الفصل الثاني عشر 

في العيد

 

Ø    ليوم تراق دماء الأضحيات في منى بين فرح الحجاج وكبيرهم  وأفرحتهم لأنهم أراقوا دماً  بل لأنهم أدوا فريضة وعلوا واجباً، وتعرَّضوا لنفحات الله في عرفات، فهنيئاَ لمن قبله الله منهم، ولمَ لا يقبلهم جميعاً، إلا ظالماً أو مغتصباً أو قاطع طريق من أميرٍ أو حاكم، أو غني أو قوي ؟ .

Ø    العيد فرصة أتاحها الله أو أتاحها الناس ، لنسيان همومهم و متاعبهم .

Ø    في المجتمع المتماسك، يكون العيد عيداً لجميع أبناء الأمة، وفي المجتمع المتفكك يكون العيد عيداً لأقوام ومأتماً لآخرين .

Ø    العاقل يرى في العيد فرصة للطاعة، من صلة رحمٍ، وإغاثة ملهوف، وبر فقير .
الجاهل يرى في العيد فرصة للمعصية، يعبُّ فيها من الشهوات عبًّا .

Ø    الغافل يرى في العيد فرصة للعبث، يتفلَّت فيها من قيود الحشمة والوقار، وكذلك يرى الأطفال العيد.

Ø    ليس العيد لمن زاد فيه همومه، ولكنه لمن أنقص منها همًّا، ونستطيع بالإيمان بالقضاء والقدر أن نجعل من كل يوم لنا عيداً .

Ø    العيد يعطينا درساً اجتماعيًّا عظيم النفع، ذلك أن الفرح العام أعمق أثراً في النفس من الفرح الخاص الذي لا يشارك فيه الآخرون، ففي العيد تدخل الفرحة كل قلب حتى المحزونين والمرضى، والمثقلين بالأعباء، وهي فرحة ليست نابغة من نفوسهم بل من مجتمعهم و محيطهم، ففرحة المجتمع تطغى على آلام الفرد، ولكنَّ فرحة الأفراد لا تغطي آلام المجتمع، ولذلك كان العيد تنمية للشعور الاجتماعي في أفراد الأمة .

Ø    في الإسلام عيدان :

·           أحدهما بعد طاعة عامة وهو عيد الفطر .

·           ثانيهما بعد طاعة خاصة وهو عيد الأضحى .

·           ولكن الإسلام يعتبر الطاعة الخاصة ذات نفع عام، فألزم غير الحجاج أن يفرحوا بتمام فريضة الحج، مشاركة في الشعور، واعترافاً بفضل العاملين .

Ø    افرحوا بالعيد :

·           أيها المرهقون بالآلام، افرحوا بالعيد، لأن آلامكم تخفُّ بالمواساة فيه .

·           أيها المثقلون بالأعباء، افرحوا بالعيد، لأن أعباءكم ألقيت عن عواتقكم قليلاً .

·           أيها المثخنون بالجراح، افرحوا بالعيد، لأن جراحكم قد وجدت من يضمِّدها .

·           أيها المحرومون من النعيم، افرحوا بالعيد، لأن أيام حرمانكم قد نقصت فيه بضعة أيام .

·           أيها الموجعون بالأحزان، افرحوا بالعيد، لأنه أعطاكم أياماً لا تحزنون فيها.

·           أيها المنهكون بالمصائب، افرحوا بالعيد، لأنه يمنحكم أملاً بانتهاء مصائبكم .

Ø    لو كبَّرت قلوب المسلمين كما تكبِّر ألسنتهم بالعيد، لغيَّروا وجه التاريخ، ولو اجتمعوا دائماً كما يجتمعون لصلاة العيد، لهزموا جحافل الأعداء، ولو تصافحت نفوسهم كما تتصافح أيديهم لقضوا على عوامل الفرقة، ولو تبسمت أرواحهم، كما تتبسم شفاههم لكانوا مع أهل السماء، ولو ضحوا بأنانياتهم كما يضحون بأنعامهم لكانت كل أيامهم أعياداً، ولو لبسوا أكمل الأخلاق كما يلبسون أفخر الثياب لكانوا أجمل أمة على ظهر الأرض .

Ø    لو عرف المسلمون مغزى العيد كما أراده الإسلام، لكان عيدهم الأكبر يوم يتمّ لهم تحرير الوطن الأكبر .

Ø    إن عيداً في الأرض يضحك فيه أناس ويبكي آخرون هو مأتم عند أهل السماء .

Ø    اجتهد أن يفرح أولاد جارك بالعيد، كما يفرح أولادك لتتم لأولادك فرحتهم .

Ø    أعمق التقاليد جذوراً ما كان منها متَّصلاً بالدين، وفي العيد تقاليد كضرب المدافع، لو ألغيت لهاج الناس لها كما يهيجون لإلغاء العيد نفسه، ومع ذلك فلست أرى إلغاء مثل هذه التقاليد .

Ø    حين تصبح الأعياد الدينية تقاليد قومية، تفقد في النفوس معناها، وفي المجتمع آثارها، وتصبح فرصة للراحة أو العبث.