جامع الأمير منذر (النافورة)  

بناه الأمير منذر بن سليمان التنوخي عام 1620م والمتوفى عام 1633م في عهد الأمير فخر الدين الثاني المعني، ومن أهم منشآت الأمير منذر، بالإضافة إلى هذا الجامع، القصر الذي أقامه في بلدة عبيه عام 1623م.

أُطلق على جامع الأمير منذر إسم جامع (النافورة) لوجود نوفرة في صحنه، وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى تسمية ثالثة للمسجد الجامع غير شائعة كثيراً، وهو أسم جامع (القهوة) ذلك لوجود مقهى بقربه، وقد جاء في إحدى الوثائق، جامع الأمير منذر المعروف بجامع القهوة العامرة بذكر الله تعالى.

يقع جامع الأمير منذر في باطن بيروت غربي الجامع العمري الكبير، إزاء باب إدريس وسوق الطويلة، له بابان، باب من الجهة الشرقيّة ويطل على سوق البازركان، وباب ثان من الجهة الغربيّة ويطل على سوق المنجدين وما يُعرف اليوم بشارع البنوك، وكان يوجد عند مدخله سبيل تندفق منه المياه بواسطة نوفرة مصنوعة من الحجر المرمر، وكان موقع السبيل عند المدخل الشرقي للجامع، بينما يقع الحّد الغربي للجامع في المحلة المعروفة بسوق المنجدين أو شارع الأمير فخر الدين.

والحقيقة فان هذا الجامع، على غرار أكثر الجوامع الإسلاميّة دُفن فيه بعض الأمراء والقادة، فقد دفن في شمالي بابه الأمير منذر التنوخي، باني الجامع إثر مقتله خلال مذبحة العام 1633م، غير أن ضريحه هدم حوالي عام 1860م، كما دفن فيه الأمير ملحم حيدر الشهابي 1762م، وأخوه الأمير منصور حيدر الشهابي 1775م، وقد دثرت هذه الأضرحة ولم يعد لها من أثر، كما لم يعد من أثر للسبيل.

كان لهذا الجامع المئات من الأوقاف المتضمنة المحلات والأراضي والأحكار لينفق ريعها على وجوه الجامع، وقد تبيّن بأن متولي أوقاف جامع النافورة كان الحاج سعيد بن الشيخ حسن الداعوق، وكان إمام الجامع وخطيبه الشيخ محيى الدين بن الشيخ أحمد طبارة، ثم من بعده إبنه الشيخ عبد الله طبارة، أما المؤذن فقد كان السيد محمد بن علي الجمال البيروتي، ثم من بعده السيد محمد أدريس، ثم أذَّن في المسجد محي الدين صبرا، ثم الشيخ عبد الله بن الشيخ مصطفى الرفاعي، ثم من بعده محمد مصباح إبن محمد جمال البيروتي.