الراهب بسّون 

في سنة 1659م مرّ ببيروت راهب يسوعي يدعى جوزيف بسّون (J.Besson) وهو صاحب كتاب (سوريا المقدسة) وقد نقل إلينا الأب لويس شيخو اليسوعي أن هذا الراهب ذكر في كتابه (ما نعرِّبه دون أن نحكم بصحته) والكلام هنا لشيخو .

قال بسّون : (... إن بيروت أفضالاً ليست زهيدة وإنما أخصها ذلك المصلوب الذي اصطنعه بيده نيقوديموس فأورثه جمليال، فأرسله جمليال إلى بيروت سنتين قبل فتح أورشليم على يد طيطوس وفسبسيان. وقد ألحق بعض اليهود بهذا المصلوب كل الإهانات والعذابات التي إحتملها المخلّص ولا يزال إلى يومنا في دهاليز تحت كنيسة المخلّص التي تحولت إلى جامع. وبركات هذا المصلوب لم تنقطع لفائدة غير المؤمنين أعداء الكنيسة، بل ربما التجأوا إليه ونالوا بمجرد لمسه الشفاء من عللهم!)

 

 

وإذا تجاوزنا حكايات بسّون عن المعجزات والأعاجيب التي حدثت كما قال هذا الراهب نتيجة وجود بعض الذخائر الدينيّة المسيحيّة قي تُرابها، فإنا نجد بسّون يقول بأن تجار الفرنجة بسوريا على عهده كانوا يدعون بيروت (باريس الموارنة الصغيرة) ومن الطريف أن الأب لامنس عقّب على زميله اليسوعي السائح، بقوله: ولكن باريس هذه ظلت صغيرة، فلم تتقدم قيد شعرة مدة قرنين كاملين، يظهر هذا من الصورة التي رسمها لبيروت الرحالة بوجولا سنة 1831م حيث قال إنها عبارة عن : قبب ومنافذ سريّة ومجازات مظلمة وأسواق ضيّقة، ذات تعاريج، كل منزل فيها يكّون شبه حبس مظلم لا يوصل إليه لا سيما في الحي الإسلامي.