والله اشتقت اليك يا بيروت

جورج شمالي

كلما تذكرت ذلك الشارع الذي عشت فيه ما يقارب الثمانية عشر سنة زادني شوقي الى المجتمع الخليط الذي كان متفاهما بعيدا عن السياسة والسياسيين  ، وتذكرت الشاعر احمد الصافي النجفي الذي كان يردد والله اشتقت لك يا بغداد ، وكذلك الشاعر مظفر النواب الذي اتى في اول السبعينات ولقبناه بالنجفي الثاني رغم انه ثوري الشعر بينما الصافي من الهادئيين وانا هنا في استراليا اردد والله اشتقت اليك يابيروت كما كان يردد النجفي.
 وبعد ان قرأت البياتي والسياب والجواهري وكانت الحرب العراقية قلت في نفسي الا يعقل ان يكون هناك احد الشوارع في بغداد له قيمة كبرى عند ساكنيه كشارع البورصة مثلا ، وكتبت واخذت مطلع قصيدة من بدر شاكر السياب ومن عبد الوهاب البياتي ومن ابي ربيع الجواهري محمد، واليكم 

      

وامسِ رأيت البدر في بغداد مودعا الى بيروت

مشعل حرية اليها، الى بيروت

شناشيل واطفال البياتي والزيتون

سلام عليها يوم بنيت ويوم اُغتصبت

والجواهري و أم عوف واولادها

ويوم تبعث من جديد

على ارصفة العرب يتشردون بيروت

يا سامعين الصوت القلب مفعم بالجراح

لا تسلي عن المرّ نشربه

الشعب  لم يغفل عن ماضيه في حكم الكباح

نزفر الآهات الى امسك الى صخبك

مشاريع بناء، ناموا يا جياع

الى ملاهيك الى العود نضربه

مهما طال الليل آخره صباح

الى تلك البقاع ومرج عيون

سوق عكاظ جبهة اعلام ، انتهت الحرب

الى شمالك والفيحاء

والكل يعلم !...محادثة الصم صياح

الى كروم العنب والزيتون

هناك اهلي ، هناك حبي كلمتي سلاحي

سيتقيؤهم التاريخ يا مدينتي

أيعقل ان ألـقي السلاح

ستغربلهم الشمس وسيزول احتلالهم

والشمس وسع انفتاحها صبحا

وسيعود نوار بعد عاصفة

تنقح التاريخ في الأفق البعيد

وستعودي مدينة الحب

والأطفال من جيل لجيل يتذكرون

 عودة لصفحة قصص قصيرة