سند بن علي

(000-218هـ / 000 -833م)    

أبو الطيب سند بن علي المنجم، عالم فلكي ورياضي اشتهر في القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي. ولد سند لأسرة يهودية تدين بالديانة الموسوية، ولكنه اعتنق الإسلام في عهد الخليفة المأمون الذي قربه إليه.

عمل سند في مرصد الشماسية في بغداد الذي أنشأه الخليفة المأمون، وعمل فيه سند مع كل من العباس بن سعيد الجوهري، ويحيى بن منصور، و أحمد الفرغاني و أبناء موسى بن شاكر ،وعلم الدين البغدادي، وثابت بن قرة. وقد شارك سند في البعثة العلمية التي كلفها الخليفة المذكور لقياس محيط الأض . وكتب سند مذكرة عن ذلك وردت فيها أسماء علماء ومهندسين شاركوا في ذلك العمل منهم خالد بن عبد الملك المروزي، وعلي بن عيسى الأسطرلابي. وقد جرت عملية القياس المذكورة بالقرب من سنجار ما بين واسط وتدمر، وبلغت الدرجة المقاسة (57) ميلا عربيا.

كما كان سند بن علي من المهندسين المتميزين لدى الخليفة المتوكل، وقد كلفه الخليفة بالتحقق بما ترامى له من أخبار عن خطأ قد ارتكبه بني موسى في حفر قناة الجعفري قرب البصرة . وكان بنو موسى قد كلفوا بدورهم الفرغاني بالإنشاء، الذي أخطأ في تقدير منسوب المياه فلم تكن القناة لتمتلئ بالماء إلى العمق المطلوب. وقد توعد المتوكل بني موسى بالعقاب في حالة صحة الخبر. وقد هرع بنو موسى إلى سند بن علي في أن يساعدهم على إخفاء ذلك الأمر، فاشترط عليهم أن يساعدهم إن هم أعادوا للكندي كتبه وكان صديقا له، ذلك أن بني موسى كان بينهم وبين الكندي مشاحنات فألبوا المتوكل عليه واستولوا على مكتبته. وقد استجاب بنو موسى لهذا الشرط، وقال سند بأنه سوف يعلم الخليفة بأنه لا يوجد أي خطأ في حفر القناة لأن نهر دجلة كان في ذروة ارتفاعه ولن يستطيع أن يلحظ أحد الخطأ طيلة أربعة شهور. ولقد اغتيل المتوكل بعد شهرين ونجا بنو موسى من العقاب.

أما عن إنجازات سند بن علي الأخرى فقد تعاون مع يحيى ابن أبي منصور في وضع زيج فلكي كما كان له بحوث في الثقل النوعي. ترك سند بن علي عددا من المؤلفات في الرياضيات منها كتاب الحساب الهندي، وكتاب الجمع والتفريق . وفي الشروح الرئيسية لكتاب إقليدس .