آل منجا (منجي)

تفرّعوا في لبنان إلى أسرتي «ديّة» و«الجندي» ومتواجدون في الإسكندرية

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي توطنت في العراق ومصر وبلاد الشام، ومن بينها بيروت المحروسة. وهي أسرة منسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف.

ومما يلاحظ أن أسرة «منجا» هي غير أسرة «نجا» الطرابلسية البيروتية، وقد أشار الأمير حيدر الشهابي في كتابه «الغرر الحسان، جـ1، ص 47» والجبرتي في كتابه عجائب الآثار، جـ1، ص 212) إلى علي آغا المنجى الذي كان مع آخرين في مصر عام 1758م في مهمة عسكرية.

وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العهد العثماني لا سيما السجل (1259هـ) إلى بعض أجداد آل منجا، منهم السيد الحاج محمد ابن المرحوم الحاج يحيى منجا أحد متولي وقف السيد مصطفى محمد جبر الكائن في مزرعة المصيطبة، وأحد الشاهدين عليه (أنظر كتابي: أوقاف المسلمين في بيروت في العهد العثماني، ص 143، 144).

ومن الملاحظ أن السجل (1259هـ) وفي صحيفة أخرى، تمت الإشارة إلى السيد الحاج محمد منجا دية، (أنظر كتابي: التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في بيروت والولايات العثمانية في القرن التاسع عشر، ص 313). وهذا يؤكّد بأن أسرة «منجا» و«ديّة» هي أسرة واحدة مع أسرة «الجندي» أيضاً، التي وردت في بعض الوثائق بأنها «الجندي دية». كما أشار السجل (1259هـ) إلى السيد خالد بن السيد محمد أبي أمين منجا، والسيد عبد اللطيف منجا.

وبرز في العهد العثماني العديد من وجهاء الأسرة، منهم السيد صادق دية متسلم قلعة بيروت عام 1772 من قبل الأمير يوسف الشهابي. ومن سلالته في القرن التاسع عشر السيد محمد ديّة أحد مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت. كما برز من الأسرة محمد آغا أبو دية متسلم بيروت في العهد الشهابي، والقاضي رسلان ديه عضو محكمة الاستئناف العثمانية عام 1892 وسواهم الكثير من أسرة «منجا» و«ديّة» و«الجندي».

ومما يلاحظ بأن أسرة منجا منذ أوائل القرن العشرين، لا سيما في إحصائي 1922، و 1932 تفرعت إلى أسرتين رئيسيتين هما: أسرة دية وأسرة الجندي، ولم تعد بيروت تشهد أسرة منجا، غير أنني لاحظت من خلال زياراتي المستمرة لمدينة الإسكندرية وجود أسرة منجا فيها.

وقد زار الدكتور حسّان حلاق مدينة الإسكندرية وجامعتها لعدة سنوات للمشاركة في اجتماعات وجلسات المجلس الأعلى لجامعة بيروت العربية، باعتباره عضواً في هذا المجلس، وأحد ممثلي وقف البر والإحسان في المجلس الأعلى، وذلك بين سنوات (1985-2010)، علماً أنه من متخرجي جامعة الإسكندرية في مرحلة الدكتوراه (1978-1981).

كما أفادت مصادر آل دية بأن أسرة منجا (منجي) كانت من حكام عكا، وما تزال إلى اليوم متوطنة في المدينة.

أما منجى لغة، فالمتواتر عن الأسرة بأن أحد أجدادها كان قد تولى مسؤولية دفع الديات لمن يُقتل ظلماً أو خطأ، واستمر أحد وجهاء الأسرة يتولى هذا الأمر حتى العهد العثماني، فعرف باسم «منجا ديّة» أي الذي تسبب في نجاة الأفراد بدفع الديّة، في حين أن الجد الآخر من الأسرة، وتمييزاً له عن الجد الأول فقد عرف باسم «الجندي ديّة».