أبو طلحة الأنصاري

 

صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بني أخواله.

وأحد أعيان البدريين، وأحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة.

واسمه زيد بن سهل بن الأسود.

وكان قد سرد الصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: صوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة
عن أنس قال: خطب أبو طلحة أم سليم ؟ فقال: أما إني فيك لراغبة، وما مثلك يرد، ولكنك كافر، فإن تسلم فذلك مهري، لا أسألك غيره، فأسلم وتزوجها. قال ثابت: فما سمعنا بمهر كان قط أكرم من مهر أم سليم: الإسلام.
مات ابنه منها، وكتمته، وتصنعت له حتى أصابها، ثم أخبرته وقالت: إن الله كان أعارك عارية فقبضها، فاحتسب ابنك.
عن أنس قال: لما كان يوم أحد، انهزم ناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يديه مجوباً عليه – أي مترساً عليه - بحجفة أي بترس- ، وكان رامياَ شديد النزع ، كسر يومئذ قوسين أو ثلاثة . وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل فيقول صلى الله عليه وسلم : ( انثرها لأبي طلحة ) ، ثم يشرف إلى القوم ، فيقول أبو طلحة : يا نبي الله بأبي أنت لا تشرف لا يصيبنك سهم ، نحري دون نحرك ... فلقد وقع السيف من يد أبي طلحة مرتين أو ثلاثاً من النعاس.
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين : (من قتل قتيلاً فله سلبه)، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً، وأخذ أسلابهم .

 

قال أنس : كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً من نخل، فقال : يا رسول الله إن أحب أموالي إليّ بيرحاء ، وإنه صدقة لله ، أرجو برها وذخرها، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله ، فقال : ( بخ ! ذلك مال رابح، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين).
عن أنس:  
أن أبا طلحة قرأ { انفروا خفافاً وثقالاً }، فقال: استنفرنا الله، وأمرنا شيوخنا وشبابنا، جهزوني، فقال بنوه : يرحمك الله ! إنك قد غزوت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ونحن نغزو عنك الآن . قال : فغزا البحر فمات ، فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير.

 

مات سنة أربع وثلاثين .
حلق النبي صلى الله عليه وسلم شق رأسه فوزعه على الناس، ثم حلق شقه الآخر فأعطاه أبا طلحة .