آل قبيسي

أسهموا في فتوحات بلاد الشام وتوزعوا في حوران وجنوب لبنان وبلاد كسروان

من الأسر الإسلامية المنتشرة في بيروت وجبل عامل وبعض الدول العربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، لا سيما قبيلة قبيس العربية التي تلفظ بالسين وبالصاد، وبالقاف والكاف. وقد نسب إليها جبل قبيس في مكة المكرمة. ومن أجداد القبيلة الأوائل قبيصة بن بكر بن غانم. كما عرف في بلاد الحجاز عدة قبائل تحمل لقب قبسة وبعضها من قبائل جهينة وبعضها الآخر من قبائل ثقيف. كما عرف من قبائل العرب قبيس العاملي، وقبيس أيضاً بعض من بني شِهْر التي تنتشر من تهامة إلى أعالي جبال الحجاز، ثم تنحدر شرقاً حتى وادي شهران. ومن خلال ذلك ندرك مدى انتشار آل قبيسي في مناطق لبنانية وعربية عديدة، وقد حملت اللقب في صيغة «الكبيسي» وصيغة «القبيصي».

أسهمت قبيلة قبيسي في فتوحات بلاد الشام والعراق، وقد توزعت في حوران وجنوب لبنان وبلاد كسروان لا سيما العاقورة، غير أن الفرع الأكثر عدداً من هذه القبيلة إِنما توطن في العراق في بلدة عرفت باسم «الكبيسي» بالكاف، والقبيلة لم يقتصر انتشارها على العراق، بل إن أسرة الكبيسي ما تزال منتشرة بكثرة في دول الخليج العربي.

ومما يلاحظ أن أسرة القبيسي الإسلامية الشيعية بالرغم من توطنها في جبل عامل منذ الفتوحات الإسلامية الأولى، غير أن بيروت شهدت منذ العهد العثماني توطن فرع من آل قبيسي في مختلف المناطق البيروتية، وقد أسهمت منذ توطنها في بيروت المحروسة بالعديد من الإسهامات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

برز من أسرة قبيسي العديد من العلماء والأعلام منذ العهد العثماني نذكر منهم على سبيل المثال العلامة الشيخ حسن قبيسي (1745-1842) مؤسس مدرسة الكوثرية، وهي أول مدرسة علمية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي.

وبرز في التاريخ الحديث والمعاصر أسرة قبيسي البيروتية في منطقة عائشة بكار، وفي مقدمتها السيد علي قبيسي الذي أنجب ثمانية عشر شاباً وفتاة.

وبرز من الأسرة أيضاً السادة: الدكتور إبراهيم قبيسي عميد كلية الحقوق ورئيس الجامعة اللبنانية الأسبق، والدكتور حافظ قبيسي، والدكتور محمد علي سعيد قبيسي، والطبيب الدكتور علي قبيسي، والدكتور حسن قبيسي، والمناضل حسن قبيسي، والإعلامي رجل الفكر والسياسة الدكتور ذو الفقار قبيسي، والدكتور محمد قبيسي المتخصص في التوثيق والأرشيف، والكاتب حسن محمود قبيسي، والفنان التشكيلي علي قبيسي (1907-1991) والإعلامية سوسن قبيسي والطبيب الدكتور عدنان قبيسي والطبيب الدكتور جاد قبيسي. كما برز من الأسرة نائب بيروت الأستاذ هاني قبيسي.

كما عرف من الأسرة حديثاً السادة: إبراهيم، أحمد، أكرم، أمين، أنيس، جميل، حسان، حسن، حسين، حلمي، رؤوف، زكريا، سامي، سمير، سهيل، طالب، عارف، عاطف، عبد الحليم، عبد الكريم، عبد المجيد، عبد المنعم، عبد الوهاب، عفيف، علي، عماد، غالب، فايز، فؤاد، كامل، مازن، محمد، محمود، مصطفى، موسى، نجيب، هاني، ويوسف قبيسي وسواهم.

كما عرف من الأسرة مختار المصيطبة في بيروت المختار حبيب قبيسي. ولاحظت أن فرعاً مسيحياً من آل قبيسي ما يزال قليل العدد في بيروت، عرف منهم جان قبيسي من منطقة بدارو.

أما قبيسي لغة، فهي قبيلة عربية عاملية، وهي مصغر قبس أو قبسة وتعني الشهاب، والنور، وقطعة الخشب المنيرة وقد ورد في القرآن الكريم: بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: {إِذ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَاراً سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ} [سورة النحل: الآية 7]. وجاء في القرآن الكريم أيضاً: {إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} [سورة طه: الآية 10].