متيم الهشامية

 

اما (متيم الهشامية) فقد تعلمت الادب والغناء في البصرة على يد مجموعة من الاساتذة المرموقين مثل (ابراهيم الموصلي) وابنه (اسحاق) اضافة الى اكتسابها الكثير من الخبرة والمعرفة العلمية من الفنانة القديرة (بذل) صاحبة الالحان الخالدة والتي كانت موسوعة حقيقية للغناء العربي، فكان تأثيرها على (متيم) تاثيراً عميقاً لايمحى وكانت هذ المغنية من احسن الناس وجهاً وغناءً وادباً، اضافة الى قرضها الشعر الذي كان بالنسبة لها متنفساً حقيقياً وتعبيراً صادقاً عن خلجات نفسها ومشاعرها الفياضة.

 

ومن المشهور عنها ان المأمون كان يهواها كثيراً ويرتاح الى سماع صوتها الجميل فكان يبعث اليها فتجيئه وتغني الكثير من الاصوات الرائعة التي تبدعها بكل مقدرة وحرفية، وعن اهميتها في الحياة الموسيقية آنذاك يحدثنا (الاصفهاني) في كتابه (الاغاني) فيقول:

ذكر محمد بن الحسن الكاتب ان الحسين بن يحي بن اكثم حدثه عن الحسن بن ابراهيم بن رياح قال: سألت عبد الله بن العباس الربيعي: من أحسن من ادركت صنعة؟ قال: اسحاق, قلت: ثم من؟ قالت:علوية,قلت: ثم من ؟ قال: متيَّم, قلت : ثم من؟ قال: ثم انا, فعجبت من تقديمه متيماً على نفسه، فقال: الحق احق ان يتبع، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على المكانه المرموقة التي حازتها هذه الفنانة القديرة بكل جدارة واستحقاق.


ومن اجمل الاصوات التي غنتها (متيم) في حضرة(المعتصم) والامير الموسيقار (ابراهيم ابن المهدي) هذا الصوت الذي يقول:

      لزينب طيف تعتريني طوارقه هدوًّا اذا ما النجم لاحت لواحقه


وقد اعجب الموسيقار (ابراهيم بن المهدي) في هذا الصوت كثيراً وظل يتحايل حتى اخذه من ضاحيته فيما بعد وهي تطرحه على جواري (علي بن هشام) وقال لها بعد ان اخذه خلسة منها: قد أخذناه بلا حمدك.


اما (اسحاق الموصلي) فقد كان معجباً بابداع هذه الفنانة القديرة بشكل لايوصف حتى انه ذات مرة وكان قد سمعها تغني صوتاً جميلاً قال لها:

   انت انا فانا من يريد انها قد حلت محله وساوته