الطيبة

الطيبة إحدى قرى بني سالم الأربعة وهي:الطيبة ودير جرير ورمون وكفر مالك، وبنو سالم بطن من خدام من القحطانية . 

تقع الطيبة إلى الشمال الشرقي من رام الله وتبعد عنها حوالي 15 كيلومترا ، بناها الكنعانيون ودعوها عفره بمعنى غزاله ، وفي العهد الروماني سميت Aphairema وأيام غزو الإفرنج لبلادنا ذكروها باسم Afruon وكانت تسمى افرام أيام زارها المسيح عندما التجأ إليها بعد أن قام اليعازر من بين الأموات كما ورد في إنجيل القديس يوحنا الإصحاح الحادي عشر عدد 53 و54 : " من ذلك اليوم ( أي اليوم الذي قام المسيح اليعازر من بين الأموات ) قرر اليهود أن يقتلوا يسوع فلم يعد يتجول بينهم جهارا بل ذهب إلى مدينة اسمها افرايم تقع على بقعة قريبة من البرية حيث أقام مع تلاميذه : أقام الصليبيون فيها قلعة حصينة وكنيسة موقعها يعرف اليوم باسم الخضر . 

أما مساحة أراضيها فبعض المصادر تقول بأنها 20231 دونما وبعضها يقول بأنها 24000 دونما، غرس الزيتون في 1315 دونما وهذا هو الزيتون القديم ، أما الزيتون الذي كان مزروعا مع كروم التين والذي أصبح الآن كله من أشجار الزيتون بعد أن تلاشت كل كروم التين فإن عدد الدونمات المزروعة بالزيتون الان اكثر بكثير من 1315 دونما السابقة الذكر . 


يجاور أراضى الطيبة أراضي دير جرير، سلواد، عين يبرود، رمون وقضاء أريحا، اما ما يحيط بها عدة مدن وقرى فمن الشمال دير جرير وكفر مالك والمزرعة الشرقية ومن الجنوب رمون ودير ديوان ومن الشرق أريحا والعوجا والنويعمه ومن الغرب سلواد وعين يبرود وبتين وكما هو معروف فان الطيبة مبنية على جبل مقدار ارتفاعها 915 مترا عن سطح البحر وترتبط بطريق معبد مع رام الله يستمر مع طريق آخر إلى أريحا يبلغ طوله 23 كيلومترا.


كان في الطيبة عام 1922 ، 961 نسمة وفي إحصاء عام 1931 ارتفع عددهم إلى 1125 شخصا ، وفي عام 1945 قدروا بـ 1330 شخصا ، وفي تعداد عام 1961 ارتفع العدد إلى 1677 نسمة، أما عددهم الآن فلا يتجاوز الألف نسمة بعد أن تشتت أهالي فلسطين نتيجة استعمارها واحتلالها من قبل الصهاينة فيما بعد منذ خمسين عاما مما اضطر أكثرية سكانها النزوح طلبا للرزق . لقد بدأت هجرة أهالي الطيبة ابتداء من بداية هذا القرن الذي شارف على نهايته. 

الطيبة كأي قرية فلسطينية كانت في السابق تعتمد على الزراعة إذ كان أهلها يعيشون مما تصنعه أيديهم، كانوا يزرعون الشجار المثمرة أهمها شجرتا الزيتون والتين، وكانوا يزرعون الحبوب ويربون المواشي وكانوا لا يحتاجون إلى الغذاء، إذ كل شيء كان متوفرا، اللحوم والخبز .


* تاريخ الطيبة منذ البدايات : 

لقد جاء الفرس إلى فلسطين والبلدان المجاورة في شبه الجزيرة العربية التي لم تكن صحراء كما هي عليه الآن بل كانت الأودية الجافة في شبه الجزيرة أنهار عظيمة عندما كان المطر يهطل عليها طوال السنة وعندما تغير المناخ ما بين سنة 35000(خمسة وثلاثين آلف و 12 ألف قبل الميلاد) بدا نزوحهم إلى البلدان المجاورة : العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وإذا علمنا أن أريحا كانت مسكونة ما بين 8 آلاف و6 آلاف قبل الميلاد وإنها أقدم مدينة في العالم وإذا كان الكنعانيون قد أتوا إلى فلسطين قبل 4 آلاف سنة قبل الميلاد فان الطيبة التي بناها الكنعانيون تكون قديمة جدا. 


فإذا كانت الطيبة إحدى الممرات للذهاب للقدس فان صلاح الدين الأيوبي قد افتتحها هو الآخر ومر بها عندما ذهب لتطهير القدس من الصليبيين بعد أن هزمهم في معركة حطين سنة 1187 وكانت تسمى عفره آنذاك، وقد اشتمل الفتح على البلاد المعينة بعد وهي " طبرية ، عكا ، بيت جبرين ، بيت لحم ، صوبا ، سلع .

* الأماكن التاريخية في الطيبة:

بما أن المسيحيين تواجدوا في الطيبة منذ نشأة الديانة المسيحية فان اقدم ما فيها هي الكنائس. على أنقاض كنيسة الروم الأرثوذكس الحالية كانت قائمة كنيسة أتربة قديمة يرمي تاريخها إلى عصور المسيحيين الأوائل ، كما أن كنيسة الخضر الأتربة الموجودة حاليا قديمة هي الأخرى ، فجرن المعمودية الموجود في كنيسة الخضر يرمي إلى القرن السادس الميلادي، كما إن مقبرتها هي الأخرى مقبرة أتربة إذ لا يوجد في الطيبة أية مقبرة أخرى ، ففي جنباتها يرقد آباؤنا وأجدادنا منذ آلاف السنين. 

كما يوجد في مقبرة الطيبة مغارة تسمى مغارة مار إلياس، والأرض التي تقع إلى شرق المقبرة تسمى مار إلياس مما يدل على أن مار إلياس قد زار الطيبة هو الآخر وإلا لما كانت هذه التسمية : مغارة مارس إلياس والأرض المجاورة لها.
أما كنيسة اللاتين فبنيت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وهي الكنيسة التي هدمت لتبنى بجانبها كنيسة اللاتين الحالية (1861- 1871) ومن أماكنها الأثرية البوبرية ( التي أزيلت من الوجود اليوم ) وكان يجب الاحتفاظ بها إذ أن موقعها تاريخي واستراتيجي إذ أنها تقع في أعلى نقطة في الطيبة ، وما بنيت هي والبرج الذي بجانبها إلا لتكون موضعا لحراسة الجنود الصليبين في تحركاتهم إذ أنها بنيت في القرن الثاني عشر الميلادي البوبرية لمراقبة الطرق والبرج لإيواء الجنود والخيول والمؤن .

 ومن آثار الطيبة التاريخية موقع تشيليا الأثرى ومن اسمها يستدل ، إن هذه التسمية رومانية ، ربما كانت أحد الأماكن الدينية كدير كان يسكنها النساك في القديم. وقد أقيم على تلك البقعة الان مستعمرة صهيونية أسموها " ريمونيم " ولو وجد الصهاينة أي اثر يهودي لحولوا تلك المنطقة إلى معابد إسرائيلية .

ولان اسم الطيبة مشتق من الطيب، فلقد سميت بلدان كثيرة بهذا الاسم الطيب في بلاد الشام والتي هي فلسطين والأردن وسوريا ولبنان. فهناك أربع بلدات في فلسطين هي : بلدتنا الطيبة / رام الله، وطيبة المثلث المساه بطيبة بني صعب/ قضاء طول كرم، والطيبة في قضاء جنين، والطيبة في قضاء بيسان، وإذا علمنا أن الصهاينة قد دمروا جميع قرى قضاء بيسان ولم يبق منها سوى الطيبة لحسن حظها وقرية أخرى من ذلك القضاء واسمها كفر مصر ، وهناك طيبة في جنوب لبنان.