تذاكر مجانيّة للأعيان

ركاب الترامواي كانوا على درجات اجتماعية متفاوتة، الطبقة الشعبيّة المتواضعة، كانت من زبائن الدرجة الثانية ذات المقاعد الخشبيّة، والطبقة الوسطى، موظفين وأفنديّة، كانت من زبائن الدرجة الأولى (بريمو) ذات المقاعد المقششة.

التذكرة الشعبيّة كان ثمنها قرشين ونصف القرش، وعندما رُفع الثمن إلى خمسة قروش، حصل إضراب وامتنع الناس عن ركوب الترامواي، وأنشد المقربون مقطوعة من الشعر الشعبي المنثور نظمها الشاعر الشعبي المعروف عمر الزعنِّي منها قوله:

حفروا قبرك وأنت حيّ !

حالك حال يا ترامواي

                       

وكانت تذكرة البريمو بخمسة قروش، أي ضعف التذكرة الشعبيّة، وكان هناك فريق ثالث من المواطنين يشتري حق الركوب لمدد طويلة بمقابل جواز (باس)، ويشترط في هـؤلاء أن يكونوا إما من الموظفين في الدوائر العامة أو من فئة الطلاب، فلم يكن هذا الجـواز مسموحاً به لغير هاتين الفئتين على أن الشركة كانت تمنح بعض الجوازات المجانيّة الدائمة لنفر من أعيان البيروتيين وأهل الوجاهة، وذلك مراعاة لنفوذهم، وكان جــواز هؤلاء المجاني في الدرجة الأولى صالحاً مدى الحياة منهم الشيخ بشارة الخوري، رياض الصلح، عمر بك الداعوق.