آل مومنة (مومني)

منتشرون في كل لبنان..منهم المربّي «عزيز» مؤسّس المدرسة العزيزية في بيروت

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية والمغاربية، تعود بجذورها إلى قبائل المومنانيين، وهي إحدى القبائل العربية المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف، وهي تعود بنسبها إلى الإمام الحسين (رضي الله عنه) عن طريق جدهم الشيخ علي السائح الجنيدي ابن السيد قاسم الجنيدي البغدادي بن محمد بن موسى الشافعي بن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الشافعي بن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله تعالى عنهم أجمعين. (جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية، ص 306-307)، وهم أولاد عم المومنانيون وفرعهم أسرة منيمنة في بيروت والمغرب العربي.

ونتيجة لإسهامات قبيلة مؤمنة (مومني) في الفتوحات العربية لمصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي، فقد انتشرت الأسرة في مختلف البلاد العربية، وما تزال أسرة مومنة منتشرة إلى اليوم في الأردن وفلسطين في أم الفحم وعجلون والعراق والمملكة العربية السعودية والمغرب العربي، وفي قطنا سوريا، ومن أشهر شهداء مدينة قطنا السورية الواقعة جنوب دمشق الشهيد مومنة الذي سقط في فترة الحرب في سورية ابتداءً من عام 2011، نتيجة للتعذيب على أيدي رجال الأمن. وقد توطنت الأسرة في بيروت المحروسة في العهد العثماني لا سيما في القرن التاسع عشر. وقد تميّزت الأسرة عبر تاريخها الطويل بالتقوى والإيمان والاستقامة والعمل الخيري.

برز من الأسرة في العهد العثماني وعهود الانتداب والاستقلال المربّي الكبير الأستاذ عزيز مومنة صاحب ومدير المدرسة العزيزية، وكان له في بيروت إسهامات تربوية وعلمية وإدارية بارزة. وله العديد من الطلاب المتخرّجين ممن تبوأوا أعلى المناصب في الدولة اللبنانية.

ونظراً لإسهاماته التربوية البارزة في القرن العشرين، فإننا نشير إلى سيرته الذاتية:

المربّي الكبير الأستاذ عزيز مومنة:

1- مواليد بيروت المحروسة عام 1896.

2- والده السيد حسين مومنة، ووالدته تركية الأصل.

3- خدم في الجيش العثماني مع الكثير من البيارتة المسلمين، وقاتل في القوقاز وعاد سالماً بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918.

4- عُين أول مدير لمدرسة المقاصد (الحرج)، ومن بعده تولى إدارتها الأستاذ عبد الله المشنوق.

5- بعد ذلك، أسس المدرسة العزيزية في منطقة البسطة الفوقا، وكان لها شأن تربوي وعلمي على غاية من الأهمية.

6- استعان بأساتذة يتميّزون بالكفاءة العلمية والأخلاقية، منهم السيدات والأساتذة: شفيق خانجي، الشيخ محمد جمعة الداعوق، عبد القادر جبري، الناظر محمد علي الحلبي، نعمت بوجي، وزوجته الأولى السيدة أمينة توفيق، ثم بعد وفاتها استعان بزوجته المربية البارزة السيدة سلوى محمصاني مومنة شقيقة العلّامة الدكتور صبحي المحمصاني والقاضي منير محمصاني والصيدلي محيي الدين محمصاني، والدكتور عفيف محمصاني. أما شقيقاتها فهن السيدات المربية إحسان محمصاني ووداد محمصاني ونجاح ونعمت محمصاني. وقد توفيت السيدة سلوى محمصاني قبل زوجها الأستاذ عزيز مومنة، فخسرت التربية والمدرسة العزيزية مربية ورائدة من أهم المربيات في بيروت ولبنان.

المربية السيدة سلوى محمصاني مومنة:

ونظراً لإسهامات المربية السيدة سلوى محمصاني مومنة، فإننا نشير إلى سيرتها الذاتية الموجزة:

1- ولدت في بيروت المحروسة عام 1908.

2- تلقت علومها الابتدائية في البيت على أيدي معلمين، ثم في مدارس المقاصد الإسلامية، وتعلمت مبادئ اللغتين العربية والفرنسية.

3- دخلت كلية مار يوسف للبنات فدرست الدروس الثانوية ونالت «الدبلوم».

4- درست اللغة العربية على يد العلّامة الشيخ مصطفى الغلاييني عامي 1928-1929.

5- دخلت ميدان العمل مدرّسة في مدرسة فاطمة الزهراء ثم مديرة لها.

6- انتقلت إلى كلية البنات للمقاصد الإسلامية وكانت تدرّس العربية مدة 13 سنة.

7- كانت تكتب دائماً مطالبة بحقوق المرأة السياسية، ولها عدة مقالات في هذا القبيل. كما لها دراسات نقدية في المجتمع.

8- اقترنت بالسيد محمد عزيز مومنة المربي الكبير.

9- عضو اللجنة النسائية لدار الأيتام الإسلامية، وعضو في الجمعية الخيرية الثقافية، ونائب رئيسة جامعة نساء لبنان.

10- مثّلت لبنان في مؤتمر الاتحاد النسائي في الأونسكو عام 1949، وألقت محاضرة عنوانها «المرأة في السياسة والاجتماع».

11- مندوبة جامعة الهيئات النسائية في مؤتمر الاتحاد النسائي العربي العام المنعقد في عاليه عام 1950 وكذلك في بيروت عام 1954.

12- نائب رئيسة سابقة للاتحاد النسائي اللبناني الذي انضم إلى جامعة الهيئات النسائية اللبنانية عام 1950.

13- مثّلت لبنان في حلقة الدراسات الاجتماعية للدول العربية في الشرق الأوسط في القاهرة.

14- اشتركت في تمثيل لبنان في مؤتمر الاتحاد النسائي العربي العام المنعقد في بغداد عام 1951.

15- عضو دائم لمؤتمر الدراسات العربية في الجامعة الأميركية لدعوة المحاضرين الذي تعقده هيئة الدراسات العربية.

16- انتدبت لتمثيل جامعة الهيئات النسائية في مكتب الاتحاد النسائي العربي العام في بيروت عام 1955.

17- كل من تعرّف على السيدة سلوى محمصاني مومنة قدّر فيها النشاط والنبوغ والعمل المستمر في سبيل رفع مستوى المرأة اللبنانية، ونيل حقوقها كاملة. فإنها وإن لم ترزق أولاداً يخلّدون ذكرها، فستخلّدها أعمالها المجيدة وأقوالها ونشاطها في الميدان الاجتماعي والتربوي.

18- كانت من أبرز سيدات المجتمع اللبناني، اتصفت بالذكاء والنبل والأخلاق السامية. تفتحت قريحتها على الكتابة في سن مبكرة، فكتبت المقالات الطويلة المفيدة في مجلة المرأة الجديدة، وفي السياسة الأسبوعية المصرية، وفي عدة مجلات وجرائد لبنانية. كانت تكتب باسم مستعار.

كما برز من الأسرة الأستاذ بهيج عبد العفو مومنة (مجاز حقوق) وهو أحد مستشاري صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية السابق الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني. كما برز من الأسرة الأستاذ محيي الدين محمد مومنة مدير شركة توتال في بيروت، رئيس جمعية آل مومنة، والمهندس عبد الرحمن أحمد محمد علي مومنة (متخرج من أميركا)، والصيدلي عبد العفو سامي مومنة، وأستاذ الكيمياء مالك أحمد مومنة، وطبيب الأسنان الدكتور مشهور سعد الدين مومنة، والمهندس فؤاد مومنة مدير شركة مصاعد اوتيس، والمهندس غازي مومنة، ورجل الأعمال عدنان مومنة، والسيد أحمد مومنة أحد موظفي جامعة بيروت العربية، والنقابي سعد الدين مومنة، والسيد معروف مومنة.

كما عرف من الأسرة السادة: إبراهيم، أحمد، أمين رشاد، أنور، أنيس، أسامة، توفيق، جهاد، حسان عثمان، حسن، رشاد، رشيد، زكريا، سامر، سامي، سعد الدين، سليم، صلاح، عبد الرحمن، عبد الله، عثمان، عدنان، عفيف، غسان، فادي، ماهر، محمد، محمود، مختار، معروف، مليح (ابن شقيق المربي عزيز مومنة)، ناجي مومنة وسواهم. كما برز من الأسرة محمد علي مومنة الذي عرف باسمه الفني علي العريس والد الصحافي إبراهيم مومنة المعروف باسم إبراهيم العريس، وبرز في المملكة العربية السعودية الأديب والمفكر فهد مومنة أحد أدباء مدينة الرياض.

ومومني (مومنة) لغة في الأصل مؤمنة، وقد نسبت الأسرة لإحدى جداتها التي تميّزت بالتقوى والإيمان، فعرف أولادها باسم أولاد المؤمنة، وهكذا غلب اللقب على الاسم الأصلي للأسرة الحسينية الأصل، الشريفة المنبت، علماً أن جذورها من قبائل المومنانيين العرب الأشراف. ولا بد من الإشارة أيضاً بأن فرع أسرة مومنة العرب قد أسهموا في فتوحات إيران وأسلمتها، لهذا، فإننا ما نزال نشهد حتى اليوم في إيران منطقة «مومنة» السكنية في قسم طراح الريفي.

 

المربّي مؤسّس «المدرسة العزيزية» في بيروت عزيز مومنة