آل مطر

مناضلون وطنيّون وقوميون.. قدّموا الشهداء دفاعاً عن عروبة لبنان

من الأسر الإسلامية والمسيحية في بيروت والمناطق اللبنانية لا سيما في طرابلس وعكار وجنوب لبنان وزحلة والبقاع وجبل لبنان. كما تنتشر الأسرة في عدة مناطق عربية.

أما في ما يختص بأسرة مطر البيروتية، فهي من جذور عربية من شبه الجزيرة العربية، وفدت إلى العراق، تنسب إلى عرب الزريقات التي أسهمت في فتوحات العراق وبلاد الشام، وتوطنت في الجولان وحوران وحلب وسواها من مناطق شامية، إلى أن توطنت في ساحل بيروت الشمالي إزاء مرفأ بيروت، والزريقات من القبائل العربية المنسوبة إلى البيت النبوي الشريف، لا سيما إلى الإمام زين العابدين (رضي الله عنه).

كما توطن فرع منها بالقرب من حرج بيروت وهم من عرب المطايرة، وكان لهذا الفرع أملاك عديدة في مزرعة العرب. كما أشارت بعض المصادر التاريخية، أن فروعاً من آل مطر يعودون بنسبهم إلى عرب النعيمات وعرب يونس.

برز من أسرة مطر العربية الفقيه والمحدث العالم محمد بن جعفر بن محمد بن مطر العدل المعروف باسم المطري، تتلمذ عليه العديد من الحفاظ والرواة، وكانت وفاته (360هـ).

ويشير ابن الأثير في كتابه «اللُباب في تهذيب الأنساب» جـ3 (ص 225) أن قبيلة بني مطر تعود بنسبها إلى مطر بن شريك بن عمرو بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان منهم الحوفران بن شريك بن مطر، ومعن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك الشيباني المطري. قال الشاعر في بني مطر:

بنو مطر يوم اللقاء كأنهم

أسودٌ لها في غيل خفان أشبل

ويشير القزويني الحسيني في كتابه «أسماءُ القبائلِ وأنسابها» ص (95) من أن قبيلة مطر فرع من عشيرة آل خالد الذين توطنوا في العراق وبلاد الشام. كما أشار في ص (195) الى أن آل مطر هم بطن من الجوازرية من أحلاف الجبور في العراق. وأشار أيضاً في ص (55) من أن أسرة البومطر مع فروعهم يسكنون في المقدادية والهارونية والخضيرة على شاطئ دجلة في بغداد.

والأمر اللافت للنظر، أنه بالرغم من هذه المعلومات السابقة الذكر عن قبيلة مطر، غير أن كتاب «جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية» أشار في ص (300) من أن أسرة مطر، وقد أطلق عليهم المطايرة هم من فروع النسب الشريف، فهم ينسبون إلى جدهم الأعلى السيد موسى ابن القطب عز الدين أبي حمرة الكبير ابن السيد أحمد ابن السيد إسماعيل الصالح الأخضر شقيق القطب الشيخ أحمد الرفاعي الكبير (رضي الله عنه). ويستمر  في تسلسل النسب الشريف إلى أن يصل بالمطايرة إلى الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين السجّاد ابن الإمام الحسين (رضي الله عنه).

لهذا، ندرك مدى انتشار المطايرة وفروعهم في العديد من البلدان العربية لا سيما في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن ومصر والمغرب العربي.

برز من أسرة مطر الإسلامية والمسيحية السادة: نسيب بك نقولا مطر، والدكتور الياس مطر (1857-1910) الطبيب الخاص لحرم السلطان عبد الحميد الثاني، والأديب عبد الله مطر السكرتير الخاص لعرابي باشا الزعيم المصري الشهير في أواخر القرن التاسع عشر، كما برز من الأسرة أيوب مطر كاخية الأمير إسماعيل، وناصيف مطر عضو مجلس ديوان الشورى في عهد القائد المصري إبراهيم باشا (1831-1840) كما أشار سليم علي سلام (أبو علي) في مذكراته، ص (49) إلى نسيم أفندي مطر عضو الحكومة العربية في بيروت عام 1918 الممثلة للحكومة العربية في دمشق.

كما أشارت «سالنامة ولاية بيروت» لعام 1326هـ إلى الطبيب الدكتور إبراهيم مطر الذي كان يملك عيادة في منطقة السور. كما عرف الأديب الشاعر صلاح مطر، والشاعر نائب بيروت السابق غسان مطر، والممثل والمذيع الفلسطيني غسان مطر، والدكتور خليل مطر. كما برز من رجال الدين المسيحيين البطريرك آغابيوس مطر، والمطران اثناسيوس مطر، والمطران بولس مطر مطران الكنيسة المارونية في بيروت والخوري يوسف مطر. كما برز القاضي فريد مطر، والعميد محمود مطر قائد قاعدة رياق الجوية في الجيش اللبناني، والمحامي حسن مطر عضو قيادة المؤتمر الشعبي اللبناني، وأحد الناشطين في الحياة السياسية والاجتماعية في بيروت ولبنان، له إسهامات قانونية وسياسية واجتماعية وفكرية على غاية من الأهمية. كما عرف من الأسرة المحامي فؤاد مطر (محامٍ بالاستئناف) وهو ناشط قانوني وسياسي واجتماعي. كما عرف من الأسرة الصحافي البارز فؤاد مظر، وبرز الفنان عازف البزق الشهير محمد مطر، ومختار محلة الباشورة في بيروت المختار عادل مطر.

وممن برز من أسرة مطر النائب الأسبق غسان انطونيوس مطر:

1- ولد في تنورين ومن المقيمين في بيروت عام 1942.

2- تلقى علومه الابتدائية والمتوسطة في مدرسة الأخوة المريميين في جبيل، والثانوية في معهد الرسل في جونيه.

3- انتسب إلى الجامعة اليسوعية والجامعة اللبنانية متخصصاً في الأدب العربي.

4- بدأ حياته مدرساً للغة العربية وآدابها، وعمل مدة في الصحافة.

5- انتسب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، وشغل عدة مواقع حزبية منها منفذ عام، عميد، عضو مكتب سياسي، رئيس مكتب سياسي.

6- انتخب نائباً عن مقعد الروم الأرثوذكس عن بيروت في دورة عام 1992 ودورة سنة 1996.

7- انتخب عضواً في عدة لجان نيابية منها، لجنة الإعلام، ولجنة حقوق الإنسان.

8- كان عضواً في كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي النيابية.

9- عرف غسان مطر بمواقفه الخطابية، ومؤلفاته الشعرية التي بلغت تسع مجموعات شعرية، ومشاركته في كتب الأدب العربي للصفوف الثانوية.

10- انتخب أميناً عاماً لاتحاد الكتاب اللبنانية سنة 2006.

11- متأهل من السيدة ماغي عازوري، ولهما ابنة وحيدة «لارا» استشهدت سنة 1989 بانفجار سيارة في بيروت عن عمر 17 عاماً.

كما برز آل مطر في بيروت، وهم من رجال الأعمال وتجار الألبسة والنوڤوتيه، في الأسواق التجارية في باطن بيروت، او في المناطق البيروتية الأخرى ومنهم نخلة إيليا مطر وأولاده. كما عرف من أسرة مطر السادة: إبراهيم، أحمد، ادمون، ادوار، اسكندر، الياس، انطوان، إيلي، إيليا، بطرس، بيار، توفيق، جان، جبران، جورج، جوزيف، حسن، حسين، خليل، روبير، ريمون، سامي، سليم، سمير، شفيق، صلاح، طانيوس، طلال، عادل، عبد الله، عدنان، عزيز جرجي مطر، عصام، علي، فارس، فؤاد، قيصر، كريم، كمال، كميل، مارسيل، محمد، محمود، مصطفى، ميشال، ناجي، ناصر، نجيب، نخله، نسيم، نقولا، هشام، يوسف مطر وسواهم الكثير.

وترتبط أسرة مطر البيروتية الإسلامية بعلاقة نسب مع آل يونس ودياب والعرب ورحال وزنهور. ومنذ عام 1932 تم تسجيل قيود فروع آل مطر في مناطق: المزرعة، والمدور، وعين المريسة، والباشورة. ومنذ عام 1952 ارتبطت الأسرة سياسياً بالفكر الناصري.

والحقيقة، فقد تميّزت أسرة مطر بالنضال الوطني والقومي منذ عهود الانتداب الفرنسي وعهود الاستقلال، لهذا، فقد قدمت الأسرة العديد من الشهداء منهم الشهيد أحمد مطر الذي استشهد دفاعاً عن عروبة بيروت ولبنان أبان ثورة عام 1958، وقد دفن في جبانة الشهداء بعد افتتاح الدفن فيها بفترة قليلة. كما أصيب السيد مصطفى مطر في ساقه إثر أحداث عام 1958 في منطقة النويري في بيروت، وكان أحد أفراد المقاومة الشعبية، وفي عام 1975 استشهد مصطفى مطر دفاعاً عن المبادئ الناصرية.

ومن السمات والخصائص البارزة للأسرة، أن منازل آل مطر في بيروت، لا سيما منزل الأستاذ المحامي حسن مطر، كان قد شهد عدة اجتماعات لانطلاق أول حركة ناصرية في لبنان في ستينات القرن العشرين (اتحاد قوى الشعب العامل) بقيادة الأخ كمال شاتيلا. وما يزال الأستاذ حسن مطر أحد القيادات البارزة في الاتحاد.

كما شهدت الأحداث اللبنانية 1975-1990 تضحيات كثيرة من أفراد آل مطر، حيث استشهد العديد من أفراد الأسرة قدروا بأكثر من ثلاثين شهيداً دفاعاً عن الحرية والمساواة والعدالة ورفع الغبن والحرمان عن بعض اللبنانيين، بالإضافة إلى دفاعهم عن لبنان باعتباره دولة عربية، ودفاعهم عن عروبة فلسطين.

هذا، وقد قامت أسرة مطر وبعض فروعها من آل يونس بتأسيس جمعية بيروتية في عام 1975 باسم «جمعية عائلة مطرويونس» مركزها بيروت. وقد أشارت المادة الخامسة من القانون الأساسي للجمعية ما يلي: «تتألف الجمعية من جميع أفراد عائلة مطر ويونس ومتفرعاتهما: دياب، العرب، ورحال شرط أن تجمع بينهم رابطة النسب القريبة».

أما مطر لغة فهي قبيلة عربية نسبة إلى الشتاء الماطر، غير أن العرب أطلقوا هذا المصطلح مجازاً على القبائل المغيرة بقوة وبشدة وبكثرة على الأعداء، كما أطلقت على العربي طليق اللسان، وعلى العربي شديد الكرم.