الواجد

قال تعالى: وإن من شيءٍ إلا عندنا خزائنه .. "21" (سورة الحجر)

قيل: الواجد الذي لا يضل عنده شيء، ولا يفوته شيء. وقيل: الواجد مأخوذ من الوجدان بمعنى العلم الناشئ عن الوجدان. ويقال: وجدت فلاناً فقيهاً. أي: علمت كونه كذلك. وقيل: الواجد هو الله، يجد كل ما يطلبه ويريده، ولا يعوزه شيء من ذلك، ولا يعجزه شيء، ولا يفوته شيء. فهو الواجد للحركة مع نفاذ أمره؛ لأن أمره في كينونته، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، ومادام عنده مفاتح الغيب فهو صاحب الإيجاد والإمداد.

ويقول الحق سبحانه وتعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو .. "59" (سورة الأنعام)
هو رب الإيجاد فقد خلقنا من العدم، وأوجدنا ولم نكن شيئاً مذكوراً. يقول الحق سبحانه: هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً "1" (سورة الإنسان)
ويقول: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "28" (سورة البقرة)

وهو رب الإمداد، يقول الحق: أمدكم بما تعلمون "132" أمدكم بأنعامٍ وبنين "133" (سورة الشعراء)

وهو رب الخلود، يقول الحق سبحانه: فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه "19" إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه "20" فهو في عيشةٍ راضيةٍ "21" في جنةٍ عاليةٍ "22" (سورة الحاقة)

كما يقول: وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه "25" ولم أدر ما حسابيه "26" يا ليتها كانت القاضية "27" ما أغنى عني ماليه "28" هلك عني سلطانيه "29" (سورة الحاقة)

إذن: إن حياة الخلود إما إلي جنة أبداً، أو إلي نار أبداً. وهو الواجد لكل ما في الكون، وما وراء الكون، وفوق الكون، فهو المحيط بمدد، وهو على كل شيء قدير.

[ عودة للقائمة الرئيسيّة ]