العرش الممزق

جورج شمالي

 

قلت لها ماذا تتذكرين من بيروت

ـ قبل الحرب طبعا؟

نعم قبل الحرب

قالت ساحة البرج بكل ما فيها من محلات تقريبا وزحمة السيارات وتمثال الشهداء والأبنية القديمة وقد نسيت الكثير منها وكانت ممرا الى عملي هي الاقرب الى باب ادريس

قلت اتذكرين ماذا كان هناك عند انتهاء المحلات التجارية في آخر سوق الطويلة، كان حلم جميل ذهب مع الشباحين والمليشيات والتدخل السافر في شؤون لبنان ومن قلة التدبير عند اللذين كانوا يحكمون البلد،

كانت هناك بركة الماء ونافورة الدر والعطاء على جوانبها كانوا يبعون القشطلية وكاسات الشراب والرز بحليب الممزوج بماء الزهر ، اه انها بيروت اللذيذة التي نحّن اليها، لها طعم خاص كطعم شراب الجلاب الممزوج بالزبيب

وتذكرت شراب الجلاب.

قلة هم الذين لا يعرفونه من ابناء بيروت ، كان يقف عند مدخل سوق النورية امام محل الحلاق نزار وما ان تصبح الساعة الرايعة يعد الظهر حتى كنت ارى اصحاب محلات الخضار واصحاب المحلات في شارع البورصة يأتون اليه ويتلذلذون بشراب العرق سوس المزوج بالصنوبر والزبيب والثلج من يد كمال العتر.

ابو غصوب بصوته المبحوح كان يٌفرغ مقهى ابو طه من زبائنه ومطعم ابو النصر ايضا حتى ان سعد الدين الفوال كان يأتي اليه مع بقية العمال ، جلابه كان يترك طعما لذيذا عند الجميع ، وذات يوم من ايام حزيران عام 56 ابان حرب السويس.

غاب العتر مدة اسبوعين ليعود ثانية ليقف مكانه المعتاد وسألته اين هذه الغيبة اجاب انتهت ايام الجلاب اصبح موضة قديمة ثم غاب مدة طويلة ولم يعد فسألت سعد الدين الفوال عنه فاجاب لا اله الا الله.

مرت الأيام وفي ذات المكان فتح المختار نزار السيوفي محلا للعصير والجلاب بدلا من مزين للرجال.

 

  عودة لصفحة قصص قصيرة