لماذا يكرهنا هؤلاء؟

"من منكم يتمنى أن يرى أميركا تذهب إلى الحرب ضد الإرهابيين؟"

سؤال طرحته مقدمة برنامج تلفزيوني على مجموعة مكونة من عشرة تلاميذ أميركيين صغار. وكان الجواب هو الصمت. فعادت المذيعة وطرحت السؤال بصيغة مختلفة قائلة: "من منكم لا يريد أن يرى أميركا تذهب إلى الحرب ضد الإرهابيين؟.." عشرة تلاميذ من أصل عشرة رفعوا أيديهم يعلنون بأنهم لا يريدون الحرب. على أثر ذلك، أخذت المذيعة تسأل بعضهم عن السبب وراء معارضتهم للحرب، ولم تكن أجوبتهم غريبة على الإطلاق.

أجمع التلاميذ على خشيتهم من وقوع ضحايا أبرياء لا علاقة لهم بالمجرمين رغم أن هؤلاء المجرمين استهدفوا الأبرياء فقط. قال عدد من التلاميذ أنهم لا يريدون أن يروا أطفالاً يموتون أو يُحرمون من آبائهم وأمهاتهم. وقال أكثر من واحد أن أميركا يجب أن تبحث عن الذين يخططون للإرهاب وتجلبهم للعدالة. وقالت طفلة، "إذا تسببنا في قتل أبرياء فإننا نفعل مثلهم!.."

هؤلاء الأطفال، رغم ما في إجاباتهم من تعبير عن براءة وإحساس مرهف، فإنهم ولا شكّ مرآة تعكس صورة أمهات وأباء في البيوت ومعلمين في المدارس يعملون كلهم يداً بيد على تنشئة جيل ينظر إلى العالم وإلى شعوبه كلها بعين المحبة. تربية تعبّر عن عظمة هذا الشعب وأصالة حضارته.

هؤلاء هم أطفالُ شعبٍ يستحق الحياة. شعب لا يتمنى الموت لأطفال شعب آخر. لا يصفق ولا يرقص فرحاً لحزن شعب آخر. شعب يريد لكل شعوب العالم أن تعيش بازدهار وسلام.

شعب لا يكتفي بأن يؤمن بحق كل الشعوب بأن تعيش، بل يمد لها يداً صادقة كي تعيش.

شعب يتوقف اليوم مذهولاً يتساءل، "لماذا يكرهنا هؤلاء؟.."

ويأتي جواب هؤلاء سريعاً وباعثاً على الحزن: "لأننا ربينا على كراهيتكم!".