الخليلي

(000 - 800هـ / 000 - 1397م)  

محمد بن محمود الخليلي شمس الدين أبو عبد الله، وفي رواية أخرى: محمد بن محمد بن محمد الخليلي عالم الفلك. ولد في مدينة دمشق ، وعاش في القرن الثامن الهجري - الثالث عشر الميلادي.

وكان الخليلي من زملاء ابن الشاطر ، ودرس الفلك بالمسجد الأموي بمدينة دمشق وكانت مدرسة دمشق الفلكية لا تزال في بدايتها، ومع ذلك استطاع الخليلي أن يجعل علماء الفلك يعترفون بفضله في تأسيس علم الفلك الحديث، وفي الفلك الكروي بأصالة وعمق.

وتاريخ ميلاد الخليلي لم تحدده المصادر العربية أو الأجنبية. وكذلك كثير من تفاصيل حياته غير معروفة، وحددت عام وفاته بعام 800هـ -1397م، ولكن مؤلفاته في علم الفلك أبقت ذكراه خالدة، وإنجازاته في جدواله التي حقق بها سبقا على كوبرنيق في جدواله الفلكية والتي لم يؤلف أحد من العلماء الغربيين مثلها في صدر عصر النهضة الغربية.

ولأهمية الخليلي الفلكي الدمشقي في علم الفلك اقترحت مصر في القرن العشرين -في الاحتفال الدولي بذكرى كوبرنيق، في لجنة تاريخ الفلك التابعة لاتحاد الفلك الدولي- إطلاق اسم الخليلي وغيره من علماء الفلك المسلمين الذين حققوا إنجازا علميا في مجال علم الفلك على بعض منازل القمر التي كشف عنها حديثا.

ومن أهم إنجازات الخليلي العلمية في علم الفلك أنه صمم جداول ميقات جديدة لحل كل المسائل القياسية الخاصة بالفلك الكروي لكل خطوط الطول العرض ، وتفيد هذه الجداول على الأخص في حل المسائل التي تتضمن -حسب تعبيرنا الحديث- استخدام قاعدة الجيب التمام للمثلث الكروي. وحسب الخليلي في جداوله ما يربو على 13 ألف قيمة من قيمها لأقرب رقمين من الكسور الستينية.

وأعطى الخليلي في جداوله ثلاث دوال رياضية، كما أعطى كل التعليمات المطولة الخاصة بتفاصيل استخراجها. وأعطى في جداوله قيما لاتجاه جديد في جداول الميقات، وقد عم هذا الاتجاه الجديد جداول الميقات لعدة قرون تالية في بلاد الشام، ومصر، وتركيا. وكانت هذه البلاد قد صارت في هذه القرون مراكز رئيسية لعلم الميقات. واخترع الخليلي إحدى آلات الرصد الفلكية وهي آلة من آلات الربع الفلكية. وقد وصف الخليلي في رسالة له عمل إحدى مزاول الرمل الأفقية.
وقد سبق الخليلي بجداوله الخاصة بالدوال العالم الغربي كوبرنيق الذي يعتبره الغر ب أبا لعلم الفلك الحديث. وتكاد جداول كوبرنيق أن تكون هي ذاتها جداول الخليلي. ووضع سلسلة من الجدوال الفلكية، جمعت حصيلة ما توصل إليه العلماء المسلمون في العصور الوسطي، في مجال علم الفلك الكروي. وفي مجال علم الميقات الذي كان الناس يعرفون به الوقت.

ومن بين هذه الجدوال: جداول الدوال الرياضية المستخدمة في حل مسائل الفلك الكروي لكل خطوط العرض. جداول تعيين زمن الشمس بالنسبة لخط عرض دمشق، وتنظيم أوقات الصلاة بالنسبة لخط عرض دمشق، وكان الفلكي ابن يونس قد حسبها من قبله في القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي ولكن بالنسبة لخط عرض القاهرة.