آل لبّان (الداعوق)

اسهاماتهم الأمنية والطبية والعلمية منحتهم شارعاً بإسمهم

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، وتعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر والعراق وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، وهي أسرة توأم مع آل الداعوق الأسرة البارزة في بيروت التي سبق الحديث عنها. وأسرة اللبّان الداعوق من الأسر المنسوبة لرسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) ولآل البيت الشريف. هاجرت من المغرب العربي في العصور الوسطى للإسهام في الدفاع عن ثغور بلاد الشام، ومن بينها بيروت المحروسة. وقد شارك جد الأسرة الأول في بناء زاوية المغاربة في باطن بيروت.

وأشار صاحب كتاب «أسماءُ القبائل وأنسابُها» ص (131) إلى فرع من آل اللبّان في العراق ينسب إلى قبيلة بني رفيع التي تفرّع منها الكثير من العائلات العربية. كما أشار المؤرخ والأمير صالح بن يحيى في كتابه «تاريخ بيروت» ص (193) المؤلّف في عهد المماليك إلى أسرة اللبّان وفي مقدمتها «الحاج محمد بن اللبّان من بيروت» الذي صحب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج الأمير سيف الدين يحيى بن زين الدين صالح بن ناصر الدين الحسين أمير الغرب في جبل لبنان، كما صحب معه بعض الأمراء والأعيان من مناطق لبنانية عديدة. وهذا يدل أنه لو لم يكن الحاج محمد اللبّان من أعيان ووجوه بيروت لما صحبه الأمير سيف الدين معه لأداء فريضة الحج.

ويمكن أن نتوغل أكثر في تاريخ أسرة اللبان، على اعتبار أن المصادر العربية القديمة أشارت إلى وجود آل اللبان وفي مقدمتها كتاب ابن الأثير «اللُباب في تهذيب الأنساب» جـ3، ص (126-127)، وأن من لقب بهذا اللقب الفقيه والمحدث أبو الحسن محمد بن عبد الله بن الحسن بن اللبّان الفرضي البّصري صاحب التصانيف المشهورة (ت 402هـ). كما عرف الفقيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البكري الأصفهاني المعروف باسم اللبّان، وكان فقيهاً شافعياً وإِماماً فاضلاً (ت 446هـ).

وتشير سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة في القرن التاسع عشر ومن بينها السجل (1259هـ) صحيفة (89-90) إلى أوقاف «محمد اللبان الداعوق» في مزرعة رأس بيروت على نفسه وعلى زوجته وعلى ابن أخيه السيد علي ابن المرحوم السيد حسن اللبان (أوقاف المسلمين في بيروت في العهد العثماني، ص 137-141). كما برز من أسرة اللبان في العهد العثماني الحاج علي اللبان الداعوق من وجهاء بيروت وأعيانها.

وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى أن أسرة الداعوق واللبان أسرة واحدة، برز منها في القرن التاسع عشر الحاج أحمد الداعوق بازار باشي (أي نقيب السوق في بيروت)، كما برز من الأسرة عمر بك الداعوق رئيس الحكومة العربية في بيروت عام 1918 ورئيس بلديتها ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، كما برز رئيس الوزراء (أمين سر الدولة)  أحمد بك الداعوق، والشيخ محمد الداعوق رئيس المحكمة الشرعية السنية الأسبق، والداعية محمد عمر الداعوق، والمهندس أمين محمد عمر الداعوق رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.

وبما أن أسرة اللبان البيروتية هي فرع قديم لآل الداعوق، فقد برز منها العديد من الوجهاء والعلماء ووجوه المجتمع والاقتصاد والأمن والسياسة والطب والهندسة والتجارة منهم على سبيل المثال لا الحصر السادة: الكولونيل عبد الله اللبان مدير شرطة بيروت الأسبق الذي أسهم إسهامات مهمة في ميادين الأمن والاستقرار في بيروت، وقد قامت بلدية بيروت بتكريمه وبتكريم آل اللبان بتسمية شارع مهم في بيروت باسمه هو شارع اللبان في منطقة رأس بيروت المحاذي لقصر قريطم.

كما برزت كريمته السيدة حياة اللبان زوجة الدكتور محمد خير النويري والدتها المرحومة هيفاء منيح رمضان التي أسهمت إسهاماً بارزاً في الحياة التربوية والتعليمية في بيروت، باعتبارها معلمة رائدة ومديرة لمدرسة متوسطة المنارة للبنات لمدة ثمان وثلاثين سنة، وكانت – رحمها الله – خريجة جامعة القديس يوسف. اهتمت في السنوات الأخيرة قبل رحيلها في 28 كانون الثاني 2007 بتأليف عدة كتب عن بيروت وعن «قرانا الجميلة».

ونظراً لإسهاماتها فقد سبق أن نالت وسام المعلِّم، ووسام الاستحقاق اللبناني.

كما برز أشقاؤها السادة: سمير، منير، خالد، صبيح، والمرحومان كمال ووفيق، وابنتاها الدكتورة مروة زوجة المهندس مصطفى سمهون والمرحومة سها.

كما برز من أسرة اللبان الطبيب الدكتور عبد الرحمن اللبان وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأسبق، والمسؤول الصحي عن مستشفى دار العجزة الإسلامية (1924-1984)، وصاحب الأيادي البيضاء في الميادين الصحية والإنسانية والاجتماعية والخيرية.

وفيما يلي نبذة عن سيرته الذاتية المختصرة:

1- مواليد بيروت المحروسة عام 1924.

2- تلقى علومه في الجامعة الأميركية في بيروت.

3- درس الطب في الجامعة الأميركية، وتخرج منها عام 1948.

4- تخصص في لندن في الطب النفسي، وتخرج من جامعتها عام 1953.

5- تولى نيابة رئاسة مجلس البحوث العلمية، وعضوية مجلس الصحة العالمية.

7- عين عام 1952 طبيباً في مستشفى العصفورية للأمراض العقلية.

8- عين بين عامي 1953-1954 طبيباً في مستشفى الكويت.

9- في عام 1954 شغل في الأردن منصب رئيس مستشفى.

10- رئيس الجسم الطبي في دار العجزة الإسلامية.

11- انتخب رئيساً لجمعية النجدة الشعبية اللبنانية.

12- كان عضواً في جمعية أصدقاء الكتاب.

13- عين وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية في تشرين الأول عام 1980 في حكومة الرئيس شفيق الوزان.

14- يحمل عدة أوسمة لبنانية وعربية.

15- تأهل من السيدة عادلة الدجاني ولهما: السيدات مهى وسمر ومنى اللبّان.

16- توفي في 20 تشرين الثاني عام 1984، ودفن في جبانة الشهداء في بيروت.

كما عرف من الأسرة السفير اللبناني الأسبق في القاهرة السفير عبد الرؤوف اللبّان والسفير الأسبق سليم اللبّان، ومدير الفرقة الموسيقية في الإذاعة اللبنانية الموسيقار محمد عبد الستار اللبّان، كما تميزت الأسرة بوجود أكثر من فرد مارس مهمة العزف على الكمان. كما عرف من الأسرة مختار منطقة رأس بيروت السابق المختار عبد المجيد اللبّان.

وبرز من الأسرة الأستاذ فؤاد محمد اللبّان أحد البارزين في ميدان التربية والتعليم، الحائز على ميداليات ودروع تقديرية عديدة. وقد أنجب خمسة شبان وشابات تخصصوا جميعهم في الهندسة وهم من متخرجي جامعة بيروت العربية: الدكتور المهندس محمد جمال اللبّان، الدكتور المهندس محمود اللبّان، الدكتور المهندس عبد الرحمن اللبّان، المهندسة منى اللبّان، والمهندسة جهاد اللبّان، وقد تبوأ الخمسة مناصب هندسية رفيعة في شركات عربية وأجنبية.

كما عرف من الأسرة الأستاذ فؤاد اللبّان أستاذ التاريخ والناظر الأسبق في ثانوية الطريق الجديدة الرسمية للبنين. (ثانوية جميل رواس حالياً) كما عرف من الأسرة المرحوم فؤاد فوزي اللبّان المتوفى في 14 آب 2009 والمدفون في جبانة الشهداء في 15/5/2009.

تميّز آل اللبّان في بيروت بوجود عدد وفير من الصيادلة وعدد وفير من الصيدليات منتشرة في أرجاء بيروت. كما تميز آل اللبّان بالاشتغال بالتجارة العامة والمتنوعة، من بين هؤلاء السادة: عصام ومحمود ومصطفى من كبار تجار الألبسة ومواد التجميل والعطور، والسادة: عبد الله وكمال ورياض فوزي اللبّان من كبار تجار الأدوات الصحية، كما برز السيد فؤاد فوزي والسيد زياد من كبار تجار الأبنية والفنادق في بيروت. كما برز من الأسرة الحاج كامل محمد اللبّان رئيس جمعية آل اللبّان في بيروت.

عرف من أسرة اللبّان في التاريخ الحديث والمعاصر العديد من الأطباء والمهندسين والصيادلة ورجال الأعمال والتربية والتعليم والموسيقى والمهن الحرة وسواها منهم على سبيل المثال السادة: إبراهيم، أحمد، جمال، خليل، رسلان، رمضان، زهير، زياد، سمير، شفيق، صلاح، طلال، عبد الحميد، عبد الرحيم، عبد الله، مختار رأس بيروت عبد المجيد اللبّان، علي، عماد، غسان، فاروق، بطل القفز من أعلى صخرة الروشة المرحوم الرياضي فؤاد محمد اللبّان، كامل، كمال، محمد، محمود، مروان، مصطفى، منير، الدكتور هشام، يوسف اللبّان وسواهم. كما شهدت بيروت إقامة خمس صيدليات لأفراد من آل اللبّان. كما برز في القرن العشرين في سوق سيّور في باطن بيروت خياط البدلات الرجالية الشهير محمود اللبّان، وهو في الوقت نفسه بائع أجواخ.

ولابد من الإشارة إلى أن صيدا وطرابلس وبعض مناطق بيروت شهدت أسرة مسيحية من آل اللبّان، وهي غير أسرة اللبّان الداعوق البيروتية.

واللبّان لغة تعني عند العامة البيارتة بائع اللبن، غير أن العرب القدامى أطلقوا صفة اللبّان على الرجل القوي الذي يضرب بعصاه بقوة وبشدة، من هنا وُصف جد آل اللبّان بأنه «الداعوق» وهو الرجل القوي شديد الوطأة. وخلافاً لاعتقاد الكثير من البيارتة ومن آل اللبّان بأن أحد أجدادهم كان يبيع ويصنع اللبن في العهد العثماني، فإن الوقائع والمصادر التاريخية تؤكد بأن شهرة آل اللبّان تعود إلى ما قبل العهد العثماني، لاسيما وأني عثرت على معلومة منذ عهد المماليك تؤكد على وجود أحد أجداد الأسرة المدعو الحاج محمد بن اللبّان البيروتي.