آل الملاّ (المنلا)

سياسيون مناضلون وعلماء دين وفقه ورؤساء مجالس إدارة وأساتذة جامعيون

من الأسر الإسلامية البيروتية والطرابلسية واللبنانية والعربية والكردية، انتشرت في بلاد الشام لا سيما في مدينة إدلب، وهي عدة فروع، تعود بجذورها إلى زعماء وسادات الأكراد في حلب وبلاد الشام، وقد أسهم أجدادها الأوائل في الدفاع عن الثغور الإسلامية والعربية، وذلك منذ عهد الناصر لدين الله السلطان صلاح الدين الأيوبي، وفرع آخر من الأسرة من إدلب منسوب إلى آل البيت النبوي الشريف، وبالتحديد إلى جدهم الأعلى السيد أحمد الملقب بالملا أو المنلا بن محمد بن عمر بن إسماعيل الكيال... الحسيني... الرفاعي... ويستمر النسب إلى أن يصل إلى الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين السجاد ابن الإمام الحسين عليه السلام (جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية، ص 307-308). وأشار عبد الله الخالدي في كتابه عن نسل الأمير خالد بن الوليد بأن بعض من حمل لقب «ملا» هم من نسل الأمير خالد بن الوليد، وجدهم الأعلى الملا حسين الخالدي المخزومي.

شهدت بيروت وطرابلس توطّن أسرة الملا أو المنلا منذ العهد العثماني حتى عهود الاستقلال. وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لا سيما السجل (1259هـ) إلى السيد قاسم الملا المتوطن في باطن بيروت المحروسة. كما أشار الأمير حيدر الشهابي في كتابه «الغُرر الحسان» جـ3، إلى العديد من القادة ممن حمل لقب ملا أو منلا، منهم مصطفى آغا قرا منلا كتخدا أحمد باشا الجزار، والقائد إسماعيل المنلا الذي قام بدور سياسي وعسكري مهم في عهد الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير، وفي عهد ولاة الدولة العثمانية.

برز من أسرة المنلا في طرابلس جدها الأول الحاج حسن منلا القادم من حلب، وقد تعاطى التجارة فأصبح من كبار التجار فيها.

كما برز من نسله عبد القادر باشا ابن الحاج مصطفى بن الحاج حسن المنلا (1839-1906) وهو من كبار وجهاء وباشوات طرابلس في العهد العثماني، والحائز على عدة أوسمة تقديرية من السلطان العثماني، وقد تولى لفترات ولاية طرابلس بالنيابة، كما برز شقيقه محمود المنلا رئيس مجلس إدارة شركة ترامواي طرابلس في أوائل القرن العشرين، وسعد الله بك بن عبد القادر باشا المنلا الذي انتخب نائباً في مجلس المبعوثان (النواب) العثماني، وقد نوهت به صحيفة الأهرام المصرية في 25 تموز 1914 مع سليم علي سلام وفارس الخوري وسواهم.

وبرز أيضاً من الأسرة سعدي بن محمود المنلا الذي ناضل ضد جماعة الاتحاد والترقي المعادين للعرب، ولهذا سجنه القائد التركي أحمد جمال باشا وكاد أن يصدر قراراً بإعدامه. ونظراً لعطاءاته وإسهاماته الوطنية والقومية فقد انتخب نائباً في المجلس النيابي اللبناني لدورتي (1943و1947)، وفي هذه الفترة لا سيما في الفترة الممتدة من أيار إلى كانون الأول 1946 أصبح سعدى المنلا رئيساً للوزراء ووزيراً للاقتصاد الوطني، ثم انتخب نائباً لمجلس نواب 1951.

وبرز من أسرة المنلا نجيب المنلا رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة السابق، والدكتور حسن المنلا رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال. كما برز الدكتور نديم المنلا المستشار الاقتصادي السابق للرئيس الشهيد رفيق الحريري، والمدير العام والمشرف على سياسة تلفزيون المستقبل. كما برز من الأسرة الدكتور بدر الملا الأستاذ الجامعي السابق في الجامعة اللبنانية.

كما برز الشيخ بلال الملا المدقق الشرعي لبنك البركة الإسلامي، وقد أوضح في عام 2007 بأن أسرته أصولاً وجذوراً من أكراد حلب، عرفوا هناك بأنهم من آل خالد من قبيلة الحديديين، وقد توطنوا في بيروت في القرن العشرين وحصلوا على الجنسية اللبنانية مع صدور مرسوم التجنيس في تسعينات القرن العشرين، مع أهمية الإشارة إلى أن أسرة الملا البيروتية قديمة في بيروت، ونظراً لقدمها في منطقة عائشة بكار، فقد أطلق على منطقة بكاملها اسم «الملا»، كما أشارت الوثائق إلى توطنها في باطن بيروت منذ العهد العثماني.

عرف من أسرة الملا والمنلا حديثاً السادة: أديب، باسم، بشير، توفيق، رجل الأعمال ربيع، سليمان، والوجيه شوكت المنلا، فهد، مصطفى، نبيل، وفيق، محمد وسواهم الكثير من آل ملا ومنلا في بيروت وطرابلس، بما فيه تجار الثريات في بيروت.

والملا أو المنلا لغة مصطلح انتشر بين الفرس والأكراد، كما استخدم في العهد العثماني، وتعني الزعيم أو القائد أو شيخ القبيلة أو قاضي القضاة، ومن أبرز من أطلق عليه هذا اللقب في التاريخ الحديث والمعاصر الزعيم الكردي العراقي الملا مصطفى البرزاني.

 

رئيس وزراء لبنان الأسبق سعدي المنلا