العوامل المحليّة للتوسع والإنماء  

 

بعد أن أضحت بيروت عاصمة لبنان، وبعد أن تمركزت فيها الخدمات العامة والمؤسسات والقطاعات الإقتصاديّة والمصرفيّة وإنشاء مطار بئر حسن ، الذي نقل فيما بعد إلى منطقة خلدة، باتت بيروت مركز جذب لمختلف اللبنانيين، لذا كان النزوح من الريف إليها، ثم في مرحلة ثانية كان النزوح إلى ضواحيها، تبعاً للمستويات الإقتصاديّة للنازحين.

 

وقد تبين أن التوسع الديموغرافي إمتد على رقعة بيروت في الغرب والشرق والشمال والجنوب. ومما زاد في دوافع النزوح أو الهجرة الداخليّة من الجبل أو من المدن الأخرى إهمال القطاع الزراعي في المناطق الزراعيّة، وإهمال الخدمات العامة.

 

لذا تبيّن أن أكثر من نصف سكان بيروت إنما يعود بجذوره إلى أصول ريفيّة، أو أصول عربيّة، أو إسلاميّة من خارج لبنان. وترتب على ذلك نمو بيروت والضواحي واقتراب الكتلة السكنيّة للضواحي من بيروت حتى باتت ملتصقة بها لا يفصلها عنها إلا بعض مناطق التبعثر.