ترامواي بيروت 

  على أثر سريان الكهرباء في أسلاك التنوير في بيروت إبان العقد الأول من ســنوات القرن العشرين، إتجهت همة بعض أعيان بيروت للحصول علـى إمتياز خـط ترامواي للطرق الأكثر مناسبة في أحياء بيروت، وفيما يلي نص الخبر كما جاء في جريدة ثمرات الفنون عدد 853 الصادر ببيروت يوم 2 ربيع الأول سنة 1309 هـ المـوافق للخامـس من شهر تشرين الأول سنة 1891م: (رفع عزتلو بشارة أفندي سر مهندس نافعة ولاية بيروت وعزتلو يوسف أفندي عرمان رياشي كاتب مجلس بلدية بيروت إلى مقام الولاية الجليلة الاستدعاء بطلب إمتياز خط ترامواي للطرق الأكثر مناسبة في محلات  أحيـاء بيروت).

وكان الوالي على بيروت يومئذ، عطوفتلو إسماعيل بك أفندي، وبتاريخ 26 ربيع الثاني سنة 1324 هـ حزيران 1906م، نشرت الجريدة نفسها بشرى موافقة الباب العالي على إعطاء إمتياز خط الترامواي باسم سليم رعد، وفيما يلي نص هذه البشرى كما جاء في الجريدة المذكورة تحت عنوان: الترامواي الكهربائي في بيروت وإنارتها بالكهرباء:(نبشّر القراء بصدور الإرادة السنية، مانحة حضرة سليم أفندي إمتيازا بتسيير ترامواي كهربائي في مدينة بيروت وإنارتها بالكهرباء لمدة تسع وتسعين سنة، ويستفاد مما ذكرته جرائد دار السعادة (أسطمبول) من شروط الامتياز ومقاولته سبع نقاط وهي:

1.   من خان فخري بك ماراً بشارع المجيديّة فطريق المستشفى العسكري (قصر العدل القديم) إلى السور (ساحة رياض الصلح اليوم).

2.   من دار الحكومة (السراي الصغير) في ساحة البرج الذي هدم سنة 1950م (إلى طريق الشام حتى حدود لبنان، أي فرن الشباك حيث كانت الحدود بين ولاية بيروت ومتصرفيّة جبل لبنان الممتازة .

3.   يتفرع من الخط الأول شعبة من بوابة إدريس ماراً بالشارع الجديد (شارع ويغان حالياً) بشرط أن تتم البلدية فتحه.

4.   من محلة السور إلى نهاية الباشورة (البسطة التحتا اليوم).

5.   من المستشفى العسكري إلى المصيطبة.

6.   من ميناء القمح إلى رأس بيروت.

7.   من خان أنطون بك إلى المنارة على أن يكون له ثلاث شُعب اختيارية.

8.   وقد شرط على صاحب الامتياز بأن يعطي عشرة في المائة من صافي الواردات إعانة للسكة الحميديّة الحجازيّة، وبأن يودع الكفالة في البنك العُثماني، وبأن يؤلف لذلك شركة أنونيم عثمانيّة.

وفي شهر أيلول سنة 1907م جرى الاحتفال بتدشين خط الترامواي ببيروت بمناسبة المولد السلطاني للعام الثامن والتسعين، وكان ذلك في عهد الوالي إبراهيم خليل باشا، كما ذكرت جريدة الإقبال لعبد الباسط الإنسي في عددها 182.

وفي ذلك الحين أصدرت الشركة المذكورة التي كانت تُسمى (شركة الترامواي والتنوير العُثمانيّة في بيروت) 36 سهماً قيمة كل سهم منها 100 فرنك وقيدتها رسمياً في بورصة دار السعادة (أسطمبول).

والطرق التي خصصت للترامواي في حينها هي:

*النهر

*الحرج 

* الباشورة 

* المنارة (عن طريق بوابة إدريس) 

*أما الخط الخامس فيمتد من ساحة البرج سوق الفشخة (ويغان حالياً) ثم ينعطف شمالاً إلى شمالي خان أنطون بك ثم ينتهي عند الساحة الشرقيّة من خان فخري بك.