طريقة إنتخاب مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة في أيامنا

نظراً للمفارقات الطائفيّة المهيمنة على المجتمع اللبناني، فإن منصب مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة يتأثر بما يقابله من المناصب الدينيّة الرئيسيّة لدى الطوائف الدينيّة الأخرى، مع فارق إجرائي بالنسبة للبطاركة الكاثوليك الذين يتسلمون ما يُسمى عند النصارى بدرع التثيبت من أمير الكنيسة الكبير بابا روما صاحب السدة الفاتيكانيّة. وليس للحكومة أي دخل في تعيين البطاركة المذكورين في حين أن إنتخاب مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة والمفتين في المدن والملحقات يُعتبر شأناً لبنانيّاً محليّاً، ومراسم الإنتخاب يحكمها المرسوم الإشتراعي رقم 18 المتعلق بالإفتاء والأوقاف الإسلاميّة الصادر بتاريخ 13 كانون الثاني سنة 1955م مع التعديلات المقررة على بعض مواده من قبل المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بموجب القرار رقم 5 تاريخ 21 ذي القعدة سنة 1386هـ الموافق في 2 آذار سنة 1967م والمنشور في الجريدة الرسميّة عدد 22 تاريخ 16/3/1967م. 

وهذا المرسوم جعل الهيئة الإنتخابيّة التي تقترع لإنتخاب مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة مؤلفة من الشخصيات المدنيّة ذات الحيثيات الرسميّة والإجتماعيّة القضائيّة بالإضافة إلى المتعممين الذين يقومون بوظائف دينيّة، وغير هؤلاء من المسؤولين النقابيين وحملة الشهادات الدينيّة والمعترف بها في لبنان.

وهنا لابد من الإشارة إلى أن العناصر المدنيّة أُعطيت في المرسوم المذكور حق الإشتراك مع العناصر الدينيّة في عملية إنتخاب الفتي على نفس المستوى والفعاليّة التي أُعطيت للفريق الآخر مع العلم بأن المفتي في الأساس هو الرئيس الديني للمسلمين وممثلهم بهذا الوصف لدى السلطات العامة ، كما تقول المادة الثانية من المرسوم المذكور.