عبد الوهاب البيروتي

 

شارع الغرائب ، هو شارع البورصة وعلى الرصيف المقابل لنقليات الغزال كان هناك موقف لسيارات النقل التي تقل الركاب الى مصايف عاليه وبحمدون وصوفر وغيرها من البلدات ، وكان هناك ايضا رجل في العقد الثالث من عمره طويل القامة تبدو عليه علامات الفقر واخذ يتمشى من زاوية محل الناكوزي حتى محل نقولا عبد الجليل يستوقف المارة ويسألهم وكما يبدو من اشارات ايديهم انهم يعتذرون له ومنهم من يمشي بدون اجابة بل ينظرون بريبة ، زاد هذا المشهد فضولي  وصممت ان اعرف ماذا يقول هذا الإنسان الى الناس ، نزلت من مكتبي  ومررت امامه مرتين وثلاث ولكنه لم يستوقفني وكان يستوقف غيري فأغتظت منه وسألته بربك ماذا تسأل  فقال يا سيدي انني اعرفك انك لا تأبه للفن والفنانين انما انا فنان  صوتي يضاهي صوت الملك محمد عبد الوهاب انني اتوسل للناس كي تسمع الجندول والنهر الخالد وعندما يأتي المسا من فمي ، والله اذا سمعته ستقول هذه نسخة مصورة عن الملك
ـ وهل تحب عبد الوهاب؟

ـ انني مغرم بالحانه وصوتي مثل صوته، انهم لايقدرون الفن ياسيدي، والفرق بيني وبين عبد الوهاب كونه هو غني وانا فقير

فصافحته ووعدته انني سأسمع صوته يوما

وذات ليلة من ليالي لبنان الصاخبة في الجبل وفي احدى مقاهى ضهور الشوير وبينما كان انتباهي كله عند جليسي وهو يحدث ويدي على كأس العرق المثلج شاهدت وسمعت وطربت لعبد الوهاب البيروتي ، وذات مرة رأيت صورته في جريدة الشبكة وتحتها تعليق لجورج جرداق يقول فيه لقد شاهدت عبد الوهاب وسمعته ليل امس من فم شاب من بيروت.

جورج شمالي