أو سوقاق بالتركيّة، وهذه المنطقة من الأحياء المهمة المستحدثة في القرن التاسع عشر بعد تطور مدينة بيروت كانت زقاق البلاط القريبة من البلد ومن سورها تتبع جغرافيّاً منطقة مزرعة القنطاري أي بين رمل الظريف غرباً والباشورة شرقاً، والمصيطبة جنوباً، وساحة رياض الصلح شمالاً.

وقد إمتازت حينذاك بطابعها الأرستقراطي، وبنيت فيها القصور ذات السقوف القرميديّة التي لا يزال بعضها قائماً إلى يومنا هذا، قطن هذا الحي فيما بعد قنصل ألمانيا الجنرال شريدر وقنصل اليونان لوندوس، وتمركزت في هذه المنطقة بعض الأسر البيروتيّة منها :

v   آل بيهم

v   آل حمادة (المصرية الاصل)

v   القاضي

v   الحكيم

v   جبر

v   السحمراني

v   خرمة

v   اليتيم

v   علم الدين

v   العويني

v   الشريف

v   الطيارة

v   الحسامي

v   قمورية

v   الترك

v   النابلسي

v   موسى

v   حيدر

v   نجا

من ملامح هذه المنطقة

v   مسجد زقاق البلاط

v   المدرسة الوطنيّة، لمؤسسها المعلم بطرس البستاني عام 1863م

v   مدرسة المرسلين الأميركيين

v   مدرسة راهبات الناصرة

v   مدرسة مار يوسف 

v   المدرسة البطريركيّة 

v   المدرسة الأنجيليّة 

 

وذكر بأن المبشرين الأميركيين إتخذوا مركزاً مؤقتاً للكلية السورية الإنجيليّة في هذه المنطقة قبل انتقالها إلى منطقة رأس بيروت.

أما أهم قصور منطقة زقاق البلاط فهي:

v   قصر يوسف جدي

v   قصر آل بيهم 

v   قصر عبد الفتاح آغا حمادة متسلّم مدينة بيروت 

v   قصر فرعون

لكل منطقة بيروتية تاريخها وقصتها مع رجالات السياسة التي قطنوها، ومع رحلة تطورها العمراني والحضاري. قواسم مشتركة عدة تجمع بين هذه القصص. أما اليوم فلا يبدو نافراً للعيان الا ما يفرق بين هذه المناطق او يجمعها، فقط من حيث ميول ابنائها السياسي في الوقت الراهن، حيث وصل الفرز السياسي والمذهبي الى حد غير مسبوق.


صور زعماء المعارضة تُرفع في وسط «طلعة الاستقلال»، مذيلة بعبارة: انتم الاستقلال والحضارة والمقاومة». في شارع «الاستقلال» ايضاً وعلى بعد امتار قليلة تشكل الحد الفاصل بين «الزقاق» «ورمل الظريف»، تُرفع صور النائب الشيخ سعد الدين الحريري وبعض حلفائه، حتى غدا الشارع نفسه عنواناً عريضاً يختصر طبيعة المرحلة السياسية التي يعيشها البلد، بقادتها المتبارزين.


 اكتسبت المنطقة اسمها وشهرتها عند قيام الدولة العثمانية برصف أزقتها بالبلاط. فعرفت «بزقاق البلاط»، وهي من الاحياء المهمة المستحدثة في القرن التاسع عشر بعد تطور مدينة بيروت العثمانية.

الابنية التراثية التي غزت المنطقة بين الثلاثينيات والسبعينيات، هُدم الكثير منها، وعدد آخر هو قيد الهدم، بعدما تم تصنيفه من الفئات B.C.D. اما الابنية المصنفة من فئة A، فما زالت «تكابر» في وجه الابنية الحديثة الشاهقة.


ويستذكر أحدهم ايام طفولته في المنطقة، التي كانت تغزوها اشجار الجميز والصبار والاكيدنيا والتوت. ويشير الى قصر آل مخيش القائم منذ الثلاثينات. عندما كانت المنطقة تعج بعربات الاحصنة بداعي النقل. ولكن اجمل ما في ماضيها، برأيه، هو وجود مختلف الطوائف فيها بلا اي تفرقة او نعرات طائفية، على مدى عقود من الزمن.


إعادتها إلى الخارطة السياحية

في السنوات الاخيرة، كان اسم هذه المنطقة قد ألغي عن الخريطة السياحية ليحل محلها اسم «البطركية». غير ان بعض المخاتير فيها عملوا على اعادة اسمها على الخريطة، رداً لاعتبار هذه المنطقة التي تركن الى تاريخ معين وشخصيات لعبت دوراً مفصلياً في الحياة السياسية في لبنان.

يقول احد مخاتير المنطقة الثمانية ان «زقاق البلاط» كانت الاولى في بيروت نظراً لقربها من الاسواق التجارية، واهمها سوق ايّاس، وسوق الطويلة. وقد سكنتها عائلات مهمة، مثل الرئيس اميل لحود، الرئيس سليم الحص، الوزراء السابقون جميل مكاوي، نسيب البربير، الماركيز دوفريج، وهنري فرعون، قاضي بيروت الشيخ محمد الكستي والشيخ عبد القادر قباني، شخصيات اخرى سكنت المنطقة قديماً، كالراحلين الرئيس سليمان فرنجية، الرئيس كميل شمعون، كمال جنبلاط والامير مجيد ارسلان.


تباين حول نسب الطوائف

يختلف عدد من المخاتير وأبناء المنطقة حول نسب الطوائف والمذاهب. ثمة اتفاق فقط حول ان المسيحيين والدروز أقليات في المنطقة. وتشمل الاقليات حوالى 40 عائلة اسرائيلية، بحسب المختار الكستي.

من جهته، يشير المختار الكستي الى ان هناك حوالى 55٪ من الشيعة و45 من السنة حسب سجلات القيود، غير ان قسماً كبيراً من السنة، ومعظمهم يؤيد فريق 14 آذار، غادر المنطقة خلال الحرب الاهلية الى بشامون وعرمون ومناطق اخرى.

اما المختار حطيط فيقول، حسماً للخلاف، ان نسب القاطنين في المنطقة تتوزع بين 60٪ من الشيعة وأغلبهم يعملون ببيع الخضار على العربات و40٪ من السنة. اما حسب لوائح الشطب فالسنّة الذين يبلغ عدد اصواتهم 17 الف صوت، يزيدون على الشيعة بحوالى ألفي صوت.

ويؤكد وجود التداخل السكني بين مختلف المذاهب ويقول: «اذا في بناية ساكن فيها شيعة بس، او سنة بس، بتكون بناية خربانة».