شعارُنا على الزمَنْ عاشَ الوطنْ

ولا بد من الإشارة، أن الأساتذة فليفل آمنوا بسياسة العيش المشترك في لبنان، ففي الوقت الذي لحنوا نشيد المقاصد ونشيد النجادة، فقد لحنوا أيضاً نشيد الكتائب. ومن بصماتهم البارزة تلحينهم عام 1959 نشيد «لبيك عبد الناصر» ونشيد «راسخ عزمنا وطيد» وقدما هدية للرئيس جمال عبد الناصر. وفي العام نفسه قدم الأساتذة فليفل نشيد «الشعب العربي» هدية للرئيس جمال عبد الناصر، وفي اللقاء ووفد المقاصد يتقدمه الفنان محمد فليفل، وعد الرئيس عبد الناصر أن يذاع هذا النشيد يومياً من الإذاعة المصرية.

والحقيقة، فقد ارتبط اسم النشيد الوطني والقومي طيلة القرن العشرين بعمالقة الفن والموسيقى الأساتذة فليفل محمد وأحمد وسليم فليفل، وباتت بيروت المحروسة والأساتذة فليفل توأمان لا ينفصلان.

وبرز كذلك من آل فليفل، كثيرون كان لهم دورهم الريادي في مجال عملهم من أبرزهم:

◄العميد الركن المتقاعد حسان محمد فليفل
هو من مواليد بيروت المحروسة – منطقة الطريق الجديدة – عام 1946، والده الموسيقار محمد فليفل وعمه الموسيقار أحمد فليفل، وشقيقه الموسيقار سليم محمد فليفل، وهؤلاء، كما بيّنا، من رواد الموسيقى والأناشيد الوطنية.

تلقى حسان فليفل دراسته من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية في ثانوية الطريق الجديدة، الرسمية للبنين (ثانوية البر والإحسان – ثانوية جميل رواس اليوم)، إلى أن التحق في المدرسة الحربية، وتخرّج منها ضابطاً. ونظراً لكفاءته العسكرية، وانضباطه وسلوكه، فقد ترقى في سلم ترقيات الجيش اللبناني، بعد أن التحق في دراسات عسكرية مهمة في الخارج لا سيما في فرنسا، ومنها دورات للأركان، فنال تنويهات وتقديرات عسكرية مهمة نظراً لتفوّقه العسكري والعلمي، لذا استمر في ترقيه إلى أن نال رتبة عميد ركن.

والأمر الملاحظ، أن العميد الركن المتقاعد حسان فليفل، قد عاش في فترة الحرب اللبنانية 1975-1990 فترات استثنائية نظراً لما واجهه الجيش اللبناني من أوضاع في خضم الصراع بين القوى اللبنانية والإقليمية المتصارعة على الساحة اللبنانية، وكان العميد الركن حسان فليفل، أحد رموز وحدة الجيش اللبناني، ووحدة بيروت، ووحدة لبنان، مؤمناً كوالده وعائلته بأهمية العيش المشترك بين اللبنانيين فكانت له بذلك إسهامات وطنية وعسكرية وإدارية على غاية من الأهمية.

◄أحمد محيي الدين فليفل
ولد أحمد محيي الدين فليفل عام 1918 في بيروت المحروسة من أبوين لبنانيين، وكان له أخ وأخت أكبر منه. تلقى تعليمه في مدارس المقاصد، كان اجتماعياً منذ صغره إذ انتمى الى فريق كرة القدم الذي ألّفه أخوه الأكبر من شبان الحي الذي يقطنه، ثم انتسب الى الكشاف المسلم في العام 1930، وتدرّج الى أن أصبح قائداً وشارك في أغلب النشاطات والرحلات الكشفية.

كان يهوى الموسيقى فانتسب الى الفرقة الحمراء (فرقة الأفراح) التي أسسها أولاد خاله الأخوين فليفل، ومن ثم انخرط في موسيقى الدرك اللبناني وكان عازف كلارنيت فيها. وفي العام 1950 تزوج من السيدة جميلة بولس ماما ورزق منها ستة اولاد هم ابتسام، سهام، فؤاد، وفاء، مصطفى وسوسن. فكان مثال الزوج والأب، وحرص على تعليم ابنائه ومساعدتهم في دروسهم.

في العام 1957 تقدّم بطلب توظيف الى بلدية بيروت وعيّن كاتباً في مصلحة الصحة. كان مثال الموظف النشيط مواظباً ومثابراً، وكان ذو مناقبية عالية بشهادة كل من عرفه، وقد عمل على مساعدة الكثير من أبناء بيروت المحتاجين الى الطبابة وتلقي الأدوية، كما ساعد عدداً منهم في توظيفهم في البلدية. وكم من مرة فتح منزله لاستقبال الأطفال لتلقي جرعات التلقيح ضد الجدري والحصبة والثلاثي، فكان من البديهي أن يحبه كل من عرفه في عمله وفي منطقته، وما يزال هؤلاء يترحمون عليه.

◄محافظ جبل لبنان فؤاد أحمد فليفل (1955-   )
من مواليد عام 1955، في منطقة رأس النبع في بيروت المحروسة، تعلم في مدارس جمعية المقاصد الخيرية في بيروت، للمراحل التعليمية الابتدائية، والمتوسطة والثانوية. وتخرّج من كلية الهندسة الزراعية، في جامعة الإسكندرية، مصر عام 1980، ويحمل شهادة بكالوريوس في الهندسة الزراعية. التحق بعدها بالجامعة الأميركية في بيروت حيث نال شهادة الماجستير في تغذية الدواجن عام 1983.

مارس العمل منذ الصغر حيث عمل في محلات النوفوتيه والأقمشة في سوق سرسق في كل عطلة صيفية خلال المرحلة المتوسطة والثانوية.

وخلال تلقيه العلوم في الجامعة الأميركية عمل على إصدار مجلة علمية بالاشتراك مع بعض الطلاب في الجامعة، وكان مديراً للتحرير في تلك المجلة التي لا تزال تصدر إلى يومنا هذا، وهي مجلة «دواجن الشرق الأوسط» وله فيها أكثر من (70) مقالة علمية حول تربية وتغذية الدواجن.

ابتدأ عمله المهني كمهندس أستاذ في التعليم الزراعي – وزارة الزراعة. وكان في الوقت نفسه يعمل في إستيراد بعض المواد العلفية لبيعها في لبنان لدى شركات الأطباء البيطريين الذين يعملون في صناعة الدواجن، ومن بعدها تدرّج من التعليم الزراعي إلى رئيس دائرة الإرشاد الزراعي حيث أعد كتاباً حول صناعة الدواجن. وقد أعاد العمل في عدة مراكز للإرشاد الزراعي في المناطق اللبنانية.

عمل في مشروع التنمية الريفية المموّل من البنك الدولي، وكان مسؤولاً عن مكوّن الإرشاد الزراعي، وكانت معظم المهمات مركزة في منطقة البقاع الشمالي، وذلك لتنمية الزراعات البديلة. حيث عمل على نشر مفهوم الزراعة العضوية بالتعاون مع الدكتور رامي زريق من الجامعة الأميركية في بيروت والتي نتج عنها زيادة المساحات المزروعة بالإنتاج العضوي في لبنان، قبل أن يتابع عدة دورات علمية وخارجية تحت عناوين زراعية مختلفة.

نُقل عام 2003 إلى وزارة الاقتصاد والتجارة حيث رقي إلى الفئة الثانية وعيّن رئيساً لمصلحة حماية المستهلك، وعمل على تطوير المصلحة، من ناحية التسمية والهيكلية والعناصر والأدوات المستخدمة، وكانت النتائج وضع قانون جديد لحماية المستهلك وأصبح اسم المصلحة مديرية.

أسس مركز تلقي الشكاوى لمديرية حماية المستهلك في الوزارة وجهزه من خلال هبة من الـ BPG ، وكذلك استلم المديرية العامة للاقتصاد والتجارة بالإنابة بعدما شغر المنصب، وكذلك تم تعيينه في مركز رئيس مكتب مقاطعة إسرائيل بالإنابة منذ عام 2010 ولغاية نيسان عام 2014.

أخذ عدة قرارات مهمة في مكتب مقاطعة إسرائيل وأهمها قرار حظر التعامل نهائياً مع الشريكتين الأوكرانيتين UIA Airlines وAerosvit Airlines لميولهما الصهيونية.

شغل المهندس فؤاد فليفل منصب المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة بالإنابة ومدير حماية المستهلك منذ العام 2002، وفي شهر نيسان من عام 2014 صدر قرار مجلس الوزراء بتعيينه محافظاً لجبل لبنان.

وللسيد فؤاد فليفل عدة مؤلفات منها: «صناعة الدواجن» (وزارة الزراعة، لبنان)، و«إزالة السم عن Buffalo Gourd» (الأطروحة) 1983 - الجامعة الأميركية - لبنان، وما بين أعوام 1980-1993 أكثر من 50 مقالاً حول علم الدواجن (دار النشر الزراعي للشرق الأوسط MEAP)، ومجلات عالمية متخصصة، وفي 1995 مشروع إعادة تأهيل الزراعة (وزارة الزراعة ومنظمة الفاو)، وفي 1997 نظام الإرشاد الزراعي، التسهيلات والتنمية (المنظمة العربية للتنمية الزراعية).

◄المهندس جمال محمد فليفل
هو شقيق الموسيقار سليم محمد فليفل، من مواليد بيروت المحروسة عام 1954، أنجز دراسته الابتدائية في مدرسة المقاصد الحرج، ودراسته التكميلية والثانوية في الشويفات (شارل سعد)، وحاز على شهادة الهندسة الكهربائية من جامعة بيروت العربية عام 1982، وعمل في شركة أوجيه لبنان من عام 1982 لغاية عام 1989، وفي فرنسا على حسابه الخاص من عام 1989 لغاية عام 1993.

عاد إلى لبنان وأنشأ شركة خاصة للأعمال الكهربائية ونفذ الكثير من الأعمال الكهربائية منذ العام 1993 تحت اسم J.Fleifel Eng`g & Contracting Off.. متأهل من السيدة منى الأسير الحسيني، ولديه ولدين فادي ولمى، فادي يعمل في القطاع المصرفي حائز على إجازة في إدارة الأعمال وعلى شهادة ماجستير في التسويق من جامعة القديس يوسف USJ وتسويق الخدمات المالية من جامعة فرنسوا رابليه – فرنسا، ولمى تعمل في قطاع الإعلام وحائزة على إجازة في Communication ART.

◄الدكتور زهير علي فليفل
الدكتور زهير فليفل من مواليد رأس بيروت – شارع فردان، والده الحاج علي فليفل مؤسس محمصة فليفل – ساحة البرج – بناية الريفولي ثم بناية بيبلوس، والدته السيدة خديجة رشيد عساف ابنة عم فضيلة الشيخ محمد عساف الجد، بدأ تعليمه في الليسيه فردان ثم الفرير دولاسال عين المريسة، فمدرسة أبو بكر الصديق الصنائع، وأنهى دراساته في ثانوية رمل الظريف الرسمية عندما كان مديرها المربي الأستاذ حسن دوغان حيث نال شهادة البكالوريا العلمية فرع الرياضيات بدرجة تفوّق.

كان مصمماً على أن يكون طبيباً، وقد تم قبوله في الجامعة الأميركية في بيروت في صف السوفومور، وذلك حسب العلامات والسيرة وكانت فرحة كبيرة حيث كان أول من يدخل للدراسة في الجامعة الأميركية بين أفراد عائلته. وكانت الدراسة لا تخلو من الصعاب خاصة وأن المنافسة كانت كبيرة. تخرّج بشهادة (الليسانس) البكالوريوس للعلوم الكيميائية والبيولوجيا برتبة جيد جداً.

لم يقبل في كلية الطب بعدها فقط بسبب الحصص (الكوتا) الموزّعة على الفئات اللبنانية والأجنبية، وكان عدد الطلاب المقبولين لكلية الطب في حينه محدداً بستين طالباً.

لقد كان لعدم قبوله في كلية الطب مع هكذا علامات صدمة كبيرة وبمساعدة مشكورة من شقيقه الحاج محمد فليفل، وخلال ثلاثة أيام غادر إلى باريس حيث كان القنصل في السفارة اللبنانية في انتظاره، وقد قدّم شهاداته والعلامات إلى وزارة التربية الفرنسية للمعادلات وتكفّل ملاحقة الموضوع بنفسه.

اختار زهير فليفل دراسة الطب في جامعة تُور (اندرولوار)، وهي ذات مستوى علمي عالٍ. حيث كان الطلاب اللبنانيون في مدينة تُور من مختلف المناطق ومختلف الانتماءات والأحزاب، وكان عددهم يقارب المئة طالب يدرسون الآداب أو الصيدلة أو العلوم أو الطب، وكان اتحاد الطلبة اللبنانيين في فرنسا يهدف إلى جمع شمل الطلبة في فرنسا. وقد اختاروا الدكتور زهير أمين سر اتحاد الطلبة، وكان عصر نهضة ونشاط ثقافي في لجان لتأمين المنشورات السياحية والإعلامية من السفارة اللبنانية في باريس وإحياء مناسبات الاستقلال.

كانت سنوات الدراسة تتكامل مع العمل بالمستشفيات مناوبات ليلية ومرّات في العطل. أما الأطروحة فكانت مهمّة جداً من حيث الموضوع والمحتوى العلمي الحديث فقد نال عليها درجة الامتياز مع تهنئة اللجنة الفاحصة وقد وزع من الأطروحة عدة نسخ على مكتبات جامعات أوروبا لعلاقتها بزرع الأعضاء. ويقول الطبيب الدكتور زهير فليفل:

«تكوّنت عائلتي الصغيرة في مدينة تُور حيث رافقتني زوجتي «عايدة» اللبنانية وتابعت دراستها في جامعة «تور» للآداب وتخرّجت بدرجة ليسانس أدب فرنسي. ورزقنا ابنتنا «مايا» في فرنسا. وعندها قررت تغيير اختصاصي من الجراحة التي بدأت أبرع فيها إلى اختصاص طب الأطفال من أجل ولعي وشغفي الكبير بابنتي مايا. حصلت ابنتي مايا قانونياً على الجنسية الفرنسية، ثم كان قبول إعطائنا أنا وزوجتي عايدة الجنسية الفرنسية مما خوّلني الانتساب تلقائياً إلى نقابة أطباء فرنسا في «تور»، ما فتح لي فرصاً كبيرة في ممارسة الطب وفي الحقوق والواجبات كمواطن فرنسي».

هذا، وقد قرر الدكتور زهير فليفل العودة نهائياً إلى بيروت المحروسة، فقرر الانتساب إلى مستشفى القديس جاورجيوس الأشرفية لتعاقدها مع فرنسا. وبهذه الأثناء أسس عيادة في ساحة ساقية الجنزير بناية الكعكي حيث لم يزل يمارس المهنة فيها ثم علّم الطب المدرسي الوقائي في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وعمل في مستشفى نجار بتوصية من البروفسور سليم الفرزلي حيث لم يزل فيها حتى اليوم، هذا إلى جانب نشاطاته الرياضية والاجتماعية والمحاضرات والمؤتمرات الطبية في لبنان والخارج مما أدى إلى تجديد وتحديث المعلومات الصحية والطبية لطب الأطفال خاصة.

أما على النطاق العائلي فالدكتور زهير فليفل فخور جداً لأنه ينتمي إلى آل فليفل التي رصيدها كبير في الموسيقى وخدمة الجيش والدرك والأناشيد الوطنية الخالدة، وكذلك في مجالات الصناعة والتجارة والهندسية والطب والعلم.

◄المهندس محمد سليم فليفل
هو نجل الموسيقار سليم محمد فليفل، اكمل الدراسة الثانوية في مدرسة الكرمل سان جوزف – فردان، والدراسة الجامعية بجامعة بيروت العربية 1982 - بكالوريوس في الهندسة المدنية.

عمل في شركة أوجيه لبنان من سنة 1982 وحتى 1990، وهو صاحب شركة EMA Trading (للمقاولات الهندسية والتجارة) لبنان (تأسست سنة 1991)، وصاحب شركة Benchmark-Jo للمقاولات الهندسية، عمان الأردن (تأسست سنة 2011)، وشريك في شركة IDAR Contracting، عمان الأردن (تأسست سنة 2007)، ومتأهل من السيدة منى محمد شمساني، ولديهما ولدان المهندس سليم وطارق فليفل.

◄الطبيب الدكتور أسامة محمد فليفل
من مواليد بيروت المحروسة عام 1950، تابع دراسته التكميلية والثانوية في مدرسة المقاصد – كلية خالد بن الوليد الحرج، خريج جامعة مونبليه – فرنسا (طب عام) سنة 1975، وجامعة غرونوبل – فرنسا (طب أطفال) سنة 1980، وجامعة ليون – فرنسا (جراحة عامة) سنة 1981، ومتأهل من كاترين هيغون ولديه خمسة أولاد: جاد، سامي، ريمي، سيلفان وأيفا.

◄الدكتور عبد الرحمن نبيل فليفل
ولد عبد الرحمن نبيل فليفل في بيروت المحروسة - المزرعة – الطريق الجديدة في 21/5/1978. وهو حفيد عمالقة التلحين في الوطن العربي الأخوة فليفل اللذين لحنا معظم الأناشيد العسكرية والوطنية. حائز على ليسانس من الولايات المتحدة الأميركية بنظام المعلومات الإدارية وليسانس في علوم الكمبيوتر، وماجستير في إدارة تكنولوجيا المعلومات، دكتوراه في إدارة المعلومات والعلوم.

ساهم بمشاريع متعددة حيث أسس «مشروع لبنان أولاً»، وعمل بمجالات عديدة في الحقل الأكاديمي في لبنان والعالم العربي، وفي مجال شركات تجهيز الأغذية في المملكة الأردنية الهاشمية، وكان ممثلاً رسمياً لأكبر شركة غذائية أوسطية في لبنان، وعضوا في لجنة الصداقة اللبنانية - الأسترالية.

ساهم بتشجير عدة مناطق لبنانية لحبه للبيئة، كما عمل سابقاً في تنظيم نشاطات متعددة داخلياً وخارجياً. أسس مع مجموعة من النخبة والاختصاصيين دراسات بيئية، تنموية، صناعية وتنمية بشرية لوضع حد لمشكلات الاقتصاد والبطالة التي أصابت معظم المجتمع اللبناني.

شارك في عدة ندوات وألقى محاضرات عالجت شؤون سياسية واقتصادية وبيئية وتنمية بشرية وتكنولوجيا المعلومات في لبنان والعالم العربي والدولي.

POUR3671

علمان من بيروت
محمد فليفل (1899-1986) وأحمد سليم فليفل (1903-1995)