ابو النصر الخباز

 

هو صاحب المطعم المشهور مطعم النصر الجديد، وهذه الجديد ربما كتبت قبل ان اولد ولكنها بيقت ابدية معلقة على الحائط، وكان ابو النصر يأمر احد عماله بان ينظفها يوميا ، وقبل ان يحج بمدة ليست قصيرة كنت واياها واخاه  ابا السعود نشرب الخمر في احدى زوايا مطعمه الممنوعة قانونيا ،
 قال ابو السعود انا عكس اخي لقد طلقت مرتين  وعلى ذمتي اربع ، قلت اني اعرف ام كمال وام رشيد وام غصوب اما الرابعة فاني كنت قد غيرت اسمها الاصلي الى ورد  وهي بعيدة عني الان وازورها كما قال سيد درويش في السنة مرة فاجاب  ابو النصر ولا ولا حتى في السنة مرة فقلت  الى هذا الحد بشعة قال ابدا كانت ورد وبعدها ورد بس كبرت في العمر وهي تكبرني بعدة سنوات انها في حمص ، ولقد غاب عن فكري ان اقول لكم ان هؤلاء الخبازين هم حماصنة وكنا ننعتهم بالهبل ، قال لك حكايتي

قال: في مطلع صباي الله بلاني بشرب العرق  وها انا في الرابعة والستين وما زلت احب الكيف وكنت دائم الجلوس في مطعم ستراك ما غيره مقابل مقهى الجمهورية وكان ستراك في عز شبابه ويكارمني لأني ابن مهنة مثله وكنت دائم الجلوس في زاوية هادئة حتى لا احد يعكر صفو خاطري ، وما كنت آخذ مكاني حتى كان حسين خادم المطعم يأتني بوردة حمراء  وكنت اشرب حتى ارتوي واتلذذ بالمازة والمقبلات وكنت اتحدث الى الوردة الحمراء ومرات افيق من سكري خجلا.

وفي التوقيت احيانا كانت هناك امرأة تتردد على المطعم بصحبة رجل كبير في العمر لتناول العشاء ، سألت عنهما فقيل انه زوجها  و قد يخيل للناس انه والدها ، وكنت الاحظ من طرف عيني انها تنظر الي وعندما تلتقي الأعين ادير وجهي  وتكرر هذا المشهد عشرات المرات ولكن دون ان نتحدث ابدا  ، ثم غابت  وكنت اشرب  وكأني ابحث عن مجهول ،

هل كنت اعزب

ـ نعم انني كنت اعزبا فلا طول سيرة دعني اكمل القصة .

شهران غابت  ولم اقطع الأمل وعادت ولكن هذه المرة لوحدها و كانت تلبس الأسود وما ان جلست على الكرسي حتى طلبت من خادم الطاولات في ان يأتيها بوردة حمراء و بدوري قلت  بصوت عال حتى اسمعها هل عندك ورد اسود يا انترانيك

فضحكت ، ومن ذاك الزمن منذ اكثر من خمسة واربعين سنة وهي على ذمتي ولم تنجب اولادا ، انها هناك في حمص في بيت عائلة الخباز، بشرفك اليس الورد جميل.

جورج شمالي