أريحا

 أريحا 

أقدم مدينة في العالم، يرجع أصلها إلى العصر الحجري ويقدر عمرها 7 آلاف سنة على الأقل. أصلها كلمة « يريحو» الكنعانية التي تعني القمر أو مكان الروائح العطرية. تنخفض392 متراً عن سطح واحة خضراء، تخترقها السيول وتكثر فيها عيون الماء. وفي الرواية اليهودية أن يوشع بن نون أسقط أسوارها بحملة عسكرية لم تتكرر، هي النفخ بالبوق. وفي الانجيل أن المسيح عليه السلام مر بها بعد أن تعمد في نهر الأُرْدُنّ في طريقه إلى القُدْس. وهي مدينة فلسطينية صغيرة في الضفة الغربية تبعد 37 كم عن القُدْس، 100 كلم عن غزة، ومنعزلة نسبياً عن بقية التجمعات السكانية في الضفة الغربية. وتعتبر من أكبر مدن الضفة الغربية من حيث المساحة، وقد بنيت عليها ثلاثة مستوطنات اليهودية. 


ويعتمد سكان مدينة أريحا على العمل في مستوطنات الخان الأحمر اليهودية، وفي الزراعة المتميزة والناجحة لوفرة مياه المكان وحرارة المناخ، وعلى السياحة لمناخها الدافئ في الشتاء ولآثارها التي تضم قصر هشام بن عبد الملك ودير القرنطل وعين السلطان وقمران والبحر الميت. لكن سياحها اقتصروا على الأجانب من غير العرب منذ عام1967، عندما وقعت تحت الاحتلال. ومع بداية الانتفاضة عام1987 أغلقت معظم فنادق أريحا ومطاعمها لتعود وتفتح مجدداً بعدما هدأت وتيرة الانتفاضة.


لم يكن لأريحا موقع مميز على الخارطة السياسية الفلسطينية في يوم من الأيام. أما أهم الأحداث التي مرت على أريحا فهو المؤتمر الذي عقد فيها بإشراف الملك عبد الله عام1948، في وقت كان اللاجئون الفلسطينيون يتدفقون عليها من كل صوب. فقد جمع الملك عبد الله مؤيديه من القيادة التقليدية برئاسة رئيس البلدية في الخليل آنذاك الشيخ محمد على الجعبري تحت اسم المؤتمر الفلسطيني الثاني. واتخذ المؤتمرون قرارات تدعو إلى وحدة شرقي الأردن تحت تاج الملك عبد الله وتبعها إلحاق الضفة الغربية بشرق الأردن. وكذلك حدث أمر آخر مرتبط بأريحا، وهو الخطاب السياسي الذي ألقاه الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة في أريحا في 3 آذار1965، أثناء جولة قام بها في الشرق الأوسط، وقد قوبل يومها بعاصفة من التنديد والتخوين.