المقبرة الفرنساويّة

  

أول ما أنشئ من المدافن في هذه المحلة، المدافن التي تضمّ قبور جنود الحلفاء الذين قتلوا بالقرب من بيروت عند احتلالهم لهذه المدينة في الحرب الكونيّة الأولى، وكان هذا الاحتلال في أواخر شهر أيلول عام 1918م.

فعندما دخل الحلفاء بيروت في ذلك التاريخ اختاروا قطعة أرض تقع بالقرب من أملاك آل جلول بطرف غابة الصنوبر إلى الجهة الشرقيّة من محلة صبرا الحاليّة، وجعلوها مقبرة لقتلاهم حيث ما تزال على ما هي عليه حتى اليوم، بعضها خاص بالجنود المغاربة المسلمين وبعضها للجنود الفرنسيين، وفيها قسم خاص بجنود الهند الصينيّة وآخر للجنود الإنكليز والأستراليين، وقد اشتهرت هذه المدافن بمجموعتها عند الناس باسم المقبرة الفرنساويّة، وهذه المدافن مفصولة عما حولها بأسوار غير مرتفعة ويعتني بها أشخاص معيّنون من قبل الحكومتين الفرنسيّة والإنكليزيّة، وفي أيام الانتداب الفرنسي كان القنصل الفرنسي ونظيره الإنكليزي يضعان عليها الأكاليل في الذكرى السنويّة لتوقيع الهدنة التي وضعت حدًّا للحرب المذكورة.