مكتب المفتي في بيروت

أيام العهد العُثماني لم يكن للإفتاء جهاز إداري كما هو الحال الجاري اليوم، بل كان منصب الإفتاء قاصراً على شخص المفتي بالذات ولذلك لم يعرف عن المفتيين في العهد المذكور أنهم اتخذوا لأنفسهم مكاتب خاصة لمزاولة أعمالهم ، بل كان المفتي آنذاك يلازم بيته حيث يستقبل أصحاب الحاجات كما لو كانوا من الزوار العاديين.

في سنة 1368هـ 1948م قام المفتي الشيخ محمد توفيق خالد ببناء العمارة التي أصبحت تُعرف اليوم باسم (دار الفتوى) في محلة عائشة بكّار مستعيناً بالأموال التي قدمها لهذا الغرض رياض بك الصلح رحمه الله ومقدارها 222,516,80 مئتان واثنان وعشرون ألفاً وخمسمائة وست عشرة ليرة لبنانيّة وثمانون قرشاً، هذا المبلغ هو مجموع المال الذي تكلّفه البناء الذي أُعد يومئذ ليكون داراً للإفتاء في الجمهوريّة اللبنانيّة، في سنة 1370هـ 1950م تمّ إنجاز البناء المذكور وأصبح صالحاً ليكون مكاناً رسميّاً لدار الإفتاء، وقد إنتقل الشيخ محمد توفيق خالد إلى هذا البناء حيث إتخذ من إحدى غرفه الأرضيّة مكتباً له.

وما زال هذا المبنى يُستعمل حتى اليوم كمركز يضّم جميع الأشخاص العاملين في دائرة الإفتاء وعلى رأسهم المفتي نفسه، ألحق بهذا البناء مجموعة من الأبنية لتدريس علوم الدين والفقه وأصبحت ضمن مجمّع واحد سُمي أزهر لبنان.