التقويم الزمني      

 

يذهب علماء التاريخ إلى أن المصريين كان لهم سبق في تحديد السنة الشمسيّة بـ 365 يوما، وتقسيم السنة إلى اثنى عشر شهرا، والشهر إلى ثلاثين يوما، واليوم إلى 24 ساعة.  وقد بدأ المصريون منذ 3200 ق.م يؤرخون  لأحداثهم على ألواح. ويقدّر بعض علماء التاريخ أنّ استخدام الإنسان للتقويم الزمني يرجع إلى زمن أبعد مما ذكر.  والذي يهمنا في هذا المقام ما يسمى اليوم (بالتقويم العبري) فمعلوم أن التاريخ الميلادي يرجع إلى ميلاد المسيح عليه السلام، وأن التاريخ الهجري يرجع إلى هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.  فما هو التاريخ العبري؟

 

نحن الآن مثلاً في العام 1999م وحتى نعرف التاريخ العبري في أول تسعة أشهر من التاريخ الميلادي نقوم بإضافة (3760) إلى العام 1999م، أي (1999 + 3760) = (5759).  أما الثلاثة أشهر الأخيرة من التاريخ الميلادي فنضيف (3761).  وهذا يعني أنّ العام الميلادي الأول هو العام 3760 أو 3761 عبري.  ويرجع علماء التوراة هذا التاريخ إلى بداية خلق آدم وظهور الإنسان على الأرض.  وهذا يتناقض بشكل واضح مع تقديرات العلوم المعاصرة، وعلى وجه الخصوص عندما نجد بعض الحضارات ترجع إلى  أكثر من عشرة آلاف سنة. ونحن هنا سنقبل أنّ العام 1999ميلادي يوافق 5759 أو 5760 عبري، ولكننا لا نصدّق أن هذا التاريخ يرجع إلى بداية ظهور الإنسان على الأرض.  وقد يكون هذا التصور من أوهام الحاخامات اليهود في القرن السادس قبل الميلاد.(1)

 

فرضيّة: نظراً لعدم منطقية الزعم بأن التاريخ العبري يرجع إلى بداية ظهور الإنسان على الأرض. وبناءً على ملاحظاتنا العديدة في قصة أصحاب الكهف في القرآن الكريم، فقد قمنا بوضع الفرضية الآتية:

" التاريخ العبري يرجع إلى بداية نوم أصحاب الكهف"، لا نقصد هنا إلى إثبات هذه الفرضيّة علمياً لأن هذا يبدو غير ممكن على ضوء المعطيات التاريخيّة الحاليّة.  بل إنّ هذا التاريخ نفسه لم يثبت بطريقة علميّة مقبولة.  ولكننا نحب أن نطرح بعض الملاحظات المتعلقة بالعدد القرآني والتي وجدناها تشير إلى إمكانية أن تكون بداية التاريخ العبري هي بداية نوم أهل الكهف، وسيجد القارئ توافقات عجيبة نأمل أن تقود إلى اكتشاف ما هو أهم.  ومن المتوقع أن تختلف ردة فعل المسلم الذي يؤمن بأن القرآن هو وحي إلهي، عن ردة فعل غير المسلم.  إلا أننا نتوقع أن تلفت هذه الملاحظات انتباه الجميع. وسنقوم الآن بعرض هذه الملاحظات على صيغة لوحات.

اللـوحة الآولى

تُستّهلَّ سورة الإسراء (سورة بني إسرائيل) بالحديث عن حادثة الإسراء بالرسول صلى الله  عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم يكون الحديث عن نبوءة إفساد اليهود في الأرض المباركة مرتين، وما يتبع هذا الإفساد من عقوبة وزوال.  وقد وجدنا في دراسة سابقة(2)  أنّ زوال دولة إسرائيل الثاني والأخير يحتمل أن يكون في عام 2022 ميلادي الموافق للعام 1443 هـجري الموافق للعام 5782 عبري.  ويستند هذا الاحتمال إلى ملاحظات عددّية يراها البعض جازمة في الموضوع، في حين نراها نحن في دائرة الاحتمال الراجح.

بعد الحديث عن الزوال الثاني والأخير (وعد الآخرة) يأتي التعقيب بآيات منها الآية (12): "وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة، لتبتغوا فضلاً من ربكم، ولتعلموا عدد السنين والحساب، وكل شيء فصلناهُ تفصيلاً" .

v جاء الحديث عن الجانب الفلكي، وعدد السنين والحساب، بعد الحديث عن وعد الآخرة والزوال الثاني، وهذا أمر يلفت الانتباه.

v تبين لنا في دراسة سابقة(3)  أن كل كلمة من سورة الإسراء تقابل سنة. ويلحظ أنّ كلمة (الحساب) رقمها في الآية هو (19).

اللـوحـة الثانـيـة

تأتي سورة الكهف في ترتيب المصحف بعد سورة الإسراء مباشرة، وقد بينّا العلاقة القائمة بين السورتين.(5) وقد وجدنا أنّ سورة الكهف هي امتداد لمعاني سورة الإسراء.  ولا شك أن تسمية السورة بسورة الكهف يدل على مركزية قصة أصحاب الكهف والرقيم.  وهي القصة الأولى في السّورة والتي تتضمن أربع قصص.  ويأتي الحديث حول قصة أصحاب الكهف في الآيات من (9 - 26).  وتتحدث الآيتان 25، 26 عن مدة لبث أصحاب الكهف والتي هي (309) سنة:

 "ولبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا، قل الله أعلمُ بما لبثوا..." .

تعليق :

v   عندما نقول: "ولبثوا في كهفهم" فإنك تنتظر الجواب والذي هو: "ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا" وهذا جواب بياني. أما الجواب الرياضي العددي فإنك تجده عندما تبدأ عد الكلمات من بداية القصة: "أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا" حتى تصل قوله تعالى: "ولبثوا في كهفهم" فسنجد أن الكلمة (ثلث) هي الكلمة (309) في القصة.

v   أن نجد إجابة بيانيّة، وإجابة عددّية لمدة لبث أصحاب الكهف فإن هذا يلفت الانتباه إلى ضرورة متابعة هذا الأمر في الجانب الرياضي، وإلا ما معنى هذا التوافق؟

v  سورة الكهف هي السورة (18) في ترتيب المصحف.  واللافت للانتباه أنّ عدد آيات قصة الكهف هو (18) أيضا، وهذا يعزز قولنا بضرورة متابعة الأمر عددياً.

 

اللـوحــة الـثـالـثة

 "والعصر، إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" .(سورة العصر)

تعليق :  

العصر هنا هو الدهر، وهو أولى الوجوه في التفسير. فالقسم هنا بالدهر والزمن، وما يكون فيه من أحداث وأمور.

سورة العصر هي السورة (103) في ترتيب المصحف، وعدد آياتها (3) آيات.  فإذا ضربنا ترتيبها في عدد آياتها يكون الناتج:

 103 ×  3  =  309

مسألة ضرب ترتيب السورة في عدد آياتها، هي مسألة واردة في العدد القرآني. فعلى سبيل المثال: إذا ضربت ترتيب سورة الحديد (57) في عدد آياتها (29) يكون الناتج (1653) وهذا هو مجموع من (1 - 57)(6) ، وإذا ضربت ترتيب كل سورة من سور القرآن الكريم بعدد آياتها ثم رتبت السور تنازلياً حسب الناتج تبقى سورة (الحديد) هي السورة (57).(7)  وهي السورة الوحيدة التي تحتفظ بترتيبها في المصحف.

لاحظنا أنّ كلمة (ثلاث) في المصحف تكتب ثلاثة أحرف (ثلث). وقد تبين أنّ ترتيب هذه الكلمة في قصة الكهف هو (309). وأن جُمّل كلمة (ثلث) هو (1030) وإذا ضرب جُمّل (ثلث) هذا بقيمتها العددية يكون الناتج  1030 ×3 =(3090).  وهذه مجرد ملاحظة رأينا أن لا نهملها. مع أنّ ظاهرها لا يعنينا كثيراً.

اللـوحــة الـرابعـة

" ولبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا".

 تعليق :

جُمّل: "ثلث مائة سنين وازدادوا تسعاً"(8)  = 1808

جُمّل: "ألف وأربعمائة وثلث وأربعون"  = 1808

العام 1443هـ يوافق العام 2022م وقد لاحظنا أن جُمّل "ثلث مائة سنين وازدادوا تسعاً" يساوي جُمّل "ألف وأربعمائة وثلث وأربعون" فما علاقة 2022 م بذلك ؟

لاحظنا في اللوحة (2) أنّ مدة لبث الفتية أجيب عنه بيانياً وعددياً.  وهنا أيضاً إذا أخذنا جُمّل العبارة البيانية مضافاً إليها (309) كما هو مبين يكون الناتج (1808 + 309 = 2117).

جُمَّل كلمة (ميلادي) = (40 + 10 + 30 + 1 + 4 + 10 ) = (95)، وعليه يكون جُمَّل 2022 ميلادي = (2022 + 95) =، 2117 وعليه نلاحظ أنّ عبارة: "ثلث مائة سنين وازدادوا تسعاً" تضمنت 1443 و 2022م.  ولا ننسى أنّ العام 1443هـ يوافق 2022م.

عدد أحرف قصة الكهف هو = 1401 وإذا أضيف إلى هذا العدد جُمَّل : (سورة الكهف) يكون الناتج (1401 + 407) = 1808.  أي أن أحرف قصة الكهف مضافاً إليها جُمَّل (سورة الكهف) يكون الناتج جُمَّل (ثلث مائة سنين وازدادوا تسعاً) والذي هو جُمَّل 1443 و 2022 + جُمّل ميلادي.

سورة الإسراء التي تتحدث عن وعد الآخرة نزلت سنة (621) ميلادي، وعليه يكون الفرق بين سنة حادثة الإسراء والسنة التي يتوقع فيها زوال إسرائيل هو: (2022 - 621) = (1401) والعجيب أنّ هذا هو جُمَّل: (ألفان واثنان وعشرون) مع ملاحظة أنّ كلمة (اثنان) كتبت في المصاحف العثمانية (اثنان) و (اثنن) وفي الكلمات التي وردت في القرآن نلتزم عند الجُمَّل بكيفيّة كتابتها في المصحف. وفي حالة كتابتها بأكثر من وجه، يكون لنا الخيار في الاختيار.

      خلاصة :

وجدنا أنّ جُمَّل" "ثلث مائة سنين وازدادوا تسعاً" يتضمن العام 1443 والعام 2022م.  وكذلك وجدنا أن عدد أحرف قصة الكهف يتضمن العام 2022م فإذا أضيف إليه جُمَّل (سورة الكهف) كانت النتيجة تتعلق بـ 1443 والعدد 309.  وأن عدد أحرف قصة الكهف يوافق عدد السنين من نزول سورة الإسراء إلى العام 2022.  وهنا يثور سؤال، فأين السنة العبرية (5782) الموافق للعام 1443هـ والعام 2022 م ؟!

اللـوحــة الـخامسـة

قلنا إن السنة (5782) عبرية توافق 1443 هـ و 2022م، فأين هذه السنة من العدد 309 ؟!

تعليق :

إذا أردنا تحويل (5782) من سنين شمسيّة إلى قمرية فإننا نسلك الخطوات الآتية:-

أ -  5782 × 365، 2422  =  2111830 يوماً.

ب - 2111830,4 ÷ 354,367 = 5959,44

جـ - وعليه تكون السنة (5782) عبرية تعادل (5959) قمرية.

إذا جمعنا العددين السابقين 5782، 5959 بغض النظر عن اختلاف وحدتيهما، فسوف نجد أن متوسط هذين العددين هو 5871.(9)

اللافت للانتباه أن هذا العدد 5871 هو (19 × 309).

نلاحظ العددين (19) و (309).

اللـوحــة السادسـة

جاء في الآية (259) من سورة البقرة: "أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عامٍ ثم بعثه. قال كم لبثت، قال: لبثتُ يوماً أو بعض يوم"

وجاء في قصة الكهف: "وكذلك بعثناهم ليتساءَلوا بينهم، قال قائل منهم كم لبثتم، قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم".  وتنتهي القصة بتحديد مدّة لبثهم في الآية (25) ثم بالكلام عن أنّ الله تعالى هو أعلم بمدة لبثهم والتي هي (309).  لذا تنتهي القصة عند الآية (26).

تعليق :

لاحظ التشابه في موضوع وعبارات القصتين، بل لا توجد قصة ثالثة في القرآن الكريم في الموضوع نفسه.

في القصة الأولى يلبث العزير 100 عام، وفي قصة أصحاب الكهف والرقيم يلبث الفتية (309) سنة.

في قوله تعالى: "فأماته الله مائة عام" نجد أنّ كلمة (مائة) هي الكلمة (19) في الآية.  وإذا ضربنا ترتيب كلمة (مائة) بقيمتها العددّية يكون الناتج: (19 × 100) = (1900) واللافت للانتباه أنّ عدد الآيات من الآية (259) من سورة البقرة إلى الآية (26) من سورة الكهف هو (1900) آية.  وهذا إشارة عددية للعلاقة بين القصتين.

اختلف أهل التفسير في الرجل الذي مرّ على قرية، ومات مائة عام، فقال الجمهور إنّه العزير، وقال بعضهم بل هو أرميا، وقال بعضهم بل هو حزقيال ونحن نميل إلى قول الجمهور، والذي هو الأشهر، وأنّ القرية هي بيت المقدس، بل إنّ القصة قد تفسر لك شيئاً من دوافع بعض اليهود في تأليه العزير: "وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله"(10)  ولا ننسى أن المسيح كان يحيي الموتى بإذن الله. بل إن النصارى تقول إنه قام بعد الموت.

وجدنا أن العدد قد يساعد في ترجيح قول الجمهور في أنّ الذي مات مائة عام هو العزير وإليك بيان ذلك:

أ- لم يرد اسم العزير في القرآن الكريم إلا في الآية (30) من سورة التوبة: "وقالت اليهود عزير ابن الله" وجُمَّل هذه العبارة هو (999).

ب- عدد الآيات من الآية (259) البقرة والتي تتحدث عن قصة العزير، إلى الآية (30) من سورة التوبة التي تقول: "وقالت اليهود عزير ابن الله" هو أيضاً (999). فتأمل !!

جـ- إذا ضربنا 999 في 19 يكون الناتج (999 × 19) = 18981 ويدهشك أن تعلم أن عدد الكلمات من لفظ (الله) في قوله تعالى: "وقالت اليهود عزير ابن الله" رجوعاً إلى آية العزير يبلغ (18981) كلمة في الآية (259) من سورة البقرة، والتي تتحدث عن العزير.

اللـوحــة السابعـة

لاحظنا أن هناك علاقة عددية بين الآية "259" من سورة البقرة، والتي تتحدث عن العزيز وبعثه بعد مائة عام من موته، وآيات قصة أصحاب الكهف، ولا تخفى العلاقة في المعنى. وإليك الآن بعض الملاحظات العددية المتعلقة بمواقع هذه الآيات من القرآن الكريم:

تنتهي قصة الكهف بالآية 26 من سورة الكهف، وهي الآية التي تُستهل بقوله تعالى :"قل الله أعلم بما لبثوا...." وقد قلنا إنّ من المعاني المحتملة لهذه العبارة :" قل الله أعلم بحقيقة العدد 309. على اعتبار أن "ما لبثوا" هو (309):

عدد الآيات من بداية المصحف حتى نهاية الآية 26 من سورة الكهف هو 2166 وهذا هو 19×114  واللافت للانتباه أن أل 114 هو عدد سور القرآن الكريم.

ب= عدد آيات القرآن الكريم هو 6236 آية، وهذا يعني أن عدد الآيات بعد الآية 26 من سورة الكهف هو (6236 - 2166) = 4070 آية.

ج = عدد الآيات من بداية المصحف إلى الآية 259 من سورة البقرة والتي تتحدث عن بعث العزيز هو 266 آية.

اللـوحــة الثامنـة

كانت مدة لبث أصحاب الكهف 309 سنة، وسنعتبر هذا العدد دورة تاريخية. وعلى ضوء ذلك يجدر بنا أن نسأل عن الدورة 19 للعدد 309. وحتى نعين الدورة 19 نقوم بضرب العدد 309 في 18 لتعيين بداية الدورة 19 ثم نضربه في 19 للتعيين نهاية الدورة:

               18×309 = 5562     بداية الدورة

               19×309 = 5871     نهاية الدورة

    5562 *                 *5871                       الدورة 19 للعدد 309

العام 5562 عبري  يوافق العام 1801 و 1802 ميلادي. والعام العبري 5871  يوافق العام  2110 و2111  ميلادي كما يوافق أيضاً العام 1534 و 1535 هجري.

 

تعليق: بالرجوع إلى اللوحة 7 نلاحظ الآتي:

العلاقة العددية بين العام 5871 العبري  والعام الميلادي 1801 هي:

  5871 - 1801 = 4070 ويدهشك أن هذا هو عدد الآيات من الآية 26 من سورة الكهف إلى آخر المصحف.

العلاقة العددية بين العام الهجري 1535 والعام الميلادي 1801 هي: