طريقة إنتخاب المفتي أيام العثمانيين

في العهد العُثماني كانت طريقة إنتخاب المفتي تختلف عما هي عليه اليوم، ففي أيام العثمانيين كانت عملية الإنتخاب قاصرة على العلماء المتعمَّمين الذين يشكلون رجال السلك الديني في البلد، وهم في العادة: القضاة الشرعيون والمكلفون بالمهمات المسجديّة مثل التدريس والإمامة والخطابة ، يضاف إليهم الأعضاء المسلمون السنَّيون في المجلس البلدي والمجلس الإداري في الولاية.

وكان هؤلاء الناخبون يختارون ثلاثة مرشحين ويقدمون أسماءهم إلى والي الولاية وهذا بدوره يحبل أسماء هؤلاء المرشحين الثلاثة إلى مشيخة الإسلام في إسطمبول التي لها حق إستنساب أحدهم واستصدار ما كان يُسمي (فرمان عالي شان) أي مرسوم من السلطان، بتعيين الشخص الذي يستنسبه شيخ الإسلام، ذلك أن تعيين المفتيين في حواضر الولايات العُثمانيّة كان يقتضي صدور الأمر بهذا التعيين من قبل السلطان نفسه بوصفه الخليفة الأعظم أمير المؤمنين.

ولقد استمرت هذه الطريقة مرعية الإجراء أيام الإنتداب الفرنسي ولكن من الناحية الشكلية فقط، أما عملياً ، فلقد كان المرسوم الجمهوري يصدر باسم الشخص الذي يحرز أكثرية أصوات الهيئة الإنتخابيّة، وفي العهد الإستقلالي صرف النظر نهائيّاً عن تثليث الترشيح للإفتاء واكتفى الناخبون بتقديم اسم المرشح الفائز بأكثرية أصواتهم إلى المراجع الحكوميّة التي تلتزم بإصدار مرسوم تعيين هذا المرشح بصورة رسميّة ونهائيّة.