جامع السرايا (الأمير منصور عسّاف)

ويعرف أيضاً باسم جامع الأمير منصور عسّاف الذي امتدت إمارته من نهر الكلب إلى حماه 1552-1580م، كما أُطلق عليه إسم جامع دار الولاية، وسُمّي بجامع السرايا لقربه من سراي الأمير عسّاف أو دار الولاية، نسبة للقصر الذي أنشأه الأمير فخر الدين المعني الثاني أمير جبل لبنان وبيروت، وقد كان هذا القصر مركزاً للحكم في بيروت، كما أشارت بعض المصادر إلى أن نسبته هي للأمير محمد عسّاف وهي الأصح وهو محمد بن الأمير منصور عسّاف التركماني.

يقع هذا الجامع شرقي الجامع العمري الكبير على مدخل سوق سرسق، وتجاه الزاوية الجنوبيّة الشرقيّة لبناية بلدية بيروت الممتازة، وقد أزيلت الدكاكين القديمة التي كانت بمدخله الحالي عامي 1946-1947م ، وكان يوجد بالقرب منه حارة لليهود وجنينة بني الدّنا، والباب الشهير بباب السرايا أو باب المصلى وهو أحد أهم أبواب بيروت.

 

مسجد السرايا (الأمير عسّاف)

ويتضح من دراسة بناء هذا الجامع، بأنه أقيم على قطعة أرض كان عليها في السابق مبنى دير وكنيسة أتباع القديس فرنسيس الأسيزي، التي سبق أن أقيمت في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي.

وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعيّة إلى مئات الأوقاف المتضمنة أراض ومحلات وبيوتاً وأحكاراً وعقارات أخرى، خصصت لجامع السرايا لينفق من ريعها على مستلزماته من أئمة ورجال علم وخدم وسوى ذلك، وكان متولي أوقاف هذا المسجد والقائم عليها الشيخ عبد الله بن الحاج محمد خرما شقير.

أصبح هذا الجامع من الأبنية الأثرية بموجب المرسوم الجمهوري بتاريخ 16 حزيران للعام 1936م.

ومن خلال دراسة للجامع يُلاحظ بأنه ثبت على حائطه الشرقي لوحة من الرخام الأبيض عليها ثلاثة أسطر يعلوها العلم العثماني، مؤرخة في محرم 1326 هـ آذار 1908 م.

وجاء في الأسطر هذه الأبيات من الشعر:

فتحوا بابا به فتح الثـواب مسجد أسس بالتقوى وقـد
للهدى أصبح هذا خير باب باب خير قلت في جوهـره