الزرقالي

(488-420هـ / 1029 -1095م)   

أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى التجيبي النقاش، المعروف بابن الزرقالة أو الزرقالي. عالم فلكي اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. ولد في قرطبة ولكنه تركها بسبب القلاقل والفتن وانتقل إلى طليطلة.

تلقى الزرقالي تعليمه في العلوم التجريبية في مدينة طليطلة، فنبغ في كل من الفلك والرياضيات. وكان إلى جوار دراسته يعمل نقاشا لذا عرف بالنقاش. فكان لهذا العمل بالغ الأثر في حبه المتواصل للمساق الفني، ولذا كان له السبق في علم الفلك التطبيقي الذي جمع بين القيمة العلمية والذوق الفني.

 

وتأتي شهرة الزرقالي الحقيقية من أعماله الرائدة في الجغرافية الفلكية. فهو أول من قاس طول البحر الأبيض المتوسط قياسا دقيقا حيث أعطى اثنتين وأربعين درجة وهو رقم قريب جدا من قيم القياسات الحديثة. كما كان أول من أثبت أن رحلة ميل أوج الشمس هي (12,04) ثانية بالنسبة للنجوم الثوابت والرقم المعاصر هو (11,08). وهو أول من قال بدوران الكواكب في مدارات بيضاوية.

 أما عن اختراعه فقد ابتكر آلات فلكية جديدة وصفها في كتاب له يعرف باسم الصحفية الزرقالية فشرح فيها كيفية استعمال الأسطرلاب على منهاج جديد والتحسينات التي أضافها إلى الأسطرلابات. وقد أهدى هذا الكتاب إلى المعتمد على الله محمد بن عباد. كما قام بحساب مواقع النجوم ووضعها في أزياج عرفت باسم الأزياج الطليطلية تشمل الأرصاد التي قام بها مع زملائه في طليطلة،. كما ألف رسالة في غاية الأهمية والتي تحتوي على المعلومات الضرورية لصنع واستعمال صحيفة الزرقالة التي قدمت خدمة جليلة لعلماء العرب والمسلمين في ميدان الرصد. ولقد ترجمت هذه الصحيفة إلى عدة لغات، كما اعتمد عليها علماء أوروبا في عصر نهضتهم في جميع أرصادهم الفلكية طوال قرنين من الزمان.