إن التدابير العسكريّة التي لجأت إليها سلطات بيروت المصرية نجحت في حماية سور بيروت من أن تقتحمه شراذم العصاة الذين تداعوا عليه من قرى جبل لبنان القريبة من المدينة، ولكن هذه التدابير بقيت دون مستوى الصمود أمام البوارج المتحدة التي كانت ترابط بالقرب منها تحت رايات النمسا وانكلترة، ومع ذلك صمّم المصريون على الإستمرار بالمقاومة ما بقي من سور بيروت حجر على حجر، وهكذا أصبحت بيروت تعيش وراء سورها في حالة حصار ابتداءً من صبا يوم السابع من آب سنة 1840م، ضاعف الحلفاء هجماتهم على السور بكل ما ملكت أيديهم من وسائل القتال ، ولكن جميع الهجمات فشلت دون أن ينالوا غايتهم من اقتحام المدينة بفضل خمسين جندياً ألبانياً من جنود محمد علي باشا الذين استطاعوا لوحدهم صد الآلاف من المهاجمين دون أن يحتاجوا إلى تدخل العساكر النظامية إلى جانبهم.