منير معاصري

يقدم منير معاصري فهماً شعرياً للمسرح، ويرجع حبه لهذا الفن إلى إيمانه بالإنسان والجمال في الطبيعة الإنسانية. لقد اختار التمثيل لأنه أراد أن يكرّس نشاطه وعمله لفهم الإنسان وخفايا النفس الإنسانية.

ولد منير معاصري في عاليه بلبنان وتلقى دروسه الابتدائية في مدرسة الفرير بالجميزة ببيروت، وأكمل دروسه الثانوية في معهد الرسل بجونيه. تأثر بأعلام السينما في العالم، واختار طريق التمثيل.

سافر عام 1960 إلى نيويورك والتحق بالمعهد الشهير فيها أكتورز ستوديو حيث درس وتدرب بإشراف ستراسبرغ نفسه، وعمل في إطار المحترف المسرحي للمتخرجين، وشارك في بعض الأعمال المسرحية على مسارح برودواي.

مثّل منير معاصري شخصيات عديدة كان أكثرها تمثيل دور الضحية مثل دور الغريب في "لتمت دسدمونة" ودور "مُوت دانتون" ودور الحمّال في "الشذوذ والقاعدة" ودور إسحاق في "تحت رعاية زكور".

هذه الشخصيات التي مثلها منير معاصري تتصل بشكل ما برؤاه ومثله الإنسانية، حتى يحس من يشاهده وهو يمثلها أن بينه وبينها تواطؤا وتكاملا، وأنه يمنحها جسده كقربان مقابل في طقس شراكة فريد.

لم يقتصر عمل منير معاصري على المسرح، بل توزع نشاطه في حقول السينما والتلفزيون وتدريس المسرح.

مثّل في الولايات المتحدة في إطار المحترف المسرحي لمتخرجي آكتورز ستوديو عدداً من المسرحيات. لعب دور عطيل في مسرحية عطيل ودور مارك أنطوني في مسرحية يوليوس قيصر، كما مثل الأدوار الرئيسة في مسرحيات أخرى بينها عربة اسمها الرغبة وهبوط أورفيوس.

بعد عودته إلى لبنان بدأ نشاطه بتأليف مسرحية بعنوان ميلاد يسوع المسيح قام بإخراجها وإنتاجها، كما أخرج مسرحية حول الاستقلال عام 1965.

بلغت مسيرته المسرحية كممثل في الحركة المسرحية اللبنانية ذروتها بين عامي 1968 و1973. عام 1968 مثل دور "الحمال" وهو أحد الدورين الرئيسين في مسرحية الشذوذ والقاعدة بإخراج منير أبو دبس، ثم في مسرحية موت دانتون عام 1971، وفي مسرحية كارت بلانش من أعمال محترف بيروت للمسرح، وفي لتمت دسدمونة تأليف ريمون جبارة وإخراجه عام 1970، ولماذا؟ تأليف عصام محفوظ، عام 1971. ثم مثل في مسرحية تحت رعاية زكور تأليف ريمون جبارة وإخراجه عام 1972، وفي مسرحية كاباريه تأليف شكيب خوري وإخراجه عام 1973.