خليل طزم بزم

 

هكذا كانو يدعونه انما اسمه الحقيقي خليل الخليل ،قصير القامة نحيفها ، سريع الغضب هوايته عند انتهاء بيع آخر عدد جريدة الذهاب الى مطعم القبرصلي لكي يحتسي الخمر، انما والله كان اشطر بائع جرائد على ساحة البرج، فعندما كانت تصل بوسطات البقاع كان ينادي مات بياع الدبس والكشك تحت الترام ، اما عندما تصل بوسطة جرود بشري كان ينادي( ياحرام علّي ولدت ولد وراسو ارنب) اما سيارت باب التبانة وطرابلس كان محط كلامه حكمت المحكمة اثني عشر سنة اعدام على قاتل امرأته الجميلة  وهكذا كان يعطي لكل بوسطة عنوان فيبيع الجرائد من الدرجة الثالثة  بسعر الجرائد اليومية السياسية المحترمة

محطته اليومية  عند ابو حسين يحيا حمزه بائع الكازوز، وكان هذا الاخير  يديّن خليل طزم بزم الفلوس في الصباح ليسترجعها في المساء ، شأنه شأن يوسف قيصر الذي كان يستدين مني المئة ليرة في كل اول اسبوع من الشهر ليعيدها الي في آخر الشهر وهكذا دواليك حتى تركتها له في آخر الامر

بعد رجوعه من مطعم القبرصلي بعد احتساء الخمر مكانه المفضل عند باب مقهى البورصة القديم وخليل رغم انه من جنوب لبنان الاّ انه كان يحب الجنرال فؤاد شهاب حتى العضم وحدث انه كان الانقلاب الذي قام به الحزب القومي السوري في العام1961 وقد اخذ ابو الخل اجازة في ذاك اليوم لأنه كان ممنوع التجول صباح ويبدوانه عبأ رأسه باكرا من عرق غنطوس ، وعندما شاهدناه اخذ كل واحد منا يعطيه لقب او بالعامية اخذنا بنفخه ونفشه وكان اول المتكلمين ابو سركيس الارمني وعلى مسمعه والكلام موجها الينا هيدا خليل اسم الله عليه منظرو مثل رجال المكتب الثاني فجاوبه نزار السيوفي الحلاق خليل شخصية ولها وهرة ولازم يخوف الناس وكان كل واحد اخذ ينفخه الا ان قارب على الانفجار،

فنفخ صدره ابو الخل واخذ يترنح ومع مرور اول عامل استوقفه هويتك يا أخ  فنظر اليه وقال سوري ولك عين تمشي بشوارع بيروت يللآ امشي وكان خليل على درجة بمعرفة الاشخاص لكونه في الشوارع طيلة الايام وكا ينتقي العمال الذين تدل ملامح لبسهم على انهم من السوريين

كبرت المسألة برأس خليل واصبح يمرض بمرض  العظمة وكانوا العمال السوريون يأتون لكي يركبوا باصات طرابلس الى باب التبانة ومن ثم الى سوريا فاخذ ابو الخل يستوقف كل من شاهده فيدفشه وينهره او يرفسه وكان يتكلم ويمشي كأنه احد مسؤولي الامن وفي هذه الاثناء وكانت العظمة قد عششت برأسه مثل كاسات العرق

وفي هذه الاثناء ايضا مر امامه رجل يلبس بنطلون كاكي اللون و ويحمل في يدي كيس من الاسمنت الفارغ يوجد في منشار صغير ومنخل واظن انه يعمل في تمليس الاسمنت وما ان مر امامه حتى ناوله طزم يزم بكف على وجهه وقال له ممنوع على السوريين المرور بساحة البرج بعد اليوم .

 هنا رأينا الرجل ذا البنطال الكاكي يضع الكيس بهدوء على الارض وتقدم من خليل واخذ يوسعه ضربا وركلا ولو لم نركض ونخلصه لكان قد خلص عليه وكان الشاب يقول انا اسمي يوسف الهاشم من العاقورة وابي لم يضربني في حياتي كلها حتى يأتي هذا الصعلوك ويصفعني!..

فطيبنا خاطره وقلنا له هذا المسكين يحب لبنان والجنرال فؤاد شهاب ومن غيرته اخذ يشتم ويلعن كل واحد ليس لبناني

اجاب كان لازم يعرف ان مش كل العالم بنتساق بعصى واحدة مثل الغنم

فواسينا ابا الخل لأننا كنا السبب ونصحناه ان يخلع اسم طزم بزم عن شخصته بعد الذي حصل.