فارتيما

فارتيما Varthema هو رحالة إيطالي من أعيان مدينة روما، وقيل من غيرها. جاء إلى مصر سنة 1500م ثم إنتقل إلى الشام وأنتظم في سلك المماليك ودعا نفسه (يونس) وسار من دمشق إلى مكة المكرمة مع الركب الشامي سنة 1503م 909هـ وهو أول أوروبي دخل مكة فيما يُعلم، ثم أرتحل من مكة المكرمة إلى اليمن والهند وبلاد فارس ووصف ما لقيه أثناء رحلته من الغرائب.

ولقد قص فارتيما ما شاهده في بيروت التي كانت يومئذٍ في عهدة قاصروه نائب الشاب من قبل السلطان الغوري فقال : .... فنزلت إلى بيروت وهي مدينة وافرة الخيرات سكانها مسلمون وحولها سور تلتطم عليه الأمواج لكنه لا يكتنف المدينة من كل جهاتها بل من الغرب وعلى شاطئ البحر فقط.

ويتابع هذا الرحالة كلامه عن بيروت التي لم يجد فيها ما يستحق الذكر فيقول : ... ولم أر في المدينة ما يستحق الذكر إلا بناءً متهدماً قيل إن إبنة الملك كانت مقيمة فيه لما أراد التننين أن يفترسها فجاء مار جرجس وقتله ... .

وقصة التنين والملك وإبنته ومار جرجس من الأساطير التي بقيت عالقة مع التفاليد النصرانيّة في بيروت حتى عهد قريب من أيامنا، فقد قال الأستاذ جبران بخعازي (أمين المكتبة العربيّة في الجامعة الأميركيّة سابقاً) أنه كان يسمع والدته تترنم في البيت، شأنها شأن كرائم المسنات من سيدات النصارى في زمانها ... كان يسمعها تترنم بأبيات من الشعر في قصيدة طويلة تتضمن قصة هذا التنين الذي أراد إفتراس بنت الملك، من هذه القصيدة البيتين التاليين :

أهل بيروت يا مدينتي خذوا مالي ومملكتي
 واعفو عني وعن بنتي ما لي طوق الحزانى