نوري          

 نوري    

أهل نوري ملوك وشيوخ استقروا في هذه القرية منذ زمن بعيد مكونين هذه القرية القديمة من بقايا حضارة كرمة وذلك عن طريق النزوح أولاًَ الى قرية حبراب (برجة) متتبعين مجرى النيل حتى استقروا في منتصف الجبل الجنوبي في نوري، وهي من أقدم البلاد على الضفة الشرقية للنيل.

سمى نوري ( بنوري جبل عيسى) نسبة لهذا الشيخ الذي أتى وسكن في أعالي الجبل الجنوبي وذلك نسبة لأن مستوى البحر "النهر" كان عالياًَ بمعنى أن الأراضي كانت مغمورة بالمياه، وكانت معيشتهم عن طريق المراكب الشراعية التي كانت ترسو عند مستوى البحر على الجبل، وفى الزمن القريب بعد انخفاض مستوى البحر سكنوا في أسفل الجبل.

نوري قرية صغيرة تحدها من الشمال مشكيلة ومن الجنوب شرق فاد وما جاورها وقرية نوري تعدادها في حدود (500) شخص وعدد بيوتها في حدود (100) منزل، وهى قرية تشارك مشكيلة في المدارس والمستوصف الصحي ومشروع المياه، كما تشارك مشكيلة جنوب المشروع الزراعي التعاوني منذ عام 1954م، ونوري بها نادى اجتماعي وخلوة ومحو أمية للجنسين وروضة أطفال.
والحياة في نوري قديمة قدم الزمان وتشتهر نوري بالجبلين حيث الجبل الجنوبي والجبل الشمالي بالقرب من النيل مباشرة، وهذان الجبلان علامة مميزة لقرية نوري، وتشتهر نوري في السياحة والآثارات حيث توجد آثارات قديمة جداًَ في الجبلين وقد كانت في قديم الزمان مزاراًَ للأجانب من أجل معرفة تلك الآثارات.

الجبل الشمالي كان خالياًَ من السكان نسبة لانخفاض ما حوله وكان مغموراًَ بالمياه في السنوات السابقة أما الجبل الجنوبي فهو مشهور حيث كان يسكن فيه السكان قديماًَ على ثلاث مراحل، في منتصف الجبل من الجهة الغربية والشمالية ثم نزلوا قليلاًَ وسكنوا عند مرتفع الجبل في نفس الجهات وبعد ان استقر مستوى المياه نزلوا إلى الأرض حول الجبل.

بخلاف الجبل الجنوبي والشمالي هناك جبل ثالث تشتهر به نوري وهو جبل الحاج سليمان ويوجد في الخلاء في أقصى الجنوب الشرقي من القرية .

والأسر في نوري متداخلة جداًَ وتعتبر أسرة واحدة تقريباًَ حيث جمع أسرة أرو محمد وفاضل محمد والشيخ نصر بخيت والشيخ عيسى جميع الأسر.

كانت نوري تشتهر بسواقيها العامرة حيث كان الخير كثيراًَ ففي زمن السواقي كانت زراعة ( القمح ) الذرة، الذرة الشامي، الشوفان، الدخن، القرطم، السمسم، وكانت نوري تشتهر بزراعة القطن والخضروات والبهارات .

توجد بعض الآثارات في نوري عند الجبلين حيث توجد فوق الجبل الشمالي ويقال ان هذا الجبل (جبل ناري)، وفى هذا الجبل كتلة حجر عبارة عن باب يوجد فيه مكان للمفتاح وبعض الكتابات الهيروغلوفية ويوجد بالداخل غرفة صغيرة عبارة عن مطبخ ومكان يوجد فيه أدوات منزلية.

بينما الجبل الجنوبي فعلاًَ هو جبل الآثارات حيث توجد بيوت أهل نوري في قديم الزمان وبعض الآثارات من علامات أرجل وأيادي وبعض الرسومات والكتابات، ويقال أنه يوجد نفق تحت الأرض أو تحت البحر الحالي بين هذا الجبل وجبل كسل في البر الغربي (تنقار).

-   قبة فقير حسين: هذه القبة معلم من معالم نوري المحس، هذه القبة قديمة ومنذ سبعة قرون. 

- ليمون شمت: قبل انتشار الجنائن في المنطقة كان هنالك وفود تأتى من مختلف المناطق (قرى المحس) من جدي وحبراب وأردوان وشرق فاد وتنقار لأخذ الليمون من نوري حيث كان يشتهر ليمون شمت أمين في (كدن تاوا) وحتى في المدرسة الابتدائية كان يدرس في الجغرافيا ان نوري تشتهر بالليمون .