قاضي زاده

(000-840هـ / 000 -1436م) 

صلاح الدين موسى بن محمد بن القاضي محمود الرومي المعروف بقاضي زاده. عالم فلكي ورياضي اشتهر في القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي. ولد في بروسة بتركيا ، وفيها تلقى تعليمه الأساسي.

ولما بلغ أشده سافر إلى خراسان وما وراء النهر للاتصال بكبار علماء الرياضيات والفلك في العالم. ولكن عائلته كانت متخوفة من هذه الرحلة فسارعت إحدى شقيقاته إلى وضع بعض مجوهراتها بين صفحات كتبه التي رغب أن يأخذها معه ليجدها في حالة الحاجة إليها.

 اتجه قاضي زاده أول أمره إلى شيراز عام 811 هـ / 1408 م. وفي خراسان درس قاضي زاده مبادئ العلوم على علماء زمانه، ثم لازم علي شمس الدين منلا قنادي ودرس عليه الهندسة ، وقد مدحه علماء خراسان وذكروا عنه الشيء الكثير عن تفوقه في الهيئة والرياضيات.

وبعد عودته من رحلته اشتهر بعلمي الرياضيات والفلك حتى صار من العلماء المعتمدين في عصره في هذين الحقلين. فعهد إليه الأمير أولغ بك المساعدة في إنشاء مرصد سمرقند ، فعمل تحت إشراف جمشيد الكاشي عام 832 هـ/1429 م. ثم توفي الكاشي قبل إتمامه، فتولاه قاضى زاده.

 وبعد الانتهاء من المرصد أسندت إدارته إليه فكان يلقي فيه المحاضرات العامة. وكان اهتمام قاضي زاده منصبا على صياغة القوانين الأساسية في علم الفلك بغض النظر عن التطبيق. فقد لجأ إلى تبسيط بعض القوانين الفلكية بالبراهين لجعلها سهلة الفهم وميسورة لتلاميذه. وقد تتلمذ عليه كبار علماء الرياضيات والفلك في زمانه كان من أشهرهم علي القوشجي.

وأثناء عمله بالمرصد اشتهر قاضي زاده بين معاصريه باحترامه للأساتذة وطلاب العلم وحفاظه على كرامتهم، بل كان لا يقبل أي اعتداء عليهم، وكان يدعو إلى استقلال الأساتذة عن أي ضغط من ولاة الأمر أو غيرهم. وكان قاضي زاده زاهدا في حطام الدنيا، فكان يشتغل للعلم لا لغيره، فكان أولغ بك يقدره ويحترمه لدرجة كبيرة.

وقد كان مما ترتب على علاقة قاضي زاده بالأمير أولغ بك أن قاضي زاده قدر النجوم وحركتها، ثم راقب بكل دقة ازدياد القمر ونقصانه ليلة بعد ليلة. كما راقب ميل الشمس، وكانت هذه الموضوعات ته م أولغ بك. وقد جمع قاضي زاده في مرصد سمرقند من جميع أنحاء العالم جماعة من كبار الحكماء وأصحاب العقول النيرة لتدارس النظريات الجديدة، وقد استنبط براهين جديدة للمسائل الفلكية. وقد تمكن قاضي زاده وزملاؤه نتيجة الأرصاد التي قاموا بها في مرصد سمرقند من إصلاح كثير من الأخطاء التي ظهرت في الجداول الفلكية التي وضعها علماء اليونان، ووضعت نتائج هذا العمل في زيج أولغ بك أو الزيج الإليخاني بين فيها حركة كل كوكب وموقع الكواكب في أفلاكها، ومعرفة تواريخ الشهور والأيام والتقاويم المختلفة.

كما طور قاضي زاده الجداول المثلثية لجيب زاوية درجة واحدة ( أي حا1ْ ) وإن كان جمشيد غياث الدين الكاشي قد سبقه في الفكرة، إلا أن قاضي زاده دقق في الموضوع وحصل على نتائج ممتازة.

لقد خالف قاضي زاده المنجمين، وأوضح في كل مناسبة أن نظرياتهم كاذبة وخرافية، ولذا كان له معارضون كثيرون. كما تعرض لبعض الإهانات والتجريح، لأنه لم يأخذ بأقوال المنجمين، فتجرءوا عليه وقتلوه. وقد دفن قاضي زاده في سمرقند وله فيها ضريح مشهور.

 كان قاضي زاده من العلماء المغرمين بالقراءة والترجمة والتأليف، وقد عكف على التأليف في حقلي الرياضيات والفلك، فترك مصنفات كثيرة من أهمها:

* رسالة في الحساب

*  شرح كتاب ملخص في الهندسة 

* شرح كتاب أشكال التأسيس في الهندسة لشمس الدين محمد بن أشرف السمرقندي وهذا الكتاب يحتوي على خمسة وثلاثين شكلا من كتاب إقليدس

* شرح التذكرة في الفلك لـ نصير الدين الطوسي

* شرح الملخص في الهيئة

* رسالة في جيب الزاوية ذات الدرجة الواحدة