حـمص   

تعتبر ثالث مدينة سورية من حيث عدد السكان والأهمية بعد دمشق وحلب، تقع في الجزء الغربي من وسط سورية، وعلى الطريق بين دمشق وحلب وتبعد(160) كم عن العاصمة دمشق وهي مركز أكبر المحافظات السورية تحمل اسمها(حمص) منذ عام1931 م، وتعد بموقعها المتوسط همزة الوصل بين المناطق الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية، وترتفع عن سطح البحر(508).

يبلغ عدد سكانها800 ألف نسمة، وعدد سكان محافظتها نحو2,5 مليون نسمة وتبلغ مساحتها42218 كم أي نحو أربعة أضعاف مساحة الجمهورية اللبنانية، وتعد سوقاً للبادية السورية وهي مركز مهم للزراعة كزراعة الحبوب والخضار والقطن والشمندر السكري، كما أنها مركز صناعي يهتم بصناعة المنسوجات وهي غنية بالمعامل والمصانع وفيها مصفاة للنفط.

سوق الدبلان في حمص

* أهم المعالم الأثرية في حمص:

قلعة حمص تقع في تل ارتفاعه 32م. وفيها برجان يعودان إلى العهد الأيوبي وتعود بقية تحصيناتها إلى العهدين المملوكي والعثماني. ولعبت القلعة دوراً مرموقاً في التاريخ خاصة في عهد الدولتين الزنكية والأيوبية وكذلك المماليك وسور حمص والذي كان له سبعة أبواب اندثرت، وفيها مجموعة من الجوامع الأثرية كجامع الدالاتي وجامع الخليفة عمر بن عبد العزيز (وفيه قبره) ومسجد أبي ذر الغفاري، أما أشهر الجوامع على الاطلاق فهو جامع الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه وفيه ضريحه وجامع النوري الكبير وكان معبداً وثنياً ثم تحول بعد الفتح الإسلامي إلى مسجد رممه وجدده الملك الزنكي محمود نور الدين فحمل اسمه(النوري).

جامع الصحابي الجليل خالد إبن الوليد

وتتركز حول هذا الجامع الحمامات الشهيرة بالإضافة إلى العديد من الأسواق والخانات القديمة، وفي حمص مجموعة كنائس قديمة منها كنيسة ما زالت آثارها قائمة في حي آل الزهراوي يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي وكنيسة السيدة أم الزنار ويعود تاريخ بناء هيكلها إلى القرن الخامس الميلادي. أما الآثار في المدن التابعة لمحافظة حمص فهي كثيرة جداً منها مدينة تدمر الصحراوية الشهيرة وفي منطقة تلكلخ قلعة الحصن ودير ماجرجس ونبع الفوار المقدس وفي منطقة القصير تل النبي مند وطواحين وجسور وقناطر وفي منطقة الرستن كهوف أثرية وأقنية رومانية والقبو الأبيض وفي منطقة المخرم قصر الشندفيان.

* تاريخ حمص:

هي مدينة مغرقة في القدم سكنها الإنسان الحجري منذ (50) ألف عام ق.م. وتعاقب على سكنها الأموريون والحثيون والفينقيون والآراميون واليونان والرومان والعرب والأتراك، كما ورد ذكر حمص في التوراة أكثر من مرة، وقرب حمص وقعت معركة قادش التي انتصر فيها رمسيس الثاني على الحثيين وعندها هزم أورليان الملكة زنوبيا في 272 م وأصيبت حمص بزلزالين مدمرين في 1127/1307 م وفي عام 80 ق.م. ظفرت حمص باستقلال إداري إذ حكمت من قبل ملوكها المحليين من أسرة سمسيغرام (80 ق.م/79 م) الذي بلغت حمص في عهدهم أوج الإزدهار ثم عادت حمص ودخلت تحت الحكم الروماني واستقلت أسرة السميذع العربية في تدمر وحكمت سورية أيام أذينة الثاني (245 ـ 226) وزوجته زنوبيا ثم حكم حمص الغساسنة العرب برعاية البيزنطيين، وعرفت حمص في عهد الخلفاء الراشدين شأنا عظيما حيث كان فتح حمص في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبقي لحمص مركزها المرموق طيلة عهد الأمويين ومطلع عهد العباسيين، ثم انحطت مكانتها السياسية لأنها كانت بين آونة وأخرى تعلن العصيان وتشعل الثورات ضد العباسيين وولاتهم فلا تحصد إلا الحزاب والدمار.

ولما جاء الصليبيون عجزوا عن الاستيلاء عليها، لدفاع أهلها عنها ولما استولى تيمورلنك (القائد التتري) على بلاد الشام مرَّ بمدينة حمص فلم يدمرها أو يستبيحها كما فعل ببقية المدن السورية بل وهبها لجثمان الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه الثاوي فيها قائلاً: (يا خالد إن حمص هديتي إليك أقدمها من بطل إلى بطل) وشتان بين الثرا والثريا، وفي الحرب العالمية الأولى شارك عدد من أبنائها في الثورة العربية وعلق جمال باشا ثلاثة من أبطالها على أعواد المشانق (دمشق 6 أيار 1916 ) هم: الشيخ عبد الحميد الزهراوي والمحامي رفيق رزق سلوم والدكتور عزة الجندي.