الشيخ يوسف خفاجى المنيلاوي

               

ولد المطرب الكبير الشيخ يوسف خفاجى المنيلاوي عام 1850 بمنيل الروضة بالقاهرة، وكان والده يعمل فلاحا بالزراعة، تقيأ ورعا، وعلى ذلك فقد أدخل ابنه يوسف مكانت تحفيظ القرآن، على أمل أن يصبح من علماء الدين.


لكن يوسف المنيلاوي قد أحب الإنشاد الديني، وخاصة سماعه للشيخ المسلوب، والشيخ خليل محرم، ثم ظهر نبوغه في هذا الفن، بالإضافة إلى أنه كان يتمتع بصوت جميل رخيم، وبعد أن اشتهر يوسف المنيلاوي كمطرب ومنشد، وخاصة في غنائه لأدوار محمد عثمان وعبده الحامولي، وكان يوسف المنيلاوي قد عاصرهما في أواخر أيامهما.


ثم بدأ الشيخ يوسف المنيلاوي في تلحين القصائد، وذاعت شهرته في تلحينها وغنائها، وأصبح قبلة الأنظار والأسماع في أفق الفن الموسيقي المصري، حتى وصل أجره إلى 100 جنيه في الليلة، ولما طبعت أغانيه على أسطوانات عام 1908 كان يكتب له لقب خاص هو (سمع الملوك).


ومن أهم القصائد الدينية التي غناها الشيخ يوسف المنيلاوي قصيدة "سلطان العاشقين" الحسن بن عمرو بن الفارض: (ته دلال فأنت أهل لذاكا).


وبالرغم من أن المغني أو المطرب في وقته كان غير محترم بين علية القوم، إلا أن الشيخ المنيلاوي كان كريما عفيف النفس، عالي الهمة، شديد التمسك بكرامته، وكانت له عربة فاخرة يجرها فرسان. 


وسافر المنيلاوي إلى الأستانة فأرحز نجاحا كبيرا، وأعجب به السلطان عبد الحميد فقربه إليه، وكان يصحبه معه في صلاة الجمعة، كما أنعم عليه ببعض النياشين. وكان رغم أرباحه الطائلة عن طريق الغناء، يعمل في تجارة القصدير، ولو أ،ه لم يترك ثروة ذات قيمة.

ومن أشهر أغانيه "جددي يا نفس حظك" و"قبل ما هوى الجمال" و"فتكات لحظك" و"حامل الهوى تعب". ولعل أشهر أغانيه كانت أغنية "البلبل" والتي كان إذا طلب منه أصحاب الفرح ما أن يغنيها، اشترط عليهم أن يدفعوا له 20 جنيها ذهبيا فوق قيمة العقد الذي كان في الغالب 100 جنيه.


ولقد سجل المنيلاوي بعض أغانيه على اسطوانات في الفترة ما بين 1908 و1910 مع شركتي عمر أفندي وجرامفون. وفي السادس من يونيو عام 1911 رحل الفنان المطرب والملحن الشيخ يوسف خفاجى المنيلاوي بعد أن ترك ذكرى طيبة في عالم الغناء. ففي أسرته نبغت في عالم الغناء السيدة إجلال المنيلاوي من بطلات فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية التراثية التابعة للمعهد العالي للموسيقى العربية بأكاديمية الفنون.