الجـولان   

* لمحة عن تاريخ الجولان:

الجولان من الناحية الطبيعية امتداد لسفوح جبل الشيخ (حرمون) بالنصوص القديمة يقع في القسم الشمالي من مجرى نهر الأردن بين سفوح جبل الشيخ ونهر اليرموك / هيرو ماكس  HEROMAX بالمصادر اللاتينية واشتهرت المنطقة بغنى أرضها ومراعيها .

وقد قامت بها منذ القدم مواقع ومدن حصينة مثل بانياس و فيق .

أما بانياس فيقوم في جوارها تل القاضي (دان) وهي / لايش / الكنعانية والأرجح أن بانياس كانت عاصمة لمملكة آرامية هي / بيت رحوب / وارتبطت المنطقة بالكنعانيين والاموريين ثم الآراميين وفي دان آثار معبد الإله / حدد / الآرامي كما ذكرت فيق في كتب التاريخ وتحدث الجغرافيون الاغريق والعرب عن اهميتها الاستراتيجية .

* الجولان جغرافياً:

جاء في لسان العرب (جول) : جال في الحرب جولة، وجال يجول جولاناً
والجولان : التطواف. وفي التهذيب الجولان: قرية بالشام. وفي المخصص: الجولان : جبل بالشام، ويقال فيه: حارث الجولان، وحارث: قمة من قممه والجولان أرض. والجولان في القاموس المحيط : ماتجول به الريح من تراب وحصى وأعشاب، وكلها عناصر وافرة فيه، وفي المنجد الجغرافي : سميت الهضاب شرقي الأردن بالجولان لنوعية الأتربة التي تسفها الرياح ولكثرة ماجرى عليها من معارك وحروب وفي بداية العصر الروماني كانت المنطقة تعرف باسم أرض الجولان )جولانيتد)، وقد ورد اسم الجولان في أشعار العرب قبيل الاسلام .

حيث قال النابغة الذبياني في رثاء احد امراء الغساسنة العرب في الجولان :

 

 فآبَ مضلّوهُ بعينٍ جليّـــــةٍ وغودرَ بالجولان حزمٌ ونائل
بكى حارثُ الجولانِ من فقدِ ربهِ

 وحورانَ منه موحشٌ متضائلُ

                    

                     

* السياحة في الجولان:
مما يلفت النظر في الجولان تنوع السياحة لموقعه الجغرافي ونقطة التقاء بلاد الشام الأربعة- فمن أقصى شماله ، حيث أعلى قمة جبلية في سورية، إلى أقصى جنوبه ، حيث أخفض نقطة فيه (منطقة الحمة)، يتغير المناخ وتتنوع الزراعات تبعاً لذلك ، وتتعدد المناطق الحراجية والمروج الجميلة والأودية الغناء، لتكثر مع الأهمية التاريخية والتنوع الحيوي في هذه المنطقة المطلة من علو على فلسطين وبحيرة طبرية المنتجعات الصيفية والشتوية على حد سواء.
* الآثار في الجولان:
تعتبر محافظة القنيطرة من أغنى و أثرى المحافظات السورية بالآثار المنقولة و غير المنقولة والتي تتحدث عن أرض الجولان أرض البطولات منذ فجر التاريخ حتى هذا اليوم وهذه الآثار تتحدث عن فعاليات سكان الجولان على مر العصور التاريخية المتعاقبة وفي مختلف الميادين النضالية دفاعاً عن أرض الوطن و صون حريته وكرامته صمودا وتشبثاً بأرض الآباء والأجداد فكانت عمارة الحصون والقلاع .. وكان إبداع روائع الفن في جميع المجالات في النحت في الفسيفساء في الآثار الزجاجية والفخارية والمعدنية والعاجية والحلي والنسيج و صك النقود و بناء الأقنية وحفر الآبار وأحواض المياه حيث ارتبطت هذه الفعالية النشطة ارتباطاً وثيقاً بكافة أشكال التبادل التجاري وما يتبع ذلك من علاقات دولية آنذاك الآمر الذي جعل من منطقة  الجولان محطة هامة جداً في جميع المجالات العمرانية و الثقافية  و المدنية / متحضرة على مر العصور.

* عدوان الخامس من حزيران 1967 وآثاره في الجولان:

استمراراً  للسياسة الصهيونية التوسعية و بعد اغتصابها فلسطين. قامت القوات الصهيونية بشن عدوانها المفاجئ على الأمة العربية في صبيحة الخامس من حزيران 1967 بدعم و تأييد كاملين من حلفائها .

وبعد العدوان اللإسرائيلي على الجولان السوري عام 1967 أصدر مجلس الأمن القرار رقم 242 لعام 1967 طالب فيه الأطراف كافة بوقف العمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الجولان . وفي سبيل الوصول إلى هدف  إخلاء الأرض من سكانها مارست القوات الصهيونية أبشع الأساليب ، ومنها القتل الإرهابي الجماعي أو الفردي اختياراً كما تم في بعض القرى مع ممارسة مختلف أشكال الضغط والمضايقة النفسية والاقتصادية وقد تأكدت هذه الأساليب لعديد من اللجان الدولية منها لجنة التحقيق السداسية الدولية في آب 1969 ولجنة التحقيق الثلاثية في نيسان من عام 1970.

وهكذا احتل الإسرائيليون عام 1967 محافظة القنيطرة باستثناء /24/ أربع وعشرين قرية /15/ منها تقع في ناحية خان أرنبة والباقي في ناحية الخشنية عدا واحدة(صيدا) كانت تتبع لمركز منطقة فيق.

 

* السياسة الإسرائيليّة في الجولان:

إن إسرائيل ومنذ عدوانها الغاشم في الخامس من حزيران عام 1967 والذي احتلت فيه الجولان العربي السوري , وقيامها بطرد السكان العرب السوريين منه بالقوة واقتلاعهم من أراضيهم ومدنهم وقراهم وإرغامهم على النزوح إلى عمق الجمهورية العربية السورية مازالت تسيطر على الجولان ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة سواء منها القرار /242/ لعام 1967 الصادر عن مجلس الأمن والذي ينص على الانسحاب الإسرائيلي من الجولان وكذلك القرار /338/ لعام 1973 واللذان يستندان إلى مبادئ الأمم المتحدة التي تنص على عدم جواز احتلال أراضى الغير بالقوة.
ولم تكتف إسرائيل بذلك بل قامت بضم الجولان إلى كيانها المصطنع بموجب القرار الذي رفضه المجتمع الدولي والذي صدر عن الكنيست الإسرائيلي بتاريخ 14/ 12 /1981وقد أعلن بيجن رئيس حكومة إسرائيل آنذاك بأننا لن نتخلى عن الجولان و لن نزيل أي مستوطنة أقيمت فيها ) كما إنها مارست كل أشكال التمييز العنصري ضد أبناء الجولان المحتل الذين يعيشون في مجدل شمس ـ بقعاتا ـ مسعدة ـ عين قينية ـ الغجر والبالغ عددهم حوالي ( 23000) نسمة حيث حاولت بالضغط والإرهاب والقمع فرض الهوية الإسرائيلية عليهم متجاهلة كل القرارات ومبادئ واتفاقيتي لاهاي لعام 1899 ـ وعام 1907 و(اتفاقية جنيف) والخاصة بكافة حقوق الإنسان كما رفضت قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي يعتبر ضم الجولان إلى إسرائيل باطلاً و لاغياً وليس له أي أثر قانوني .