من بيروت الصغرى إلى بيروت الكبرى 

الفصل السادس

 

كانت العمارة في بيروت متواضعة من طابق واحد أو إثنين، فإذا بالعمارة تنطلق لبناء أبنية من عدة طوابق، وذلك لسد حاجة السكان. ومع تزايد السكان كان إفتتاح مدارس جديدة والخسته خانات العُثمانيّة والأجنبيّة، كما تزايدت أعداد الصيدليات وأعداد الأطباء وأعداد الصحف.

كما تأسست الكليّة السوريّة الإنجيليّة وجامعة القديس يُوسُف ومدارس جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت والكليّة العُثمانيّة الإسلاميّة في القرن التاسع عشر، والعديد من المدارس المحليّة والحكوميّة والأجنبيّة.

 

وفي العام 1870م منحت الدولة العُثمانيّة إمتيازاً للمهندس الفرنسي الموسيو (تفنين) بإنشاء شركة مياه بيروت، وبدأت الشركة بتوزيع المياه ابتداء من عام 1875م بما يُقدّر بألفي متر مكعب يوميّاً. وقد جُرّت مياه نهر الكلب إلى بيروت، واحتفل بوصولها إلى الأشرفيّة بحضور أحمد حمدي باشا والي سوريا ورستم باشا متصرف جبل لبنان.

وبعد الحرب العالميّة الأولى 1914-1918م وبعد تزايد النزوح إلى بيروت العاصمة، وتكاثر عدد سكانها، قامت شركة مياه بيروت بإستحداث أقنية وإمدادات جديدة في أكثر المناطق البيروتيّة لتلبية حاجة المواطنين .

 

وفي عام 1888م تمّ تنوير بعض مناطق بيروت العُثمانيّة بالغاز بواسطة (شركة تنوير بيروت بالغاز). وتوزعت القناديل العامة على الأرصفة محمولة على أعمدة حديديّة في باطن بيروت ومن ثم في ظاهرها. وبلغ عدد القناديل التي أنيرت في شوارع بيروت 604 قناديل عام 1892م ثم زيادتها إلى 915 قنديلاً. أما الكهرباء في بيروت فقد ابتديء العمل فيها عام 1908م، وبواسطتها سُيّرت حافلات الترامواي أيضاً.

وتلبيّة لسد إحتياجات وخدمات السكان أقيم في بيروت مراكز للبريد والبرق منذ القرن التاسع عشر. أما الهاتف فقد عرفته بيروت ابتداء من عام 1908م.