نادرة أمين مصطفى

        

ولدت المطربة والملحنة نادرة أمين في اليوم السابع عشر من يوليو عام 1906 في حي عابدين بالقاهرة من والد مصري من بلدة رشيد، يرجع أصله إلى أسرة شتا المعروفة هناك، ومن أم لبنانية الأصل، ومن أجل هذا كان أغلب الناس يعتقدون أن نادرة شامية الهوية.

أصبحت نادرة يتيمة تقريبا وهي في الثانية من عمرها، إذ رحلت أمها في الخامسة والثلاثين من عمرها، وكان والدها قد سافر من قبل إلى أميركا وتزوج وأنجب من زوجته هناك وهنا تولت عمتها وجدتها لأبيها تربيتها.


أحبت نادرة أمين الغناء وهي بعد تلميذة بالمدرسة الإبتدائية، وكانت تهرب مع بعض زميلاتها إلى حديقة كانت قريبة من منزلها، وتغني لرفيقاتها، وتستمع بتصفيقهن وإعجابهن، وعندما تعود نادرة متأخرة عن موعد المدرسة تنال علقة ساخنة من عمها.


اضطرت الأسرة لتزويج نادرة أمين في سن الثالثة عشرة، ولكنها هربت بعد ستة أشهر من الزواج فطلقها زوجها لأن الفن كان يشغل كل حياتها.


كانت نادرة أمين تحفظ أغاني الشيخ سيد الصفتي ولياليه ومواويله، ثم أحبت السيد درويش من أسطواناته التي سجل عليها أدواره الخالدة، وكانت نادرة تحتفظ بهذه التسجيلات التي تعتبرها مراجع ثقافتها الفنية، وقد أحبت أغاني أم كلثوم، وظلت تمارس هوايتها للغناء في حفلات الأسر حتى لقيت عاف الكمان المعروف سامي الشوا في إحدى هذه الحفلات الأسرية، واستمع إلى صوتها وشجعها على احتراف الغناء.


درست نادرة أمين العزف على العود على يد موسيقي يدعى يوسف عمران، وكان له صوت حسن، وجعل يعلم نادرة أمين كيف تغني لموشحات مع فنان اسمه البطش، ووقف سامي الشوا بجانبها حتى غنت في حفلة عامة على مسرح رمسيس المعروف الآن باسم مسرح الريحاني، كان ذلك في أوائل الثلاثينيات.


تصادف وجود أمير الشعراء أحمد شوقي بك ومعه الفنان الكبير محمد عبد الوهاب، واستمعا إلى نادرة في هذه الليلة تغني الموشح المعروف "ما احتيالي يا رفاقي" من لحن أحمد أقبيل المعروف في الوسط الفني باسم أبو خليل القباني الدمشقي، وكانت تعزف على العود مع التخت في هذا الحفل.


وفي عام 1932 قامت ببطولة فيلم أنشودة الفؤاد أمام العملاق جورج أبيض، والمحامي الهاوي عبد الرحمن رشدي والشيخ زكريا أحمد الذي لحن غنائيات الفيلم، كما قام بدور بسيط "دور اللص" ولكنه نجح فيه نجاحا كبيرا.


من أهم غنائيات فيلم أنشودة الفؤاد التي كتبها شاعر القطرين خليل مطران ولحنها زكريا أحمد: "يا بحر النيل يا غالي، قصيدة أمسعدى أنت في مرادي يا أيها البلبل الحنون تنشد أنشودة الفؤاد".


بعد نجاح نادرة في فيلم أنشودة الفؤاد سافرت إلى المغرب والعراق.

 
ومن أشهر غنائياتها الدينية بالإذاعة دعاء "يا رب هيئ لنا من أمرنا رشدا" وهي من تلحين نادرة نفسها على الخطوط اللحنية القديمة للحن الشيخ أبو العلا محمد.


ساهمت نادرة في الأغاني الوطنية، ففي عام 1948 غنت للجيش المصري وهو ذاهب إلى أرض فلسطين، وفي أوائل ثورة 23 يوليو.


وقد رحلت نادرة أمين في الرابع والعشرين من يوليو عام 1990 بعد احتفالها بعيد ميلادها الرابع والثمانين بسبعة أيام تماما وبكل أسف كانت جنازتها بسيطة جدا مشى فيها عدد أقل من أصابع اليد الواحدة.