آل الكُردي

الأصول كردية.. تعرّبوا بالعصور الإسلامية.. منهم العلماء والفقهاء والناصر صلاح الدين

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، ذات الأصول الكُردية، وقد تعربت منذ العصور الإسلامية الأولى. وقد أسهمت العناصر الكُردية في مصر والعراق وبلاد الشام في نهضة الأمة العربية، وفي الدفاع عنها وفي الجهاد ضد أعدائها. وقد برز عشرات الألوف من الأكراد يأتي في مقدمتهم الملك الناصر لدين الله السلطان صلاح الدين الأيوبي. ويرى صاحب «أسماء القبائل وأنسابها» ص (139) أن قبائل الكُردي أو البوكردي من عشائر بني زيد وهي عشيرة في العراق وفي نواحي دجلة انقسمت إلى عدة قبائل حميرية منها البوكردية التي اندمجت في قبيلة بوعباس أو العبابسة. كما يرى المصدر نفسه ص (253-254) من أن آل الكُردي من قبائل بني مالك في العراق، وهم في جذورهم من العرب.

ومن العلماء الأكراد الذين برزوا في ميادين العلم بعد أن تعربوا المحدث أبو علي أحمد بن محمد الكُردي، والمحدث أبو حفص عمر بن إبراهيم بن خالد بن عبد الرحمن الكُردي، والمحدث أبو الحسن علي بن الحسين بن عبيد الله الكُردي، والمحدث جابر بن كردي الواسطي، وسواهم الكثير من الفقهاء والمحدثين والعلماء (ابن الأثير: الُلباب في تهذيب الأنساب، جـ3، ص 92).

ومن الأعلام البارزين العرب ممن أطلق عليه اسم «كردي» من قبائل شمر التي توطنت في بلاد الشام، الشيخ كردي بن سميط، والشيخ كردي بن هزاع الشعلان (عشائر الشام، ص 380 و 631).

وأشار المعلم إبراهيم العورة في كتابه «تاريخ ولاية سليمان باشا العادل 1804-1819» (ص 48، 161، 164 وسواها) إلى إبراهيم آغا الكُردي متسلم بلاد بشارة أي مقاطعة تبنين وهونين وساحل قانا وساحل معركة ومرجعيون عام 1811 وإلى أحمد آغا كنج الكُردي، ويوسف آغا كنج الكُردي ابن إبراهيم آغا الكُردي من آغاوات عبد الله باشا. كما أشار الأمير يوسف الشهابي في كتابه «الغُرر الحِسان» جـ1، ص 96، إلى الأمير أحمد الكُردي.

هذا، وقد برز في العهد العثماني العديد من الأسر والأفراد ممن حمل لقب الكُردي، منهم على سبيل المثال الفقيه الشافعي محمد بن سليمان الكُردي (ت 1780م) ولد في دمشق، وتوفي في المدينة المنورة. له مؤلفات عديدة منها: «الحواشي المدنية على شرح ابن حجر الهيثمي للمقدمة الحَضْرَمية».

وممن برز من علماء آل الكُردي في بيروت العلامة القاضي أحمد درويش الكُردي من كبار علماء وفقهاء بيروت المحروسة من خطباء الجامع العمري الكبير، وجامع السلام وجامع جامعة بيروت العربية وسواها من مساجد وجوامع بيروتية.

كما برز العالم الشيخ أمين بن سليم الكُردي البيروتي الشافعي من خيرة علماء بيروت، ولد في بيروت عام 1971، تخرج من مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ثم من كلية الشريعة الإسلامية التابعة لجامعة بيروت الإسلامية في دار الفتوى.

أتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة (19 سنة) ثم قرأ على العلماء في بيروت، دمشق، المدينة المنورة، مكة المكرمة و العراق.

أتم سماع و قراءة الكتب الستة في الحديث الشريف ومسند الإمام أحمد بن حنبل بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيوخ الهند و ذلك انطلاقا من المجالس التي أقامتها وزارة الأوقاف في دولة الكويت.

عينه صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية إماماً للجامع العمري الكبير منذ العام 1995 وعضواً في المجلس الإداري للأوقاف لمدة 4 سنوات، كما وعينه سماحته مسؤولا لشؤون الطلاب في جامعة بيروت الإسلامية، ثم أمينا للسر في المعهد العالي للقضاء الشرعي عام 1999، ثم مديرا للشؤون الدينية في دار الفتوى منذ العام 2001.

درّس مادة الفقه الشافعي والأصول والقرآن الكريم في جامعة بيروت الإسلامية لأكثر من 12 عاماً ومادة المنطق في أزهر لبنان. عضو هيئات الرقابة الشرعية في أكثر من مؤسسة مالية إسلامية وله العديد من المحاضرات والندوات وعدة مؤلفات.

في 18 حزيران 2009 وفي آخر جلسة لدولة الرئيس فؤاد السنيورة وبناء على اقتراح مفتي الجمهورية اللبنانية السابق سماحة الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني، وافق مجلس الوزراء على تعيين فضيلة الشيخ أمين الكُردي أميناً للفتوى في بيروت ثم صدر المرسوم الجمهوري رقم 2400 في تاريخ 20 حزيران 2009 بذلك.

وهو الآن إمام مسجد محمد الأمين صلى الله عليه وسلم

كما عرف من آل الكُردي في بيروت السادة: إبراهيم، أحمد، أمين، بسام، توفيق، جميل، جواد، حسن، حكمت خليل، حكمت محمد، حمزه، خالد، خضر، خليل، داوود، درويش، رفعت، رياض، زكريا، المحامي والأستاذ الجامعي الدكتور زياد الكُردي، سامي، سعد الدين، سمير، سهيل، شريف، صلاح الدين، عادل، عارف، عبد الحليم، عبد الحميد، عبد الرحمن، عبد القادر، عبد الكريم، عبد الله، عبد الهادي، عبد الوهاب، عدنان، عز الدين، عصام، علي، الدكتور عمر، غالب، فاروق، فايز، فؤاد، فوزي، كامل، كمال، محمد، محمود، محيي الدين، مروان، مصطفى، موسى، نبيل، نور، وسيم، وفيق، وهيب، يوسف الكُردي وسواهم.

كما عرف من الأسرة المسيحية من آل الكُردي السادة: اميل الكُردي، اندره الكُردي، ميشال الكُردي وسواهم ممن توطنوا في مناطق جل الديب والنقاش والمنصورية وسواها من مناطق بيروتية ولبنانية.

وقد شهدت بيروت أسرة كِردية أو كُردية عرف منها السادة: بلال، حسن، حسين، سمير، فادي، فيصل، محمد وسواهم. وقد نسبت هذه الأسرة إلى جدتهم الأولى، وكانت كُردية الأصل.

أما كردي لغة فهي تنسب إلى قبائل الكُرد التي توطنت في بلاد الشام أو مصر والعراق وتركيا وإيران، وهي قبائل تعود بجذورها إلى العناصر الهندية – الأوروبية. والكثير منها لا سيما في مصر قد تمصر وتعرب وامتزج مع فئات الشعب كافة، وفي مقدمتهم أمير الشعراء المرحوم أحمد شوقي.