إبن الصفار

(000 - 426هـ / 000 - 1035م)

أحمد بن عبد الله بن عمر بن الصفار يكنى بأبي القاسم ويلقب بالأندلسي. عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي. ولد بمدينة قرطبة ولكنه خرج منها بسبب الفتن والقلاقل فهاجر إلى مدينة دانية الأندلسية وبقي هناك حتى وفاته.

درس ابن الصفار منذ صغره العلوم الأساسية في عصره، ثم انكب على الرياضيات فدرس أصول هندسة إقليدس دراسة مفصلة لكي يتمكن من فهم هذا العلم الحيوي الذي اعتبره أهم فروع العلوم الرياضية. فنبغ في هذا العلم وصار يسمى المهندس للمكانة التي احتلها في هذا المجال.

عمل ابن الصفار في وظيفة التدريس التي وهب لها حياته. فحاز خلال حياته العملية على شهرة عظيمة بطرق تدريسه لكل من علم الحساب والهندسة والفلك. فكان طلاب العلم يأتون من كل فج لكي يتتلمذوا على يده كما أنه تميز عن غيره بالتواضع والمثالية فكان مثال العالم الذي جمع بين العلم والأخلاق.
وفي المجال العملي أعطى ابن الصفار علم الفلك عناية كبيرة حتى عد من كبار علماء الفلك وله في ذلك نتاج عظيم، فقد كان من المغرمين في رصد حركات النجوم والأجرام السماوية وتظهر ملامح تمكنه في حقل علم الفلك في زيجه الذي كتبه على طريقة السندهند والذي صار من أهم مصادر المعلومات في علم الفلك للباحثين.
 

وتظهر شهرة ابن الصفار في طريقة استخدام الأسطرلاب حيث رأى أن يدون أفكاره ومرئياته في هذا المضمار في كتاب سماه كتاب العمل بالأسطرلاب وهذا الكتاب يمتاز عن غيره في حسن العبارة وقرب المأخذ. ولشدة ولعه بصنعة الأسطرلاب علم ابن الصفار أخاه الأصغر محمدا صنع الأسطرلاب وآلات الرصد الأخرى، ونال شهرة عظيمة في الأندلس في صنع الأسطرلابات لم ينلها أحد قبله من أصحاب المهن في هذا الحقل. وسبب ذلك أن ابن الصفار كان يشرح لأخيه القواعد الأساسية ويرسم له الصورة الحقيقية للأسطرلاب الممتاز.

 ترك ابن الصفار عددا من التلاميذ الذين اشتهروا عبر الحضارة الإسلامية. كان منهم مسلمة بن أحمد المجريطي الذي لمع في كل من الكيمياء والفلك والرياضيات، وكذلك العالم محمد بن خيرة العطار الذي تفنن في كل من علم الهندسة والحساب والفرائض والفلك، وأبو الأصبغ عيسى بن أحمد الواسطي أحد المشه ورين في كل من علم الحساب والهندسة والفرائض والفلك وغيرهم.