جمعيّة بيروت الإصلاحيّة

شهدت الدولة العُثمانيّة منذ بداية القرن العشرين تحولات أساسيّة في أوضاعها السياسيّة والعسكريّة والإقتصاديّة. وكان إنقلاب عام 1908م وخلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش عام 1909م، من أهم الأحداث السياسيّة التي أثرت على الدولة العُثمانيّة وعلى مختلف ولاياتها بما فيها ولاية بيروت.

وبدأت الولايات العُثمانيّة تعلن إستقلالها تباعاً، ففي هذه الفترة أعلنت بلغاريا إستقلالها، ثم أعلنت النمسا إلحاق مقاطعتي البوسنة والهرسك بأمبراطوريتها، ثم إنضمت جزيرة كريت إلى اليونان. وفي عام 1912م اضطرت الدولة العُثمانيّة إلى التخلي عن طرابلس الغرب وبنغازي لإيطاليا بعد حرب دامية ضدها، وفي العام ذاته أعلنت دول البلقان وهي : بلغاريا، اليونان، الصرب، الجبل الأسود، الحرب على الدولة العُثمانيّة. وكان من نتائج هذه الحرب فقدان الدولة العُثمانيّة جميع ولاياتها الأوروبيّة بإستثناء قسم من ولاية أدرنة.

وفي الفترة ذاتها من عام 1912م تعرضت بيروت ومناطقها للقصف والتدمير بسبب تأييدها لأبناء طرابلس الغرب، فقد بدأ الأسطول الإيطالي بقصف بيروت وقتل الأبرياء من السكان، مما أوجد حالة من الذعر والخوف والرعب بين البيروتيين، كما قصف الأسطول الإيطالي بعض السفن المدنيّة والعسكريّة الراسية في مرفاء بيروت ومنها السفينة العُثمانيّة الشهيرة (عون الله).