السّروج ولوازمها

السَرج هو الرّحل، الذي يوضع على ظهر الدّابة ليجلس عليه الرّاكب، ويسمى أيضاً: القُعْدَةُ. وقد افتن العرب في صناعة السّروج والعناية بها، لأنّ جل اعتمادهم كان على التّرحال بالدواب، سواء في السّلم أو الحرب. وكما عرفت العرب اسماً أو أكثر لكل جزء من أجزاء الدابة، عرفت كذلك لكل جزء من أجزاء السرج اسماً أو أكثر، حتى ألفوا فيها مؤلفات خاصة بها، مثل كتاب "السّرج" لأبي عبيدة، وكتاب "السّرج واللجام" لأبي دريد وغيرهما.

وتُصمم السّروج لأغراض مختلفة سواءٌ، للرّكوب أو السِّباق أو العمل. ومن ثم كانت السّروج أنواعاً مختلفة، تندرج من مجرد كساء، أو برذعة يُغطي بها ظهر الدابة، إلى سروج الفرسان المُعَدّة خصيصاً للاعتماد عليها عند إِصابة الفارس برمح أو حربة، فهو يسند ظهره على سرج فرسه.

وتوجد عدة أنماط من السروج، كلٌ منها يُناسب مهمة خاصة، لذلك يُصبح اختيار السرج المناسب أمراً له أهميته ودلالته. فقد صممت بعض السروج لنمط خاص من الرَّكوب، كما هو الحال بالنسبة لرعاة البقر الذين يصنعون سروجهم على نمط خاص، بتجهيزات معينة، ولتلك السروج رِكَاب مُتْسع، وقربوس (طرفُ مُحَدّبٌ) مؤخره عادي، وآخر أمامي بارز في شكل قرن، يُستخدم لتثبيت حبل الصيد.

وهنالك أشياء مشتركة لابد من مراعاتها عند اختيار السّرج. فالسّرج الجيد يوازن ثقل الفارس، دون ضغط زائد على الغارب والجانبين، لا داعي له. كما يجب على السرّج ألاّ يعرقل حركة كتفي الفرس. ومعنى ذلك أن يكون السّرج مصمماً تماماً للفرس، ليناسب شكل ظهره وجانبيه حتى لا يجرحه، وقد يجرح معه فارسه أيضاً، أو يمنعه من جلسة صحيحة مريحة.

أمّا الجزء الذي يُحَدِّد الشكل النهائي للسرج فهو القربوس، وهو الهيكل المعدني، ويجب أن يكون مصنوعاً بدقة تامة. وهو أنواع شتى، وقد صادقت بعض جمعيات الفروسية على أشكال منه يمكن الاعتماد عليها. وأكثر الأشكال المستخدمة الآن هو النوع المَطْاطَي المرن. وقد زود بقطعتين من الفولاذ الخفيف على السّرج لكي لا يسقط. وسقوط السّرج يؤثر حتماً على توازن القربوس، وقد يتحطم القربوس عند السّقوط ويحتاج إلى خبير لإصلاحه.

وينبغي أن تُصْنع كل أجزاء السّرج من مادة متينة. فالسّير مثلاً، الذي يُثَبْت السرج في مكانه، لابد أن يكون قوياً، كأن يُصنع من الجلد، أو من نسيج سميك، أو من الصَرُج (نسيج صوفي متين).  ويجب فحصه دورياً حرصاً على سلامته.

ويراعى في اللّبد، الذي يوضع على ظهر الحصان مما يلي جسده، أن يكون محشواً بشكل دقيق، بحيث يتوزع ثقل الفارس، على متني الفرس، وليس على عموده الفقري[1].

واستناد الفارس على متن الفرس، يحفظ للفرس نشاطه، وقوته، ويجنبه الضغط على العمود الفقري، أو الإِصابة بجروح.

ويُصنع الرِّكابان متوافقين مع احتياطات السّلامة، ومتطابقين مع راكب الفرس؛ فإن كان الراكب صغيراً جُعل الرِّكاب بشكل تتحرر الرِّجل منه في حال السقوط. ويجب التأكد من وجود فرجة باتساع 12ملم من كل جانب للقدم تُقاس في الناحية الأوسع من حذاء الراكب، بشكل يمنع من تعلقها بالرِّكاب.

لوازم السرج

يَكْتَمِلُ إعداد السّرج، ويصبح صالحاً للاستعمال بعددٍ من اللوازم المصاحبة له، مثل:

الإبزيم: عُرْوةٌ معدنية في أحد طرفيها لسان، توصل بالحزام ونحوه لتثبيت طرف الحزام الآخر على الوسط.

الإطنابة: سَيْر يُعقد في طرف الحزام أو الإبزيم.

الجَدِيّة: القطعة من الكساء المحشوة تحت دفتي السّرج، وقد تُسمى البَرْذعة.

الحزام أو اللّب: سيْر من الجّلد يُشّد به السّرج لتثبيته على ظهر الفرس.

الجديلة: ناحية السرج وحوزته.

الحِيَاصة: حزام الدّابة، أو هو سَيْر في حزامها.

الرِّكاب: حديدة متسعة الأضلاع على شكل مثلث، معلقة في السَّرج توضع فيها رجل الفارس.

السِّمط ( وجمعه سُموط ): السير يُعلق في مؤخرة السَّرج، تُشد به الأشياء وهو بمثابة الغرز للرَّحل.

الحِيَاصة: حزام الدّابة، أو هو سَيْر في حزامها.

العَقْرَبة: حديدة شبه الكُلاَّب، تعلق بالسرج والرَّحل.

المْرَشَحة والمَرْشح: الجمع مراشح، وهي البُطانة التي تحت لبد السَّرج، لأنها تنشِّف الرّشح.

عضادتا الإبزيم: جانباه.

القَرْبُوس: حِنْو السرج وهو طرف مُحَدّب، وللسرج قربوسان: قربوس المؤخرة وقربوس المقدمة.

القيقب والقيقبان: خشب السّرج.

المحور: عود من حديد، يدور فيه لسان الإبزيم في طرف المنطقة.

 

 

[1] المتنان هما ما يكتنف الصلب عن يمين وشمال.